مراحل حزننا الخمسة علاجا أمنا من الصدمات

مقالات عامة
مراحل حزننا الخمسة علاجا أمنا من الصدمات
الكاتب: 

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية
الأحد, أكتوبر 16, 2022 - 22

من منا لم يفقد شخصا ما.. أكان رحيلا أو فراقا فكلاهما يجعلنا نمربالحزن ، فكما هو معروف أن للحب خمس لغات أساسية في التعبير عنه ، فإن للحزن أيضا خمسة مراحل ولكنها تطفئه وتجعله يتسائل إلى متى سأظل أشعر بذلك ؟ أ سيكون هناك نهاية أم سأظل قابع في تلك المنطقة؟ وحينما تنتهي سأكون من أي تلك الأوجه التي ستحتلني ربما وقتا أو بضعا منه أو ستكون سنوات لا أعلمها ....

في البداية متى نتعرض للحزن فعليا ؟ حينما تفترق روحنا عن من أحببنا ؟ حينما نودع أحلامنا التي نسجناها في طيات أنفسنا ، عندما نخسر خسارة حقيقية كأشخاصا أوأحلاما أو أموالا أم عملا أحببناه تنتهي جميعها حينما نفقد جزء من داخلنا ... ولنقترب أكثر فحدد كيوبلر الحزن لكي نجتازه في خمسة مراحل وهي:

  1. مرحلة الإنكار : ونستطيع القول إنها تساعدنا على النجاة الأولية من الصدمة ، فنرفض الاعتراف بما حدث ، بل ترفض جوارحنا أن تصدقها فيقوم العقل لأنه المتصدر الأول لها بالتشويش لا إراديا على الأفكار والأكثر من ذلك يقوم بالمراوغة حتى يقنع العقل الواعي بأنه لم يحدث شيئ، والأكثر غرابة أن المتعرض للصدمة ينجومن ذلك بحالة من الشلل الفكري والعقلي فتقل حدة الصدمة واشتعالها المبكر ، فيحمل الإنكار وجها دفاعيا عنا مواجها للألم .
  2. مرحلة الغضب : ويمكننا القول إنها بداية المنتصف ، والتي يستيقظ فيها العقل المتعرض للصدمة في حالة يعتقد بها إنه حاقد على الواقع وما حدث له ، وفي تلك المرحلة يصبح الشخص أصعب واكثر حدة ، ولكنها تعد أهم مرحلة يجب أن يمر بها المتعرض للصدمة لكي ينجح في إتمامه للعلاج.
  3. مرحلة التفاوض: وهي مرحلة دفن الحزن وتجنب أعراضه ويمكننا القول أنها تلك الفترة التي يحاول العقل الباطن مفاوضت العقل الواعي بحيث يقنعه إنه يمكنهما التعامل مع تلك الصدمة فعلى سبيل المثال في حالة تخطي هذه الأزمة سنقوم بمساعدة الفقراء ، أو مثلا سنتوقف عن التدخين ، أو سنقوم بأعمال خيرية بشكل ما .
  4. مرحلة الاكتئاب : وهي المرحلة قبل أن يعود إلى نفسه مجددا ، وهي نهاية المنتصف وبداية الجزء الأخير في النهاية ، فهي أولى مراحل الاعتراف بالواقع ، ويدخل الشخص في حالة الاستسلام والإحباط المصحوبين بالاكتئاب ، وفي هذه المرحلة يبتعد الشخص عن اهتماماته وأنشطته الحياتية مثل العمل والأحلام والمهام العائلية ويتجه نحو الانعزال والتقوقع ، ويمكننا القول إنها أخطر مراحل الحزن وأكثرها حساسية بل أستطيع أن اقول إنها أبشع الفترات وفيها إما ينجو الشخص مما حدث أو ينهار تمام ويدخل في نوابات أعنف ممكن أن تؤدي إلى الانتحار.
  5. وأخيرا مرحلة التقبل : وهي المرحلة الخامسة من مراحل الصدمة ، فعند قدرته على التقبل يعود إلى الاستقرار النفسي والذهني حيث أنه نجح في مقاومة نفسه من الاكتئاب ، وعندها يحاول أن يجد نوافذ متعددة للحلول والمرور بتلك الأزمة بسلام ، ويتصالح مع الصدمة والواقع ، ويبث الأمل في نفسه من جديد فيعود إليها ويساعدها ليبدأ الحياة من جديد .

وختاما فمن الطبيعي والصحي أن يمر الإنسان بتلك المراحل الخمسة وتأخذ وقتها ، وألا يعاند الإنسان نفسه ، ولا تقفز مرحلة على الأخرى ومن أهم الأسلحة للخروج من تلك المراحل الخمسة للحزن أن نجاور ليس فقط من نحب ، ولكن من يحبنا بصدق ويقدم لنا دعما معنويا بكل الحب والتفاني والإيجابية.