يوم الأرض: ذكــــرى حاضــــــرة ومستمرة وإصرار فلسطيني على الصمود والمقاومة رغم أنف القتلة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وبني صهيون ، تأبى الطبيعة رغم الحرائق، والدمار، والخراب الذي يسوقه الإحتلال وقطعان مستوطنيه ليكون عنوان الحياة في فلسطيننا المحتلة ، إلا أن تعلن في آذار الذي يختتم أيامه بيوم الأرض ، عرس الشجر ربيعاً أخضر يتحدى الآلة الهمجية الصهيونية في سوادها وعتمتها .. فآذار الذي فجر في الثلاثين من آذار عام 1976 طلقة الشهداء ليكون عيداً للأرض نتذكره كل عام ونقفل عليه القلوب كي يبقى أريج الورد والياسمين وشقائق النعمان أحلى وأعلى، والشباب الذين أشعلوا فتيل عيد الأرض كانوا يعرفون أن القصيدة ستكبر بهم وأن آذار سيزهر بهم وأن الشجر سيعلن عرسه بهم ولهم .. كل وردة لشهيد، وكل شهيد لوردة ، وكل زهرة لعاشق فلسطيني وكل عاشق فلسطيني لزهرة .. تلبس الأشجار أزهى حلتها وترقص رقصتها الربيعية التي لا تشبهها أي رقصة، لأنها رقصة الشهداء فرحاً بعيد الأرض ويوم الأرض .. ويتفتح زهر الأرض على وعد الشمس بأن الإشراق لن يكون إلا على يديّ شهيد من شهدائها عاشق من عشاقها، فالحرية لا تمنح نفسها بكل بهائها وجمالها وعلوها ورفعتها إلا لمن يستحق.
ليس هناك شعب في الأرض أعطى وما زال يعطي وسيعطي كشعب فلسطين .. منذ البداية أعلنها وما زال يعلنها لن تكون فلسطين إلا للحرية ولن تكون الحرية إلا لفلسطين لذلك دفع المهر وما زال يدفع وسيدفع على الطريق الطويل .. يرفع رأسه متطلعا إلى يوم نصره القريب وما أقربه .. وها هو الشجر في عرسه يشهد ويعلن أن فلسطين كانت بلد الحرية وستبقى.
يأتي هذا العام مصراً على الدخول أكثر في عرس الشجر وعرس الأرض الواقفة بشموخ وكأنه يعلن للعالم كله أنّ فلسطين تبقى عرساً رائعاً للشجر الواقف بثبات لا يتزعزع، عرساً رائعاً للشجر الذي لا يعرف الانحناء .. تزهر الأرض وتتزنر بنشيدها وحبها وأملها، عارفة بل مدركة أنّ الوقت مهما طال فهو قصير جداً في عمر الشعوب، وإذا كانت السنوات قد تراكمت احتلالاً مراً صعباً، فما أسهل أن تنكسر إلى غير رجعة عما قريب، لأن عمر الأرض، وعمر الشعوب، لا يعبأ كثيراً بعدد السنوات وإن طالت مادام يعرف أنّ الحق في النهاية هو المنتصر دون أدنى شك .. ومهما كان الظنّ أن الاحتلال الصهيوني قد طال مقامه وأنه يعمل على البقاء في أرض فلسطين، فشواهد التاريخ تبرهن على أنه سيمضي بعد حين، تاركاً جملة في كتاب تقول: مروا من هنا ليس إلا .. ومن يراهن على التاريخ لن يخسر، فالتاريخ كنس ألف محتل ومحتل، وأخذ إلى الزوال الكثير من الدول الاستعمارية ولن يكون حظ سيئة الذكر إسرائيل أحسن حالاً، فهي تكتب منذ الآن تاريخ زوالها لا بقائها، وتاريخ فنائها لا ديمومتها .. وكل شبر من الأرض الفلسطينية يشهد على ذلك وسيشهد .. فلسطين لنا من رأس الناقورة حتى أم الرشراش، ومن أول حبة تراب حتى أخر حبة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية لأسرانا البواسل، وعاشت ذكرى يوم الأرض الخالد، وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر.
إضافة تعليق جديد