(حكاية اسمها فاطمة)

 فاطمة فتاة عازبة في العقد الثالث من عمرها على قدر عال من الأدب والأخلاق والاحترام والرقي والإنسانية لكنها تظل أنثى وحيدة ضعيفة لأنها يتيمة الأب والأم ولم تتزوج حتى الآن بعد أن فضَّلت البقاء رعاية لأمها المريضة خاصة بعد وفاة أبيها في حين إن إخوانها شغلتهم حياتهم ودنياهم، فهم بعيدون عنها .. وبسبب موت أمها حزنت حزنا شديدا وأصبحت وحيدة في بيتٍ قديم، محاطة بجدران لبيت يملأُه الخوف والقلق بين قلب تملكته الأحزان وبين عقل عاجز عن التفكير في حلول فعالة لمشاكلها .. فما لها غير عين تبكي أحبة فارقوها وحقوقا مستباحة ظلما وافتراءا ! فلا أنيس ولا جليس ولا قلب يحنو عليها ولا سند يقوّيها ويعيد لها حقوقها الضائعة. - غزلت فاطمة من "أصواف أحزانها" رداءا مخمليا يحوى صبرها وصمودها في مواجهة من لم يرقبوا فيها إلاً ولا ذمة ولا عهد زمالة ولا عدل ضمير ولا إنسانية .. رغم ضعف أدواتها مازالت فاطمة تعزف على أوتار معاناتها ألحانا قوية .. ألحانا حزينة يسمعها القاصي والداني حتى من كان به صممٌ..! - منح الله فاطمة جمالَ الأنثى وقوةَ الرجل، وهبها قلبَ الزاهد وعقلَ الحكيم.. ابتسامتها الخجولة تخفي أحزانًا تنوء بالعُصبة من الرجال أولى القوة لحمل تبعاتها وأثقالها. فاطمة لا ترضى المساس بكرامتها ولا تنكسر لمذلة ولا لقهر بشر .. لم تستجب لمحاولات رجال لا خُلق لهم ولا حياء ولا أدب، ولم تخضع لضغوط من حولها .. لكنها ما زالت قوية رغم وهَن جسدها لما بها من نصَب ووصَب، عزيزة النفس رغم احتياجها، فحُسن ظنها بربها أغناها عن كل شيء ، وإيمانها بربها دعَّم صمودها وقوى صبرها وخلقَ سلامها النفسي والروحي رغم ما بها من علل .. •• تستغيث فاطمة من ظلم تعرضت له ومازالت تتعرض.. معاناتها بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات -تزيد أو تنقص- فهي "موظفة في شركة كُبرى" تعرضت لظلم شديد من خلال مواقف قاهرة ومجحفة وافتراءات ظالمة وتأخير حقوقها ومستحقاتها -غيرة وحقدا وافتراءا وظلما.. تقول فاطمة أنها ما زالت تتعرض للظلم ! من قِبَل من تسميهم "عصابة مافيا الشركات" هم يتآمرون عليها ويحيكون لها المكر السيء حتى تقع في الفخ الملفق والحجج المصطنعة والمدبرة سلفا ! كل ذلك بهدف "فصلها من الشركة" وإبعادها تماما حتى لا تكشف المخالفات الشديدة والتجاوزات الواضحة في "أقسام الشركة" -{إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ}وسوف تأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون، كل ذلك بما عصوا وكانوا على فاطمة يعتدون ! . - تستند فاطمة إلى جدار عظيم بنته حجرا حجر وبمواد فطرتها من إيمانها وحُسن ظنِها بربها.. فاطمة نادرا ما تستغيث بأحدٍ من البشر؛ فقط تشكي بثها وحزنها إلى الله العلي القدير السميع العليم، فهو مولاها وعونها في كل محنة،، يُفرِّج عنها كل كربها ويُهوِّن عليها كل هَم وحزن، فهي تستعين بنوره ليضيء سُبلَها المظلَمة وينقذها من عثراتها المتتالية بفعل بعض البشر.. - اشتكت فاطمة مرارا لرؤسائها المباشرين؛ لكن لا حياة لمن تنادي .! فهي تقول أنها حاولت كثيرا مقابلة "رئيس مجلس إدارة الشركة" لتعرض عليه مظلمتها وشكواها لما تعرضت له من إهانات وتعديات وانتهاكات لحقوقها الشخصية والوظيفية بتلفيق اتهامات باطلة، لا أساس لها من الصحة القانونية ولا المهنية ولا حتى الإنسانية .. ! كل ذلك من تدبير بعض زملائها وزميلاتها.. ولا تدري فاطمة مدى أبعاد خططهم السرية لتلفيق التهم المستقبلية .! وإلى الآن رئيس مجلس الإدارة يرفض مقابلتها ! ولا تعلم لماذا يتجاهلها هي تحديد! -ولا زالت معاناة فاطمة مستمرة- فهل هم عن ظُلمِها منتهون ؟! تنويه مستحق الذكر: الحكاية من وحي خيال الكاتب ..وإن تطابقت في بعض فقراتها مع شيء في ا