الكاتب ناصر خليفة يكتب لحظة من فضلك

مقالات عامة
الكاتب: 

الكاتب ناصر خليفة

كاتب حر
الأحد, فبراير 20, 2022 - 07

(وما الناس غير  أصناف مختلفة من المعادن منها الأصيل ومنها الرديء )-- المعادن الأصيلة لا تأكلها النار مهما اشتد لهيبها، بل لا تتأكد أصالتها إلا عندما تُجلى بالنار وتختبر، فتُزال عنها الشوائب التي تعَلَقَت بها مع مرور الزمن والحوادث والأقدار .. 
-- الإنسان الأصيل يظهر معدنه الطيب في المحن والمصاعب  والمواقف شديدة الاحتدام ..
أما  "المعادن الرخيصة" فهي قابلة للصدأ والتآكل، حسب طبيعة المواقف والظروف والأحوال ..
●-صحيح أن حياتنا الدنيا حِملٌ ثقيل، ودنيانا ليست في كل الأحوال معنا ولا هي دائما علينا.. فكثيراً ما تُبهرنا بعض الأشياء حتى ولو كان لمعانها وبريقها زيف وسراب..! 
-- كثيرا ما يسعدنا "الرضا" وتريح قلوبنا "القناعة" بالقليل أكثر من سعادة من يمتلك كنزا ولو كان جبلا من ذهب ومال ! 
كثيرون من يعتقدون أن السعادة مرهونة بكثرة "المال" لكن هذا ليس صحيح "البتة" .. فالسعادة الحقيقية "إحساس مجرد" من كل مادة ولا يحتاج هذا الإحساس سوى  "لحظة هدوء مع النفس" عندما نُلقي عن "كاهلنا" (أدوات مصارعة الحياة) .. الغريب أننا نتسابق في اللحاق بما يوفر لنا "الراحة في الدنيا" رغم عِلمنا أنه لا راحة مادية فيها. بدليل أننا كلما وصلنا لشيء وامتلكناه تجد متغيراتها اليومية تجعل مما لحقنا به؛ ( لا شيء ).. فكل يوم  يأتينا الواقع بالجديد ! فيستمر اللحاق وتستمر الرغبة ويستمر (الخوف والقلق والتوتر) !  وهكذا حالنا مع الحياة الدنيا.. هي معركة لا غالب فيها ولا مغلوب لأنها ببساطة لا تنتهي ولا تتوقف تلك المعركة لكي نرصد نتائجها ! ولا زالت الحياة تحمل من الأسرار ما تعجز عن إدراكه عقول البشر بما في تلك العقول من عجز وقصور.. 
●- بعضُنا يُقنع نفسه أنه على الطريق الصحيح حتى ولو أن "المنطق والواقع" يؤكدان أن طريقه ليس هو الطريق السوي ولا هو المنهج الصحيح..

●-بعضُنا يرى الحقيقة بعقله هو وفكره هو فقط ! لكن تظل الحقيقة مجردة ولا نعلم عنها سوى ما أراد الله لنا أن نعلمه عنها..
●- من المؤسف أن تجد الأنانية وحب الذات عنواناً كبيراً لشخصية الغالبية العظمى من البشر، وسيطرة المادة على القلوب والوجدان خلقت من أصحابها وحوشا جاهزة لانتزاع حقوق الغير ظلما وعدوانا ،، ولا تبالي ..! 
●- قَلَّ من تجده يرضى ويَقنَع، وقَلَّ من تجده يهدأ ويفكر ويعقِل ! قلَّ من تجده يشعر بالآخر، وقلَّ من يُخلص لغيره إخلاصاً تاماً بعيدا عن المصالح !  
-- قَلَّ "للغاية" من يُدرك أنه مجرد ضيف شرف على  أرض الحياة الدنيا.. 
● -سيدي : ليس مطلوبا منك غير أن تكون إنساناً طبيعياً، فليس فينا من هو ملاك ذات أجنحة بيضاء ولا بيننا شيطان رجيم مطرود من رحمة ربه ..! بل كلنا بشر  نمتلك "أدوات بشرية" لصناعة الشر و"أدوات بشرية" لتقديم الخير..  وكلنا يجيد استعمالها حسب ما يتراءى له.. فمن يُقدِم خيرا فلنسفه ومن يصنع شرا فعليها..

●- نحن بشر من جنس آدم الذى اخطأ وغُفر له، آدم الذي سجدت له الملائكة استجابة لأمر ربهم رغم علمهم بأنه سيُفْسِدُ فِي الأرض وَسيَسْفِكُ الدماء ! وهم الذين يسبحون بحمد ربهم ويقدسون له !، الله يعلم أننا كما قال عنا الملائكة، ولم ينف عنا إتهام الملائكة بل قال: {إني أعلم ما لا تعلمون} ثم أدخَل آدم الجنةَ ليختبر عزمَه، فلم يجد له عزما !، فأُنزله للأرض ليكمل المهمة ثم يعود إليه آجلا أو عاجلا.. هذه حقيقة ثابتة ومطلقة في قلب ووجدان من آمن بها .. 
دمتم سالمي