في الفترة الأخيرة وخصوصا بعد حرب روسيا اوكرانيا والتسريبات الروسية للفضائح والفظائع الاورو- امريكية انتشرت اخبار ومعلومات في الأوساط العلمية والسياسية عن الطيور المحملة بالفيروسات عبر العقود الماضية .. وعن استنساخ البشر والتجارب عليهم لصنع أشخاص خارقين جينياً.. وقد يكونوا جنودا مدربين لتنفيذ مهمات ولا يكون قتلهم امراً سهلاً وقد يتم اعلان الأمر في أي وقت مستقبلا وقد تكون سلسلة افلام العميل - Hitman Agent 47 وهو قاتل محترف تم تعديله وراثياً ليكون قاتلاً مأجوراً مبرمجاً بدقة عالية لا يخطئ ابداً ويقتل بلا رحمة ولا تردد ويتحمل كل المصاعب ويتجاوز كل العقبات ولا يكون قتله سهلاً كما يمكن ان يرتدي بدلة خاصة لا تكتشفها اجهزة الاشعة والتعقب .. وقد تكون تلك السلسلة Hitman Agent 47 ترويج لما قد يتم اعلانه او تطبيقه مستقبلاً لتحقيق مصالح عليا لبعض الدول التي تريد الهيمنة على العالم ..ولقد لاحظنا كلنا دور السينما العالمية في الترويج لأفكار وكوارث مستقبلية في برامج وافلام تستهدف العقل اللاواعي عند البشر حتى يتقبلوا أي فكرة مجنونة مستقبلاً .. كما تابعنا كلنا في وقت سابق تصريحات الرئيس الروسي بوتين، في بداية الحرب حيث حذر من شيء أسوأ من القنبلة النووية على حدّ تعبيره وكان هذا الشيء على وصفه هو جندي خارق معدل وراثياً يمكنه القتال دون خوف وتعاطف ولا ندم ولا ألم .. وقد تطرف البعض في التحليل وقال ان يأجوج ومأجوج سيكونوا جنود من نفس هذه الفصيلة الاجرامية .. والله اعلم
لكن كيف قد يحصل هذا ؟ انتبهوا..
في القرن العشرين استطاع العلماء كشف سرّ جديد من أسرار الحياة، اسمه "الشفرة الوراثية" وهذه الشفرة مسجلة على شريط من الجينات بشكل سلم مزدوج داخل جميع خلايا الكائنات الحية، يُعرف باسم الDNA وهذا الشريط مطبوع داخل كل خلية، و التي تصل أعدادها لمئات المليارات على شكل أحرف و هذه الأحرف هي :
T – U) ) -G -C -A
وهي موجودة داخل جميع الكائنات الحية سواء نباتات، حيوانات ، بكتيريات، وبالطبع البشر، ونحن تتكون شيفرتنا الوراثية من ثلاثة مليار و200 مليون حرف من هذه الاحرف بشكل متكرر لكن طريقة تكرار وترتيب هذه الحروف داخل الخلية يحدد طبيعة هذا الكائن الحيّ، صفاته، شكله، نوعه، وكلّ شيء وهذه الأحرف توجد داخل الحمض النووي لأي كائن حيّ خلقها الله سبحانه وتعالى بشكل دقيق لخدمة البشرية وليس العكس.. ولو تغير ترتيب حرف واحد فقط من بين هذا الكمّ الهائل ستتغير الصفات البشرية تماماً .. ! ويقول العلماء ان امراض كثيرة تحث للبشر بسبب خلل وجنون في الخلايا ناتج عن خلل في ترتيب هذه الحروف لأسباب كثيرة مثل مرض السرطان وعمى الالوان والايدز وغيرها
وهذه الحروف هي الشفرة الوراثية مكتوب فيها سجلك الوراثي وصفاتك ومسيرة أجدادك التّاريخية، وشكلك ولونك، شخصيتك وطباعك، كل شيء مكتوب في هذه الأحفورة المعلوماتية العتيقة .. لكن اكتشاف العلماء لهذا السّر ألهم بعضهم فكرة مجنونة ،،،، ماذا لو فهموا الشفرة وأعادوا كتابتها؟ هل بإمكانهم إنتاج إنسان بمواصفات محددة ؟
