لا ريب في أن الأديان السماوية نزلت على قلب رسل وأنبياء اصطفاهم ربُهم من بين البشر لأنهم كانوا اوفياء رحماء أمناء أتقياء صالحين صادقين، اختارهم ربهم بعد أن أعدهم إعدادا ربانيا ليكونوا جديرين بتحمل عبء الرسالة بتبعاتها الثقيلة والمُضنية.. فحمّل كل واحد منهم رسالة سلام، رسالة ايمان، رسالة رحمة ومحبة رسالة تآخي وألفة وترابط.. فما كان عليهم إلا البلاغ تنذيرا وتبشيرا، ولا عليهم بمن كفر ورفض دعوتهم.. فالأديان رسالتها واحدة مصدرها إله واحد إله السماء العدل الرحيم.. كُتبهم وألواحهم وتعاليمهم وأحاديثهم وتوجيهاتهم وسيرتهم وسلوكياتهم وأفعالهم؛ ما كانت غير وحي من السماء فما كانوا ينطقون عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.. ما جاء بعدهم من خلافات وفتن لا يسألون عنها ولا يد لهم فيها فما أتوا إلا للتوحيد الناس على قلب واحد، اما ما نراه ونعاني منه قديما وحديثا من عنف وقتل فما كان إلا من البشر فالإرهاب فعل بشري صرف.. جُرم بشر قلوبهم من حجر واطماعهم لا حدود لها بشر وضعوا الدنيا وغرور السلطة ونشوة الحكم نُصب أعينهم وعقولهم وقلوبهم. وهذا ما يؤكده القتال والخصام والتناحر والنزاع والصراع الذي حدث في فترة ما بعد وفاة خاتم الأنبياء والمرسلين، فما وقع من خلافات بين صحابته وأهله إلا بسبب النزاع والخلاف على الخلافة والسلطة، والدماء التي أريقت في موقعة (الجمل وصفين) وبعدها في كربلاء !
بل انظر إلى قتل الخلفاء عمر وعثمان وعلي ! أليس هذا إرهاب ! وكيف يمكن أن نسميه إرهاب ديني ! بل هو إرهاب دنيوي، ارهاب من أجل السياسة والحكم والنفوذ والسيادة !؟
وما حدث من الامويين والعباسيين هو خير دليل على ما نقول، فما رأينا سوى شر كانوا يسعون سرا وعلانية نحو السلطة والحكم بكل ما أوتوا من قوة ودهاء وقسوة وعنف --وما أشبه اليوم بالبارحة وأول البارحة-- فلسان التاريخ لم يتوقف عن إخبارنا عمن دبر وتخابث وخان وظلم وتجبر، وقتل كل من وقف في طريق السلطان، في طريق الحكم والخلافة والإمارة،! قتلوا اقاربهم قتلوا الإخوة وأبناء عمومتهم، قتلوا حملة المصاحف قتلوا الفقهاء وعذبوهم، قتلوا العامة من المسلمين من العرب وغير العرب، قتلوا الرجال والنساء اقتحموا الكعبة وضربوها بالمنجنيق، حرقوا المساجد كل ذلك الإجرام والإرهاب كان من اجل كرسي العرش، من اجل السلطة والحكم ولم يكن من أجل الدين لم يكن من أجل الشرع ! فالدين والشرع منهم بريء.
•• يا سادة لا ذنب ولا دخل للدين عندما يستعمله المتشددون والمغالون المتعصبون وهما وخداعا.. لا ذنب للمصاحف التي رفعوها ولا زالوا يرفعونها على أسنة رماحهم المسممة بأفكارهم الظلامية القميئة ! بل استطيع القول بأن "السلاح" نفسه لا ذنب له! فهو مجرد آلة صماء قد تستخدم في الخير وهم يستخدمونها في الشر وإراقة الدماء !، فالبارود الذي يُستخدم في تفجير الصخور لاستخراج المعادن النفيسة لخدمة البشرية؛ هم يستخدمونه في تفجير البشر وتدمير مقدرات البشر وترويع الآمنين وإرهاب المستضعفين.. هم المجرمون بطبعهم أيا كانت لغتهم وحيلهم وأياً كانت عباءاتهم وعمائمهم وواجهاتهم ومنصاتهم سيظلون قتلة مجرمين، وبشهادة الكتب السماوية فهم (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)..
كيف لله ان يبعث رسولا بدين ليُعلم قومه الإرهاب ؟! وهو يقول (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) لكل العالمين للناس أجمعين !
•• عندما يطالب البعض بإبعاد الدين فهو لم يبعد الإرهاب بل أبعد السلام وأبقى على البشر الذين هم الإرهاب ذاته ! بمعنى أن العقيدة ليست هي من صنعت الإرهاب ولا امرت بالتشدد،، فالدين يسر ورحمة ولا يجيز قتل النفس بغير حق، الدين مرسل من لدن إله لكل البشر للمؤمن بوجوده والمنكر له.. فهو من قال (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) هو من قال ( إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) هو من حرم الظلم على نفسه وحرمه على عباده هو من قال ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )
هذا هو الله وهذا هو الإسلام دين السلام ليس دين الإرهاب..
أما عن آيات القتال التي يجتزئونها من مواضعها فهي ليست كما يفسرونها الآن فهي توقفت في سبب النزول ولا علاقة لها بعموم اللفظ فهي نسخت بعامل الزمن والوقت والتاريخ والواقع ..
فيا أيها المتضررون من الإرهاب يا شهداء العنف والتشدد والتعصب إن حقكم عند هؤلاء المجرمين وليس عند الدين.. فالدين منهم بريء والإرهاب من صنع البشر.
إضافة تعليق جديد