نصر أكتوبر ٧٣ (كرامه وعزه)

مقالات عامة
الباحثة الإعلامية نانسي فودة تكتب : نصر أكتوبر ٧٣ (كرامه وعزه)
الكاتب: 

الباحثة الإعلامية نانسي فودة

باحثة إعلامية - مصر
الخميس, أكتوبر 6, 2022 - 14

حرب أعدت بإتقان ، نفذت بإحترافية شديدة ، ضحى من أجل تحقيق النصر الكثير من أبنائها ، عاهدوا أنفسهم وعاهدوا الله على تحقيق النصر ، واسترداد الأرض المسلوبة  بكل عزيمة وإصرار ، فهي ليست حرب فقط ، ولكنها فن عسكري إستخدم فيها  المصريون خداع العدو الإسرائيلي ، لإثبات لهم أن القوة العسكرية المصرية والإصرار والعزيمة على النصر تفوق كل القوة والتوقعات ، حيث جعلت العدو في حالة ذهول وتشتت وخوفا مفزع من ما حدث من إحكام السيطرة على قناة السويس ، حيث بدأت الحرب في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم ٦من أكتوبر ١٩٧٣ ، العاشر من شهر رمضان ، وكان في هذا اليوم  الإحتفال بعيد الغفران  للعدو الإسرائيلي ، والذي كان مخالفا للتوقع الإسرائيل أن القوات المصرية ستقبل علي أي أعمال عسكرية لأنها ليس لديها التعداد الكافي للدخول في أي حرب في الوقت الحالي  ، فكانت إسرائيل تستعرض قوتها أمام العالم من وقت لأخر ، أنها قلعة عسكرية قوية منيعه ، لايمكن إقتحامها ، ولا يمكن لأحد عبور قناه السويس بسبب الساتر الرملي وخط بارليف المنيع ، ولكن هذه القلعة والقوة الوهمية لإسرائيل لم تصمد أمام إصرار القوات العسكرية المصرية منذ الساعة الأولي للقتال ، فقد نجحت القوات المصرية إقتحام قناه السويس وإجتياح حصون خط بارليف المنيع، وإنهيار الساتر الرملي ، بإستخدام مضخات المياه القوية ، إلي أن انهار بشكل كبير وتم العبور تحت هتاف الله أكبر ، الله أكبر ، التي كانت تزلزل قلوب الأعداء ، 
لقد كانت حرب أكتوبر نقطة تحول في حياة المصريين أجمع وأيضا البلاد العربية ، لأنها أثبتت للعالم أن إيمان المقاتل المصري والعربي يفوق أي قوة على مستوى العالم ، لأنها تنبع من حب التضحية والفداء وتقديم الأرواح لأرض الوطن لاسترداد كرامتها وكبريائها ، وأن يثبت للعالم أن مصر لن تسامح أبدا من يقترب إلي أرضها وستكون مقبرة لة، 
 انتهت الحرب رسمياً مع نهاية يوم 24 أكتوبر من خلال اتفاقية وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي والإسرائيلي، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليّاً حتى يوم  28 أكتوبر ، فقد كان لحرب أكتوبر تداعيات سياسية  كبيرة فلولا الحرب ما استطاع الرئيس السادات بدأ عملية التسوية السلمية ، بين الطرفين مصر وإسرائيل ، 
فحرب أكتوبر ليست مجرد حرب فقط ولكنها أصبحت خطة عسكرية تدرس في المدارس والأكاديميات العسكرية على مستوى العالم ، تشرح فيها الدهاء والذكاء والخداع الحربي والتوقيت المناسب لبدء الحرب ، فهي حرب حققت انتصار لشعب كان يحلم بالنصر ، فأصبح النصر حقيقة علي أرض مصر العزيزة ، فقد شارك في هذه الحرب العظيمة  أبي وأباء كثر عندما يقترب هذا اليوم نجلس إلي جوارهم نستمع إلى أحاديثهم من سرد أحداث وقصص حدثت في كواليس المعركة تجعل أعينهم تملئها دموع الفرحة والفخر والشموخ لكونهم شاركوا في هذه الحرب ، ومدى التضحيات التي قدموها في سبيل تراب هذه الأرض الطيبة ، رحمه الله على كل من قدم روحه واستشهد من اجل وطنه ، لكي نعيش نحن وابناءنا في سلام وشموخ وعزة .