• على غرار روعة ما تنشره الدكتورة نجوى كامل استاذة الصحافة في كلية الإعلام جامعة القاهرة على صفحتها بالفيسبوك من موضوعات قيمة ومفيدة لكل من يطّلِع عليها من أصدقاء صفحتها -زملاء وأصدقاء وطلبة بالكلية وخريجو الكلية من دفعات مختلفة-؛ على نفس منوال منشوراتها العظيمة نشرت اليوم الأربعاء ١٢يناير هذا المقال -القليل في عدد كلماته لكنه عظيم في معناه- فكتبت تقول بأسلوبها الراقي والشيق والذي يتناغم مع طبيعة شخصيتها الوطنية المخلصة لقضايا بلدنا مصر والقضايا الإنسانية بصفة عامة بما فيها قضايا المرأة المعاصرة كذلك إلقاء الضوء باستمرار على انجازات نسائية كان لها الفضل في دعم دور المرأة للقضايا الوطنية .. فعن السيدة العظيمة صفية زغلول في ذكرى وفاتها كتبت الدكتورة نجوى في حقها هذه الشهادة : "في مثل هذا اليوم ١٢يناير من عام ١٩٤٦ توفت السيدة صفية زغلول والتي لقبت بأم المصريين ، هي ابنة مصطفي باشا فهمي رئيس وزراء مصر وتزوجت سعد باشا زغلول وكان مازال قاضيا وعندما دخل معترك السياسة وقفت بجواره وقدمت له الدعم والمساندة وبعد نفيه وعدد من رفاقه ، اندلعت ثورة ١٩١٩ وخرجت المظاهرات في كافة أنحاء القطر المصري تطالب بالاستقلال وعودة المنفيين الي مصر أو السماح لهم بالسفر الي فرنسا لعرض مطالب مصر الوطنية علي مؤتمر الصلح في فرساي ، وشاركت صفيه زغلول في المظاهرة النسائية التي خرجت في ١٦ مارس ، فضلا عن فتح بيتها للقيادات الوطنية للاجتماع والتشاور والذي سمي ( بيت الأمة ) ..أما عن لقبها الذي ظل ملازما لها ( أم المصريين ) فقد أُطلق عليها بعد أن اذاعت بيانا أمام الحشود المتظاهرة أمام منزلها ، جاء ضمن مافيه : انها أم لكل الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية وعندها هتف أحد المتظاهرين بحياة أم المصريين ...وبعد صدور دستور ١٩٢٣ تم اجراء انتخابات فاز فيها الوفد بأغلبية ساحقة وتولي سعد زغلول رئاسة الوزارة عام ١٩٢٤، وبدأ المهنئون يتوافدون لتهنئة صفية زغلول والتي لم تكن سعيدة بتولي زوجها رئاسة الحكومة ، حيث رأت : ان سعد زغلول هو زعيم الأمة وهو الآن كرئيس للحكومة في مكان أقل بكثير ، فما قيمة رئاسة الحكومة مقابل زعامة الأمة ؟ “فمهمتنا الكفاح وليس تولي المناصب “ ، واستمرت صفيه زغلول سندا للحركة الوطنية وحزب الوفد حتي بعد وفاة زوجها عام ١٩٢٧ وتولي النحاس رئاسته ، وفي عام ١٩٣٨ منعت الوفدييين من الاجتماع في منزلها ، بعد انشقاق احمد ماهر والنقراشي عن الوفد وتأسيسهم حزب الهئية السعدية متهمين النحاس انه لم يحافظ علي المبادئ الأساسية التي تركها سعد زغلول !! وهذا يفسر اتجاهات مصطفي وعلي أميين المعادية للنحاس ، فقد تربا كما هو معلوم في منزل صفية زغلول ، وعند اصدارهما جريدة ( أخبار اليوم ) كانت من ضمن الألسنة الصحفية للهيئة السعيدية …رحم الله صفية زغلول التي تعد نموذجا للمرأة المصرية المدافعة عن قضايا الوطن "
شهادة حق في حق سيدة فاضلة لقبت ب (أم المصريين)
انتهى المقال عند هذا الحد .. من عادتي بعد قراءة بوستات استاذتي الفاضلة نجوى كامل والتي تربطني بها كل اواصر المحبة والمودة والاحترام ولا غرو فهي من علمتنا كيف تكون العلاقة بين الاستاذة والطالب منذ أيام الدراسة وها هي تكمل مسيرة العطاء،،،من عادتي وبعد قراءة بوستاتها أن أمر مرور الكرام على التعليقات ربما بدافع الفضول وربما بدافع الرغبة في عدم تكرار تعليق أحد وربما وربما ،،،،، المهم وأنا بصدد المرور وقعت عيني على تعليق لأحد أصدقاء الدكتورة نجوى ولفت نظري وأثار دهشتي حين كتب المعقب الكريم في التعليقات :
"ولكن الغريب ان صفيه زغلول هي بنت مصطفي فهمي باشا الذي ظل رئيسا لوزراء مصر لمدة ثلاثة عشر عاما في عهد الاحتلال الانجليزي بسبب طاعته العمياء للانجليز
وقد كانت احد اهم اسباب الصراع بين الخديوي عباس حلمي واللورد كرومر هو اصرار عباس حلمي علي عزله وتمسك كرومر به
وقد قال عنه عباس حلمي في مذكراته عهدي انه كان مجرد سكرتير للانجليز
وانه باع للانجليز شركات مصريه كبري مثل البوسته الخديويه بثمن بخس
وحسب ماهو متداول انه اصلا جريدة الاخبار اسسها الاخوين امين بدعم فاروق لتشويه الوفد والنحاس
وواضح جدا انتهازية مصطفي امين الذي كان في العصر الملكي من المؤيدين والمشيدين دائما بفاروق
ثم في العهد الناصري اصدر كتاب ليالي فاروق الذي الصق فيه كل الموبقات بفاروق"
بالطبع كان رد الدكتورة نجوى ردا راقيا فهي لا تعيب على أحد ولا تغار على كتاباتها لانها تدرك تماما قيمة ما تكتبه وتنشره فكان ردها : " البوست عن صفيه زعلول ليس موضوعه والدها ولا مصطفي أمين" هكذا ردت الاستاذة بكل رقي ..
فياليتنا نتعلم منها كيف نقرأ وكيف نعلق ونعقب ونناقش .
ويالت قومي يعلمون أن لكل حادث حديث ولكل مقام مقال .
إضافة تعليق جديد