الكاتب ناصر خليفة يكتب : حتى لا يظل التاريخ نعشا لحاضرنا

مقالات عامة
الكاتب ناصر خليفة
الكاتب: 

الكاتب ناصر خليفة

كاتب حر
الأحد, نوفمبر 7, 2021 - 21

التاريخ لن يعود فلماذا نضيع حاضرنا في دوام النظر إليه وفيه ؟  لا خير في "سياسة" اكتسبت سلطتها وقوتها وثباتها من " مرجعية دينية" أو "مرجعية لقوة ذات نزعة استعمارية وتاريخ دموي"،، ولا خير في "معتقد ديني" تحميه "سلطة سياسية" أو "سلطة من الطراز الكهنوتي" أو "سلطة طائفية مذهبية" ((تدعمه ويدعمها، تروج له ويروج لها، تنفعه وينفعها).

لماذا لا نتعلم من تجارب الماضي وتأثيراتها على الحاضر !؟ لماذا لا نقرأ المستقبل بعين العقل وعين الضمير  ؟، لماذا لا نقرأه بعيون الغلابة والمستضعفين ضحايا النزعات العرقية والطائفية والجاهلية ؟، لماذا لا نقرأ المستقبل بعيون الإنسانية ؟ العالم يتغير والكون يتغير  ونحن نتحرك عكس عقارب ساعة الواقع ! متى نكتسب الجرأة وننظر للأمام ! لماذا نخاف لماذا نتخاذل ! لماذا نخجل ! لماذا نهرب من المواجهة  ونتوارى خلف ظلال  تاريخ ملوث بدماء الأطماع السياسية والمادية والعرقية والعصبية ! تاريخ مكتوب بأقلام مُختلَف على نواياها ومقاصدها ! لماذا سمحنا لتلك الأقلام بالبقاء بيننا تشكل حاضرنا وتُنظِّر لمستقبلنا ! 

 لماذا قال فلان ؟! وليس : ماذا يقول الآن فلان ؟  لماذا لا أقول أنا فلان وحسب ! ولست فلان بن فلان بن فلان بن فلان بن فلان؟ ، لا أدعو لقطيعة تامة مع التراث، لكن هو من قطعني وجزأني وقسمني فرقا وطوائف ومذاهبا !؟ فرق تتقاتل وتتصارع وتتنازع وكل منهم يدعي حقيقة مطلقة !، فليرحل التاريخ الذي لا يبني حاضرا ولا يضيء مستقبلا. سنوات عديدة التهمها  التاريخ بين فكيه وليته ترك لنا  ما يعيننا على بناء المستقبل !
كم من أجيال قضت نحب  سنوات عمرها وأضاعتها هباءا بسبب التشبث بموروثات متراكمة ومتعددة التناقضات ! ، يا سادة اعود فاقول : خير لك أن تقف عاريا من أن ترقع ثوبك ! ، فلن ترضى لنفسك العراء وحتما سوف تبحث لك عن شيء تداري به سوءَتك، كما فعل أبونا آدم وزوجه ! لكن لو رقعت الثوب وارتضيت به مرقعا متعدد الرقع؛ فلن تسعى في طلب ثوب جديد .

اصنع بيدك ثوبا جديدا من نسيج الإنسانية ولا تدع أحدهم يحيك لك سترتك من نسيج التاريخ البال ، لا تدع الحاضر أسيرا في معتقلات الماضي بل اجعله محررا لينتج مستقبلا حرا وحتى لا يظل التاريخ نعشا للحاضر ومقبرة للمستقبل.لا تنظر لحياتك أنت فقط ..فالحياة لا تقوم ولا يكون لها روح وبقاء سوى بيد جميع الأحياء، أنا حي أرزق فكيف اعيش في كفن الأموات ! ،الأديان لم تُخلق إلا لتنظم حياتنا، وليس لتخربها ! الأنبياء أُرسلوا ليعلمونا كيف نحيا وليس كيف نموت !

حُسن المعاملة تعكس الايمان الحقيقي بالله، الأيمان محله القلب وحسن المعاملة هو الدليل والاستدلال ، فلنكن جميعا  مؤمنين -فقط- بحسن التعامل وبحسن الخلق . من حقك ممارسة مفردات ايمانك كما شئت وكيف شئت.. لكن عندما نتواجه فلنمارس جميعا مفردات ايماننا بحسن المعاملة.. ايماننا بالإنسانية، فالكلمة السواء هي (الإنسانية)