و صلتني رسالة من الأسير البطل أسامة الأشقر المحكوم ثمانية مؤبدات في سجون الإحتلال عن طريق زوجته الأخت المناضلة منار الأشقر هذا نصها:
" بسم الله الرحمن الرحيم
يا بلادي اشمخي برجالٍ يحارُ التاريخ من عظمة كبريائهم، هم نبع النور الساطع في عتمة الدهور الكئيبة هم ورثة الأنبياء في عطائهم المتعاظم كلما ازدادت حلكة الليل قتامة إذاً هي التحية تحية الشهداء منارات فلسطين تحية الأرض التي عشقناها وسنبقى على عهدها مهما تكالبت الدنيا بأسرها، هي التحية التي نبرقها محلقة مخترقة الأسوار والأسلاك الشائكة لتصل للرجال الشرفاء حملة الأمانة الذين هم منارات لنا نهتدي بها في الملمات والأزمات.
إليك اخي فراس الطيراوي والى إخوتي أبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية أوجه تحياتي وشكري وعظيم امتناني على جهودكم ونشاطاتكم المباركة لخدمة قضيتنا الفلسطينية والتي نتابعها بكل فخر من داخل سجون الاحتلال، فلكم كل معاني المحبة الممتزجة بعظيم التقدير والاحترام لكم جميعاً التحية وان شاء الله لنا لقاء وفلسطين ونحن أحرار.
أخوكم الأسير أسامة الأشقر"
ونحن نقول : بادئ ذي بدء باسمي وباسم الجالية الفلسطينية في أمريكا نتوجه بالتحية إليك وإلى كل أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات الحرائر في الباستيلات الصهيونية اللعينة، أنتم عزنا، وفخرنا ، يا من لكم المجد انحنى لوقع خطواتكم نغم ..ولصوتكم الحر الأبيّ لحن وأهزوجة فخار، عاهدتم فصدقتم ..نزفت جراحكم لأجل الوطن الغالي الذي يفتدى بالدماء والأرواح ..
مشيتم بعزيمة وإصرار، تخطيتم بآلامكم ودمكم الطاهر كل المحن، عشقتم الوطن فعشق الوطن جراحكم ..
هاماتكم شامخة، تضحياتكم ملأت الكون عزاً وفخراً وكرامة، سطرتم للتاريخ أعظم ما روي ويروى، فكنتم ببطولاتكم قدوة لكل مقاوم عاشق لتراب الوطن .
أنتم أنبل الناس، وأشرف الناس، وأطهر الناس. تجردت نفوسكم من حب النفس والحرص على الحياة، فحملتم أرواحكم على أكفكم، وقدموتموها رخيصةً من أجل الوطن الغالي، وهدفاً سام وغايةً نبيلة، فطوبى لكم.
تنحني الهامات لصمودكم الاسطوري، ولعزيمتكم، ولصبركم، ولتضحياتكم،
أنتم نور الدرب الذي يضيء ليلنا الحالك، أنتم زيتون فلسطين وسنديانه ، أنتم بحرنا، أنتم لستم القشور، وإنما انتم البذور التي ستنبت أملاً وحرية، وستعجل في رحيل هذا الاحتلال الغاشم عن أرضنا الفلسطينية المباركة. لازال يومكم يومنا، وجراحكم النازفة جراحنا، لازلنا نردف أنفسنا بصلابتكم وبصبركم، أنتم لستم وحدكم ولن تكونوا وحدكم سنبقى معكم في الداخل، والخارج، والشتات، حتى تنالوا حريتكم فساعة الفجر والنصر قادمة لا محالة، فأنتم تاج الفخار فوق رؤوسنا وستبقون في حدقات عيوننا ، فلقد أعلنتم وفي أكثر من مرة كيف أنكم تصنعون الحلم كما تصنع أمهاتنا خبز الطابون، كيف تحشدون الأمل في نفوسكم كأنكم آباؤنا في موسم الزيتون.
إضافة تعليق جديد