في كثير من الأحيان يقع على الفرد عاتق الإلزام أو الإختيار للدخول داخل دائرة حوارية ، إن الدوائر الحوارية كثيرة ومتعددة وتكون بشكل منظم ، أو بشكل مشتت يلزم تنظيمها وإدارتها بكفاءة ، كما أنها تحدث بين العديد من الأفراد الذين يكون لهم دورا تفاعليا في إدارة الحوار ، ليصل بهم إلى حلول جذرية ، فمنها الرضائي لجميع الأطراف ، ومنها من يتفوق طرف على طرف آخر في سبيل المصلحة العامة ، كما تتنوع الدوائر الحوارية بأشكال عديدة ، فمنها يقتصر على دائرة النقاشات والمفاوضات و المناظرات والجدل و منها من يدار بإستخدام المحادثات الإلكترونية سواء الفردية او الجماعية ، كل منها يمثل شكلاً من أشكال الحوار، وفي معظم الوقت يمكن تصنيفها تبعا للهدف منها والموقف الذي يجري فيه الحوار، وطبيعة المتحاورين ، فقد نتعرض أحيانا أن نصادف أشخاص ذات فطنة التعامل وبراعة إدارة الدائرة الحورية للوصول إلى حل مقنع وهادف ، مثلما يحدث في الجلسات العرفية أو الحوار التفاوضي فهو حوار يصل فيه أطرافه لحل مشترك، بحيث يحصل كل طرف فيه على جزء مما يريد، بالرغم من اختلاف آرائهم وكثرة المشاحنات للإطاحة بمثل هذه الدائرة الحوارية ، إلا أن هذه العوامل تكون ليس لها أي تأثير بفضل براعة أفراد إدارة الحوار، وكياستهم وخبراتهم الفطرية والمكتسبة للمرور بمثل هذه العوائق المغرضة. كما نتطرق أيضا إلى دائرة الحوار الإقناعي ، والذي يهدف إلى الوصول لحل ما، أو توضيح الوقائع بصورة أفضل، قد يتخلله اختلاف في وجهات النظر وتضارب في الآراء بين المتحاورين إلى أن يصلوا إلى حل موحد وهو لا يحتاج الى مجهود كبير للوصول لحالة الإقناع بشكل كامل، مثل سابقتها ولذلك يتطلب عند الإختيار المناسب للأفراد المديرين للدوائر الحوارية أن تتوفر فيهم بعض الصفات الهامة والأساسية وهي أن يكون شخص ذات مهارات والذكاء في معرفة جميع إتجاهات الأفراد وغرضهم داخل دائرة الحوار سواء كان مصلح أو مفسد ، صادق أو كاذب ، يضيف إلي الحوار أم يشتت الأفكار ويخرجه عن الإتجاه المطلوب تحقيقه وأن يكون على وعي كافي بالتحقق من صحة معلوماته، واستعَداده لتقبل وجهات النظر المتباينة، بالإضافة للابتعاد عن التكلّف والغرور، وأن يكون شخصا حازم حيث إنّ أي حوار يمكن أن يكون نقطة انطلاق واسعة لتكوين أجواء نقاشية منفتحه، يسود فيها الوضوح، والانسجام، والفضول للوصول للحقائق المجرّدة ، والأهداف الرضائية بين جميع الأطراف
إضافة تعليق جديد