من أجل حبنا المخلص بالقدر الذى أتى بكل طياته وحاملاً معه جميع تفاصيل مكنوناته، فتحت له أبواب ومهدت له سجاد الورود على جميع طرقاته للولوج في عالم الجسد والروح على مستوياته، تركته يقودني حتى أكتشفت قدري وأنا أتبعه يجرني بإيماني الصادق به هامساً لا تنام قم لا مجال لأعطيك الزهور فلا بد بها القليل من الأشواك.. فأنا البسمة والدمعة معاً .. ستجتمع بأحباب الله عن قرب .. لا أنت تركتني ولم أستطع تفاديك فقد كنت القدر .. بل القدر بعينه ...!! لم تخطأ اختياري فهذا لطف ومحبة البارئ ...
أحتفظت بالماضي الذي ملكته بما مضى وتركت الغد المجهول ليد القدر الذي صنعت منه استثمارا لتحويل قيود الحرية المفروض داخل المحيط المحدود إلى التألق المنشود ، كانت الكفوف وعلى الاكتاف وسيلتي للانتقال إلى وجهتي ، الى أن أتت الوقائع تبحث لها عن حاجة أم هي الحاجة دفعت به لتقبل الواقع كلاهما متساويتان الإتجاه والقيمة، جعلت الصدف منها صدفة وقت التعرف والدخول في عالم اللامتبادل الشعور و الوفاء المخلص الذي عجز عنه ذوات الشعور، إنه يوم لقياك والإرتماء في مرماك عندما جلب والدي المقعد ذات العجلات المتنقل ، وبدى لي مقعدا ليس لعامة الناس ولا به ساقان وارجل ، لم يصنع من الخشب حتى أجعله أثاثا مركون الزاوية ، يختلف عن جميع المقاعد المتحلقة بجانبي السرير والطاولة ، مما ازداد فضولي للاقتراب منه أكثر به محركان وعجلات تدور وتتوقف وقودها الامل والتفائل وتسحق أسفلها التشاؤم ، حينها اقتربت عن كثب للإمعان أكثر في وجه الشبه ، وعند النظر إليه بالوهلة الاولى بدى لناظريه يجذب الاستعطاف والشفقة ،، يا ترى هل أنا والكرسي أستلطاف أو هو هكذا يجلب الشفقة بدون صاحبه بالإنكار،، أيقنت الكرسي يشيهني مع إختلاف المعدن بل هو رواس شامخة لا مٱسي ومآلات باكية ، جميع المقاعد لا تروقني عدا الكرسي الجالس عليه بلا روح ولا احساس يجر صاحبه حاضرا ومستقبل عمود الوجود، إلى أن ينبت لك جناحان وتسعفنا يوما الريح حينها تحررت من ملاصقتك للأرض دوما .!! كفاك جمالك الجانبي لست مقعدا عاميا سعيا لاعتلى المنصب ، التأمل فيك أفضل بكثير من الجلوس عليك ...!!
جميع الكراسي لها يوم وتستنفد من جالسيها مع مرور الزمن إلا أنت تبقى جسر عبور وقارب نجاة سواك جفت الحياة ،، اكره المقعد الذي قيد صاحبه للمصلحة على حساب الوظيفة ، يصعدون جميعهم لكراسي المنصب حبستهم داخل الزنزانة تقتص بلا محاكمة ، لكنك هنا انت جعلتني سيدا للمقعد ملكاً أعتلى منابر عرشك ، لم إرتبط بك بدواعي المقايضة والتسلية بحثاً عن عدم التكافئ فأركن إليك لعظمة كيانك لنكون على الخير معاً ونتحد وخير من يهدي إلي طاقته فرحاً وبحثاً للخروج إلى العالم الواسع بلا إنتظار المقابل، وقفزة خلف الحواجز المغلقة لأطرق أبواب المستقبل من أوسع أبوابها بدوافع خلق الأفكار من خلف الأسوار المحيطة سارحاً بكلمات الجوارح المصقلة . مقعدا ملاكا للرحمة معينا عند المحنة بعيدا عن النقمة .. سأرحل يوماً ويمضوا الجميع من على الكرسي وتبقى انت ذكرى تحكى .....!!! الكاتب : محسن الحاتمــــــــــــــــــــي ســلطنة عمــــــــان
إضافة تعليق جديد