•• ليس في إمكان أحد أن يحتفظ ب"صرح من خيال". لا صرح دولة ولا كيان مملكة ولا حتى "صرح" بناه واحد من الناس في عالم خيالاته وأوهامه ..
•• فالطير مهما علا وارتفع في الفضاء فلابد وأن يهبط على سطح الأرض، إما مهزوما أو جريحا أو مجهدا هالكا بعد رحلة مضنية ! فلم نسمع عن طائر يبيت في فضاء السماء أو أن يستقر للأبد في الفضاء..
••وهكذا حال من يتصور أنه صنع مجدا وهو في حقيقته وهمٌ كبير.. فما أكثر من تصور أنه باق للأبد والخلود ثم رأيناه يسقط أمام أوهامه ! فلم يكن لهذا "الصرح" جذور ثابتة في الأرض حتى يثبت، بل كان صرحا من خيال فهوى..
•• فهل احدكم شاهد شجرة مثمرة وهي معلقة في الفضاء !؟ بالطبع هذا شيء محال.. فلابد أن تبقى جذور تلك الشجرة مغروسة في أرض الواقع التي تمدها بالغذاء المطلوب لتثمر، وبالثبات والقوة لتستقر وتقاوم كل العواصف مهما كانت قوتها .!
••(واما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) وما ينفع الناس إلا ما نشأ وقام على قواعد راسخة من الأصول والحقيقة والواقع والإنسانية والنوايا الخالصة المخلصة ..
•• لم يكن انهيار الكيانات الكبرى إلا لأنها بُنيت على تصورات وهمية وأهواء هزيلة رغم ما اعتقده أصحابُها أنها "قوى عظمى" لا تزول ابدا! فأين ذهبت وكيف هوت وتهاوت ! فلم تكن غير صروح شاهقة من خيال واوهام بشرية ضعيفة هزيلة ! والتاريخ خير شاهد ..
•• فالتاريخ لم يكن ابدا ملكا لأحد ولا اتفق مع من يقولون ان التاريخ يكتبه "المنتصرون" ! فما اتصوره أنا أن التاريخ كيان مستقل وبريء من افتراءات أقلام الواهمين.. لسبب بسيط هو أن التاريخ مُكمِل ومتمم لواقع الحاضر، والحاضر خير شاهد على حقائق التاريخ ! الحاضر يُكذِب كل افتراءات كُتّاب التاريخ ورواة القصص والروايات ويفندها تماما ! .. فإذا كنت اتحدث عن الشجرة وجذورها فالتاريخ هو الجذور والشجرة هي الحاضر .. فالشجرة المثمرة هي حاضر شاهد عيان على تاريخ تلك الشجرة وأن جذورها ثابتة في عمق الأرض وعمق التاريخ ..!
أما الشجرة الواهية غير المثمرة فهذا دليل على وهم تاريخها وأكاذيب من يمجدونها ويمتدحونها ويؤلفون عنها القصص والحكايات..! فليس من (دليل حاضر) يشهد على صدقهم ! بل كل الشواهد تؤكد أكاذيبهم .
•• الشاهد أن كل الأوهام تتبدد، وكل صروح الخيال تسقط وتتبخر.. وأن كل ما هو أصله باطل وبُني على باطل من الوهم فلابد وأن يهزمه الواقع وتكشفه الأحداث .
••تنويه : حب الظهور مرض، والمثقف الحقيقي "انقرض..
••السياسة والثقافة "خصمان متناطحان" .. بينما السياسة والمال "رفيقان متلازمان "
إضافة تعليق جديد