فنحن البشر يتم التحكم في صفاتنا عن طريق المادة الوراثية الموجودة في خلايانا وهي الجينات الوراثية او الجينوم DNA التي تتحكم في ادق تفاصيلنا والمسؤولة عن تصرفاتنا وتفكيرنا وعقلياتنا وميولنا وكل شيء ورغم ان DNA تركيبها بسيط ووحدته البنائية ثابتة حيث يتكون من احرف متسلسلة متكررة بشكل منتظم ومحدد كما قلنا الا ان كل واحد فينا يمتلك تسلسل خاص به لا يتشابه ابدا مع أي انسان اخر وهذه من اعظم الدلالات على عظمة قدرة الله سبحانه وتعالى
وكل انسان يتكون من اكثر من ثلاثة مليار حرف بهذا النظام المتسلسل واذا حصل أي تبديل او تغيير او تلاعب في تسلسل هذه الحروف فانه يحدث امراض للإنسان قد يكون من المستحيل علاجها مثل الخلل في وظائف بعض الغدد والخلل في الهرمونات والسرطان وعمى الالوان والايدز وغير ذلك ..وهناك نوع من التلاعب المقصود بالجينات ضمن علم اسمه (الهندسة الوراثية) ويعتبر هذا العلم (قديم حديث) وله أشكال مختلفة مثل تهجين الحيوانات وكذلك إنتاج الأدوية المستخرجة من عناصر الخلايا البشرية ممزوجة بعناصر من كائنات أخرى كالبكتيريا، وأشهر هذه الأدوية المصنعة عن طريق الهندسة الوراثية هو "الأنسولين" المقاوم لمرض السكري ولقد تقدمت الهندسة الوراثية لإحداث ثورة في مجال الزراعة تسمى (الثورة الخضراء) أنقذت البشرية من مجاعات لأن المحاصيل في ذلك الوقت لم تكن كافية لتغطية احتياجات الازدياد السكاني العالمي حيث عززت هذه الثورة العلمية مقاومة المحاصيل للظروف الجوية القاسية ومكّنت من استخدام تقنيات الأسمدة ومبيدات الحشرات حيث ان التحكم في صفات النباتات هو أمر سهل وممكن وبعد الثورة الخضراء إلي كان هدفها زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني بطريقة غير عادية، قد تأتي (الثورة البيولوجية) التي تهدف على السيطرة الكاملة على الخصائص البشرية وتشكيلها بما يعزز المصالح الخاصة لبعض الدول الكبرى .. وفعلا نجح العلماء باستنساخ كائن حيّ في عام 1997 م حيث ظهرت النعجة الشهيرة دوللي عن طريق حقن المادة الوراثية لأحد النعاج في بويضة فارغة بحيث يحمل الجنين الخصائص الجينية الكاملة للحمض النووي المزروع وبالفعل، ولدت النعجة المشهورة ومن هنا بدأت ثورة اخطر في العلوم البيولوجية .. ! وبعد 10 سنوات من هذه التجربة المُزلزلة نجح العلماء باستنساخ فأر كانت مادته الوراثية الأصلية من فأر ميت استطاعوا ان ينتجوا منه نسخة طبق الأصل فيها كل المواصفات من فأر متجمد وميت من 16 سنة ، بعكس التجارب السابقة حيث كانوا يستنسخون مخلوقات لا تزال على قيد الحياة وفي معهد سولك للدراسات البيولوجية في مدينة لاهويا بولاية كاليفورنيا الأمريكية حصلت تجربة خطيرة تعكس عملية الشيخوخة ! حيث أخذوا اثنين من الفئران التوأم وحقنوا أحدهم بمورثات خلايا جذعية لجنين جعلت هذا الفأر بعد بلوغه سن الشيخوخة تحصل له عملية تجديد خلوي كما لو كان ينمو مرة أخرى كالطفل ولاحظوا الفرق بينه وبين الفأر الآخر، وطبقوا حرفيا مقولة "كتب له عمر جديد" ثم ظهرت القطط المضيئة التي تم حقنها ببعض المواد المستخرجة من قنديل البحر وظهر سمك السوبر سلمون الذي تم حقنه ببعض هرمونات التضخيم حيث انتج العلماء أضعاف حجمه وظهرت انواع جديدة من السمك الملون المعدل وراثيا والتي لا تتكاثر.
