•• من قال أن "الفن" يحارب التطرف الديني ويقف في وجه الإرهاب والإرهابيين ؟! جميع الأعمال الفنية هي أعمال تجارية في المقام الأول -- إلا القليل -- بل أصحابها يستغلون قضايا الإرهاب والفكر الديني المتطرف لتسويق أعمالهم !
عندما يدعو الفن لدعم "الدولة المدنية" وحرية الإبداع" فهذا من باب تمرير أعماله وتسويقها من خلال تلك البوابة للوصول بالغث من منتجاته الرخيصة" والمثيرة إلى ضعاف النفوس من جمهوره المستهدف الذي يلهث خلف سينما "الإثارة" .. فإذا كان الفن يحاول خداع الناس بأنه يقدم أعمالا تنويرية "ناعمة" يحارب بها "الأفكار الرجعية"! فهو واهم ومن يصدقهم فهو "واهم واهم" أيضا .. وهم في ذلك لم يختلفوا نهائيا عن من توهموا أنهم أصحاب "نهضة دينية" من "جماعات الإسلام" من "السلفيين والإخوان ومن تفرع منهم وانبثق عنهم" يعملون على خداع قطاعات من "الناس البسطاء" ويلعبون على (أوتار كثيرة يتقنون جدواها جيدا) الفرق الوحيد هو أن (التيارات الإسلامية المتطرفة) تستخدم العنف والقتل والإرهاب في تسويق أفكارهم،، وتلك "مصيبة كبيرة وإنه لابتلاء عظيم" أما ( التيارات الفنية المتطرفة) فتستخدم أدوات "ناعمة" لهدم القيم والمبادئ والأخلاق وكسب الاموال من تجارة الغرائز وتسويق الرذائل وتلك (مصيبة كبيرة) لا تقل خطورة عن المصيبة الأولى وربما أشد خطورة !
ف "الطرف الأول" يحاربون "العقل" ويقتلون من يخالفهم ويشوهون ما جاء به الإسلام من قيم الرحمة والتسامح والإنسانية ..
أما )الطرف الآخر) فهم يحاربون الأخلاق وينسفون أسس الحياء ويدمرون صحة الشباب ليخلقوا أجيالا هشة ضعيفة لا تقدر على شيء سوى الجري والركض وراء أهواء رخيصة فيصبح شباب ذات "عقل أجوف وجسد له خوار" فلا يقدر على تحمل أدنى مسؤولية ! بفعل ما يُقدم له من أعمال هابطة مثيرة للغرائز الرخيصة. فأي مستقبل ينتظره !؟
- لهذا وذاك أصبح من كل لديه ضمير حي مستيقظ يقف عاجزا أمام "جهتين عدائيتين" وفي كل نقاش -قسرا- يجد نفسه مصنف في قائمة ما ! فإذا كتبت منتقدا لعمل "فني" رخيص ودافعت عن القيم والأخلاق فأنت في نظر البعض : رجعي تحارب المدنية وضد العلمانية والدولة المدنية والحرية الإبداعية والفكرية، بل وتساعد على دعم الأفكار المتطرفة ! وربما أُتهمت بأنك إخواني أو سلفي أو على الأقل متعاطف معهم ! وربما صنفت على أنك ضمن (القطيع)..! وإذا قلت فيما يقول المؤيدون والمدافعون عن الفن والإبداع والتأثير الإيجابي للأعمال الفنية ! فأنت في نظر البعض منافق ومبطلاتي وتدعم محاولات إفساد الشباب وتسعى مع الساعين لهدم الدين ودحض القيم والأخلاق وتؤيد العري والإباحية باسم الحرية الفردية !..
لذلك أستطيع القول أنني ضد الطرفين - بكل ما تحمله الكلمة من معنى- فأنا لا أقبل "الفن الرخيص" الذي يعمل باسم شعارات "السمو بالروح وجمالياتها والإبداع الفني وهو في ذات الوقت متخفيا يحارب القيم والأخلاق باسم الفن والقوى الناعمة .. ! كذلك لا أقبل "الدين المُسيَّس" وهؤلاء المتأسلمين الذين يعملون باسم الدين وهم يحاربون جوهر الدين الذي قام على ثوابت التراحم والإنسانية والوعي والتفكير والعلم . فكل من الجهتين تحمل "قنابل موقوتة" منها ما انفجر في واقع مجتمعنا ونفذ المهمة الخبيثة .. ومنها ما هو لا زال في الانتظار !.
•• وبناءا على ما تقدم : لا خيرة في هذا ولا فائدة من ذاك.. ولا عزاء للإنسانية ! فقط عليك بالتمسك بفضائل عقيدتك بعيدا عن أي تيار ديني سياسي.. وتمسك بفضائل الفن الرفيع الذي يخاطب الروح بكل لغات الجمال الإنساني الراقي بعيدا عن أشكال الإسفاف والإباحية في الفن الرخيص بكل أشكاله .
إضافة تعليق جديد