● فتَنهُ جمالُها فأعلنَ جاكْ مينو إسلامَهُ فتزوجها فكانَ وقودَ مأساتِها فيما بعد ! . .
• • لمْ تكنْ المصرية زبيدة ابنةَ محمدْ البوابْ أحدَ أعيانِ رشيدْ والتي خطفتْ بجمالها أنظارَ مينو وقلبَهُ ؛ لمْ تكنْ زبيدة تعلمُ شيئا عنْ المآسي التي في انتظارها بعدَ زواجها منْ مينو الذي أصبحَ فيما بعدُ القائدِ الثالثِ للحملةِ الفرنسيةِ في مصرَ المحروسةِ في مارسَ 1799 ميلاديةٌ . . تكنْ زبيدة تدرَ أنَ نهايتها غربةَ وعزلةَ و"بغاء"! . . لكنْ علينا جميعا أنْ نرفعَ القبعةَ لتلكَ السيدةِ التي كانتْ رغمَ معاناتها في هذهِ الزيجةِ - في أولها وآخرها - ؛ كانتْ سببا في تحسنِ وهدوءِ علاقةِ الحملةِ الفرنسيةِ بالمصريينَ في فترةِ قيادةِ الجنرالْ مينو بسببَ زواجها منهُ وإعلانِ إسلامهِ - ولوْ كانتْ شهورا قليلةً - . . لقدْ عشقَ مينو زبيدة ومنْ أجلها اعتنقَ الإسلامُ كيْ يُتاحَ لهُ الزواجُ بها ، وليتقربْ منْ أهلِ رشيدْ وبالتالي منْ المصرينَ جميعا . . هذا الزواجِ أسَّس في نفسِ مينو وقلبِهُ حباً لمصر وللمصريينَ . . فكانَ لطيفا إلى حدٍ كبيرٍ معَ المصريينَ مما حقنَ بعضُ الدماءِ وحدَ منْ تجاوزاتِ " المحتلِ " في فترةِ سلامٍ ، ولا بأسَ إنَ كانتْ قصيرةً . . - الشاهدُ أنَ "القوى الناعمةَ" المتمثلةَ في السيدة الجميلةُ زبيدة ربما صنعتْ ما لمْ تصنعهُ مفاوضاتُ الساسةِ والمحاربينَ ! لكنَ -منْ سوءِ حظِ زبيدة- لمْ يدمْ هذا الحالُ كثيرا ، فقدْ أرادَ اللهُ خروجَ الفرنساويينَ منْ مصرَ بعدَ هزيمتهمْ على يدِ الإنجليزِ - وليسَ على يدِ المصريينَ - ! فجاءتْ الرياحُ بما لمْ تشتهِ زبيدة " جميلةُ الجميلاتِ " وأيضا بما لمّ يشتهْ مينو الجنرالِ العاشقِ الذي لمْ يستمرْ عاشقا كما بدأَ ! فعلى ما يبدو أنهُ كانَ زواجا للمصلحةِ وحبا مزيفا ! . . ومنْ هنا كانتْ نقطةُ بدايةِ النهايةِ المأساويةِ لزبيدة التي كانتْ "حمامةُ السلامِ" بينَ الاحتلالِ الفرنسيِ والمصريينَ في وقتها . . - غادرتْ زبيدة مصرَ معَ زوجها وابنها سليمانْ ، ثمَ انقطعتْ أخبارها تماما بعد تخلي مينو "الندل" عنها وسوءِ علاقتهِ بها وانشغالهِ بأمورِ السياسةِ والحكمِ و " نساءٍ أخرياتِ " ! ، حتى قيلَ أنهُ ارتدَ عنْ الإسلامِ وعادَ للمسيحيةِ ، ، ومنْ ثمَ انقطعتْ علاقتها بأهلها في مصرَ تماما ، وساءتْ أحوالها فعاشتْ في تعاسةٍ وكدرٍ واستياءٍ . ! . لكنَ أغلبَ ما ذكرهُ المؤرخونَ عما آلتْ إليهِ فيما بعد ؛ كلُهِ ليسَ على سبيلِ اليقينِ ، وربما كانتْ قصصا منْ وحيِ خيالِ الكُتَّابِ مثلٍ علي الجارمْ في روايةٍ ( غادة رشيدْ ) أوْ تكهناتٍ المؤرخينَ كما جاءَ في كتاباتِ رفاعة الطهطاوي وعبدْالرحمنِ الجبرتي وغيرهمْ ، وربما معظمها روايات ضعيفة ومتواترة ومكذوبةٍ من هنا وهناك . . ! حتى قيلَ أنها آلتْ في أيامها الأخيرةِ إلى احترافِ " البغاءِ " في شوارعَ مرسيليا بفرنسا منْ أجلِ العيشِ !، خاصةً بعد وفاةِ جاك مينو 1810 ميلاديةٍ ، واختفاءُ أولادها في ظروفٍ غامضةٍ ، وانقطاعَ أهلها في مصر. ! فعاشتْ في عزلةٍ ووحدةِ ومرارةِ يصاحبها فقط قلبٌ جريح ونفسٌ تعيسة. بسببَ معاناتها اجتماعيا وإنسانيا . . وكما بدأتْ المقال برفعِ القبعةِ لزبيدة ؛ أختمهُ بمزيد من الترحمِ عليها وطلب المغفرة لها.. كذلك كلِ امرأةٍ ماتتْ غدرا ضحيةَ أنياب القسوةِ ومخالب الظلمِ بعدَ أنْ عانتْ الذلَ والمهانةَ ومرارةَ الضعفِ ! فقط لأنها امرأة . !
احتضنتها نشوة السعادة لتُلقي بها في أحضان التعاسة
إضافة تعليق جديد