ومن باب المعرفة يمكن لغرام واحد من الحمض النووي (DNA) أن يخزن كل المعارف التي ينتجها البشر في عام واحد، ويحافظ على هذه البيانات سليمة لآلاف السنين، ويوجد الحمض النووي على شكل سلاسل يمكن قراءتها وكتابتها ونسخها بدقة وبسهولة وإحدى الميزات الأساسية للحمض النووي هي أنه مخزن كثيف للمعلومات إلى حد لا مثيل له أكثر من أي وسيلة تخزين بيانات صنعها الإنسان، فيمكن ضغط 181 ( زيتابايت = ألف مليار مليار =رقم مضاف إليه 21 صفر) من البيانات المتوقع أن ينتجها البشر بحلول عام 2025 في حجم مماثل لكرة تنس الطاولة باستخدام تقنية تخزين الحمض النووي. ، وبشكل مبسط فإن واحد زيتابايت يساوي ما يعادل سعة أكثر من 200 مليار قرص "دي في دي" ، مساحة تخزين الواحد منه تبلغ 4.7 غيغابايت .. هل تتخيلوا الكم ؟؟
السؤال المهم :هل من الممكن ان تطبق هذه الممارسات على الإنسان؟ هل ممكن استنساخ بشر بقدرات خارقة وذكاء خارق وذاكرة غير عادية لاستخدامهم كأدوات سواء خير او شر ؟؟ هل يُمكن للمرء أن يتحكم في شكله ولونه وطوله وصحته وأي شيء يتخيله أو يعود شباب؟
الجواب: نظرياً قابل للتطبيق ، لكنه ليس بهذه البساطة.. فالتعديل الوراثي على الانسان محرم دوليًا لأسباب أخلاقية
ومن السهل تطبيق كل ما سبق على البكتيريا لكن صعب تطبيقها على الانسان بشكل آمن لأن الجهاز المناعي للإنسان سيقاوم أي تدخل يريد تغيير خلق الله كما ان الله جل جلاله لا ينازعه في ملكه أي مخلوق
إن التجارب إلي أُجريت على الحيوانات كانت نتيجة مئات التجارب الفاشلة التي أنتجت مخلوقات مشوهة، حتى النعجة دوللي ماتت بعد فترة وجيزة بمرض خطير وتطبيق هذا العلم على البشر سيصنع كائنات بشرية ممسوخة ومشوّهة كما ان هذه التجارب تتعارض مع قيمة وكرامة الانسان التي نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية وقبل كل ذلك فإن الإسلام كرم الانسان واعتبره افضل المخلوقات وهذه التجارب تجعل الانسان فأر تجارب وهذا حرام شرعا ولا يجوز أبدا.
لكن.. في عام 2012 حدثت قفزة علمية أخطر وتوقف قطار الثورة البيولوجية عند محطة غير متوقعة، اكتشفوا وقتها تقنية حديثة تسمح برفع الحظر المفروض على التعديل الوراثي اسمها: [ كريسبر كاس 9 - CRISPR-Cas9] وهي تقنية خطيرة تسمح للعلماء بالدخول الى الحمض النووي للإنسان او لأي كائن آخر بحيث يستطيعوا قص او استبدال أي حرف من الشفرة الوراثية أو قص جينات (مجموعة أحرف) واستبدالها بأي حرف أو جين اخر بدقة متناهية دون خطورة على حياة الانسان ودون تكلفة عالية بحيث تتغير صفات الكائن كما يريد العلماء… وهذه تقنية خطيرة جداً
لكن كيف عرف العلماء هذا الاكتشاف؟ الذي يعتبر أعظم الاكتشافات في تاريخ علم الأحياء بعد اكتشاف الـ DNA؟؟
لقد لاحظوا إن البكتيريا اذا تصادمت مع الفيروسات تستطيع ان تنسخ الحمض النووي للفيروس وتطور تقنيه تحلل شفرات هذا الحمض وتعرف مراكز قوته وتقطعها مثل المقص بواسطة انزيمات تقطع في الجينات الوراثية للفيروس حتى يضعف الفيروس وهذا عن طريق العبث في جيناته
واستطاعت الباحثة الامريكية (جينفر داودنا Jennifer Doudna ) مع الباحثة الفرنسية (إيمانويل شاربانتييه Emmanuel Charpentier ) الاستفادة من أنظمة دفاع البكتيريا وطوروا هذه التقنية التي تعمل على جميع الكائنات الحيّة بما فيهم البشر وكانت سبب لحصولهم على جائزة نوبل من الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم - للكيمياء للعام 2020
وتقول جينفر أن التقنية أشبه ببرنامج حاسوب لكتابة نصوص الـWord تستطيع فيه حذف كلمة أو إضافتها بسهولة ودقة وبكل بساطة لكن الهدف من تطوير هذه التقنية هو استخدامها في العلاج الجيني والأمراض الوراثية التي يمكن مراقبتها في الجنين أو حتى عند البالغين وهذا يعني أن أكثر من 3000 مرض وراثي سينتهي ويمكن لتقنية كرسيبر أن تقضي على أكبر مرض عدو للإنسان (السرطان والايدز) عن طريق تعديل جهاز المناعة وجعله يصطاد الخلايا المجنونة
ويمكن استغلال هذه التقنية ايضا لتطوير ورفع مستوى الذكاء عند الانسان عن طريق الاستعانة بأشخاص عندهم قدرات استثنائية ودمج شريطهم الوراثي فينا وهذا يزرع قدراتهم القوية والذكاء الخارق، والذاكرة القوية ونتحول فعليًا لأشخاص اذكياء واقوياء واصحاء ومن المعروف علميا إن الجينوم البشري قابل للتفاعل مع الحمض النووي للمخلوقات الأخرى وبما أن هناك كائنات مقاومة للشيخوخة مثل جراد البحر (Lobster) فيمكن الاستعانة بجيناتهم لتكون فترة شباب الانسان طويلة جداً ويعيش عمراً أطول ..اذا كتب الله له الحياة طبعاً .. كما توجد احتمالية اعادة حيوانات انقرضت منذ مئات وآلاف السنين مثل فيل الماموث وكل ما نحتاجه هو (تقنية كريسبر) التي تضيف عناصر من الحمض النووي لهذه المخلوقات في أجنة إحدى الفصائل المشابهة للمخلوق ونجاح هذا الأمر يعتمد على درجة التشابه بين الحمض النووي
كما أن البشر سيكون عندهم القدرة على استعادة اطرافهم المبتورة مثل السحالي.. ! (وانا لا أستهزئ) فهذا التطور العلمي يجلب الأمل للملايين من ضحايا الحوادث في العالم اذا تم اخذ جينات كائن برمائي يسمى عفريت الماء او السمندل المكسيكي (اكسولوتل ) والذي منحه الله القدرة على تجديد اطرافه وايقاف النزيف خلال ثواني باستخدام الخلايا الجذعية القوية عنده لأنه يمتلك جينوم اقوى بعشرة مرات من الجينوم البشري وكل ذلك مفيد لاستعادة الأنسجة البشرية التالفة والحفاظ على حياة البشر فيما يسمى الطب التعويضي... وكل هذا كلام ايجابي منسوب للباحثتين المذكورتين اعلاه
لكن هناك جانب آخر سلبي ومرعب جدا لهذه التقنية حيث يمكن زرع صفات سلبية وعدوانية وحيوانية في بعض البشر وهناك أبعاد مرعبة متطرفة لأصوات تقول لماذا لا نجرب أن نستنسخ البشر أو حتى نستعيد الأموات.. !؟
وأن هناك زعماء مؤثرين وعلماء كبار نحتفظ بحمضهم النووي فماذا لو تم تطبيق التقنية لولادة شخص يحمل الصفات الكاملة لأحد الموتى؟! لماذا لا نتمكن من انتحال شخصية في تنفيذ مصالح معينة ؟؟ ولذلك نلاحظ ان الرئيس الروسي بوتين حريص جدا على عدم اخذ أي بصمة وراثية منه بأي طريقة لدرجة انه عندما يسافر يأخذ معه مرحاضه الخاص به ومشروباته الخاصة وقد لا يصافح احد وهو لا يفعل ذلك إلا بسبب يعرفه هو وهوالذي يمتلك امبراطورية تهز العالم.. وبالمقابل ليس صعبا الحصول على الحمض النووي لأي إنسان ميت اذا فتحنا قبره واستخرجنا من تربته ما يلزمنا من بقايا جيناته لتركيبها في جنين وإعادة ولادته بصفاته الكاملة ضمن برنامج صناعة قادة او صناعة جيوش من بشر متشابهين تماما شكلا ومضمونا ومبرمجين لتحقيق اهداف معينة دون تردد وهذه الفكرة يتبناها احد اكبر رؤوس الاموال في العالم وهو نفسه صاحب فكرة المليار الذهبي من البشر وهو نفسه صاحب فكرة زرع شرائح ورقائق الكترونية في رؤوس البشر للتحكم بالمخ عن طريق القمر الصناعي .. وافكار كثيرة تهين كرامة الانسان ولن اذكر اسمه ويمكنكم البحث لتعرفوا الاسم ..كما ان البعض يهدف الى البحث عن الخلود وعدم الموت متجاهلين ان الروح بيد الله فقط
في الوقت الحالي تعتبر (تقنية كريسبر) محرمة دوليا، لأنها ممكن تصنع مجتمع غير متوازن فالفقير مثلاً لن يستفيد من التقنية، وفي نفس الوقت هذه التعديلات سيتم توريثها وهذا يدخلنا بمعضلات أخلاقية واجتماعية وانسانية عديدة لكنها مسموحة فيما يخدم البشرية ويحقق التنمية المستدامة .. و بحسب مطوري التقنية، فإن امتلاكها وتفعيلها سهل، مما يشير إلى أن هناك دول تستطيع ان تخرق القانون وتستخدم التقنية خصوصا انها اصبحت مكشوفة وواضحة
ومنذ فترة بسيطة اتهم مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية الصين إنها تستخدم تقنية كريسبر في إعداد جيش ضخم معدل وراثياً وأن هذا الجيش يستطيع تحمل البرد والحاجة للنوم والطعام والشرب، ومنزوع الرحمة والخوف وقال : عندنا أدلة حقيقية على استخدام الصين لتقنية كريسبر للاستخدامات العسكرية التي تهدد أمن العالم (وكأن امريكا تحمي العالم)
والدليل ان الباحث الصيني بجامعة شنتشن للعلوم والتكنولوجيا (هي جانكوي ) فاجأ العالم في 2019بإعلانه ميلاد أول طفلتين معدلتين جينيا باستخدام تقنية كريسبر (لولو و نانا) ونشر فيديو يقول إنه نجح بتعديل جيناتهم وجعلهم مقاومتان لفيروس نقص المناعة البشرية وقال الباحث حينها إنه قام بتغيير الجين (CCR5) لجعل الفتيات مقاومات لفيروس نقص المناعة البشرية في حالة إصابتهما به نتيجة العدوى المنتقلة من الأبوين. غير أن الأبحاث الجديدة تظهر أن هذا التغيير الذي أدخل إلى الحمض النووي قد يؤثر أيضا على أدمغة وذكاء الأطفال ايجابيا ..وقال الباحث الامريكي( ألسينو جي سيلفا ) خبير علم الأعصاب من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس - في مقال له بمجلة معهد ماساشوست للتكنولوجيا- إن الجين (CCR5) يلعب دورا رئيسيا في الذاكرة وقدرة الدماغ على التشكل، وإن الاختبارات التي أجراها بمختبره عام 2016 أظهرت أن إزالة هذا الجين من الفئران يحسن إلى حد كبير الذاكرة. ومنذ ذلك الحين، أظهرت بحوث لاحقة أن الأشخاص الذين يخلون من (CCR5) بشكل طبيعي يتماثلون للشفاء بسرعة من الأمراض المتعلقة بالأوعية والدماغ .
ورغم ان البعض حاول تجميل التجربة الصينية لكن الواقع انها تجاوز واضح للحدود الأخلاقية في مجال التعديل الوراثي.. وقد أدينت تجربة الباحث الصيني بشكل كبير على مستوى العالم، وحسب ما قالت الصين فإنه تم التحقيق مع جيانكوي الذي تسميه الصحافة الصينية الآن "فرانكشتاين" وأنه تم فصله من جامعته وحكم عليه بالسجن 3 سنوات لكن متابعين صينين تعقبوا الطبيب جيناكوي و تم نشر صورة له تشير إلى أنه يقيم في مسكن بعيد، وليس في السجن ولكنه قد يكون تحت الإقامة الجبرية وعموما نحن حاليا في 2023 انتهت فترة محكوميته وبلا شك يمارس عمله بشكل سري لتحقيق مصالح واهداف الصين في التفوق على امريكا في مجال التكنولوجيا الحيوية
وحسب ما يتداوله المتابعين فإن الطفلتين لولو ونانا بصحة وسلامة ويتمتعن بذكاء عالي ، ويُقال إن هناك طفل ثالث لم يُعلن عنه خضع للتعديل الوراثي من قبل هذا الباحث الصيني .. الخطير أن وصول الصين أو أي دولة إلى هذه التكنولوجيا سيجعل كل القوى العالمية ترغب في الحصول عليها والاستمتاع بقوتها، وهنا ستندلع الفوضى، وستكون هذه الإجراءات أسوأ من القنبلة النووية، كما قال بوتين.
حفظنا الله وإياكم من علماء الشرّ ومستغلّي العلوم .. شكرًا لقراءتك , واعتذر للإطالة.
إضافة تعليق جديد