بَحْثْتُ عَنْ نَفْسِى ورُوحِى فى كُلِّ عُمْرِى
فَلَمْ أرَانِى إلا فِيكِ
ونَظَرْتُ بِكُلِّ الْمَرَايَا فَكَانَتْ عَتْمَةً
إلاكِ ومَنْ بالنُّورِ يُسَاوِيكِ
فَفَتَحْتِ رَوَافِدَاً للْحُبِّ قَدْ أُغْلِقَتْ
لأرْوِى النَّفْسَ مِنْهَا وأرْوِيكِ
ونَمَتْ زُهُورُ الْعِشْقِ فى رُوحِى
لِتَكُنَ بُسْتَانَاً عَلَّهُ بِالْعِطْرِ يُحَاكِيكِ
ومِنْ شَهْدِ الزُهُورِ مَلأتُ قَوَارِيرَاً
مُصَفَاةً لأسْكُبُهَا فى سِحْرِ أوَانِيكِ
وكُنْتُ طَائِرَاً يُظَلِّلُ بِجَنَاحَيْهِ عَلَيْكِ
ويَتَحَسَّسُ بالْهَوَى كُلُّ أمَانِيكِ
ولَمْ يَغْفَلْ لَهُ جَفْنٌ ويُسَبِّحُ اللهَ فِيكِ
ويَحْرُسُ بالْحُبِّ نَوَاصِيكِ
وقَنَادِيلُ الْحُبِّ فى قَلْبِهِ مُشْتَعِلَةٌ
وتَسْتَمِدُّ النُّورَ مِنْ نَقَاءِ أسَامِيكِ
فَأنْتِ لِلْقَلْبِ نِعْمَةٌ تَاهَ الْوَصْفُ فيها
لِعَظَمَةِ الْحُسْنِ فى مَعَانِيكِ
والآنَ تَنْسِجِينَ خُيُوطَاً وحِجَابَاً
عَلَى حُبٍّ لَمْ يَكُنْ أبَدَاً لِيُشْقِيكِ
فَهَلْ لِشَهْدِ الْحُبِّ مَرَارٌ ؟!
ومَا الْمُرُّ إلا قَلْبَاً مَكْسُورَاً بِأيَادِيكِ
أ بِالأمْسِ نِعْمَةٌ وأمَلٌ كُنَّا نَسْعَى الَيْهِ
والْيَوْمَ أصْبَحَ عِبْئَاً يُضْنِيكِ
النَّفْسُ أضْحَتْ مُمَزَّقَةٌ
وفَقَدَتْ مَا كَانَ يُزَيُّنُهَا .. فَهَلْ هذا يُرْضِيكِ ؟
ومَا لِلْعِشْقِ بَيْتٌ فى نَفْسِى
إنْ لَمْ يَكُنْ حِصْنَاً لَكِ أنْتِ ويَأوِيكِ
فَإذا أصْبحْتِ سَرَابَاً ألْهَبَ جُفُونِى ،
سَأكْرَهُ حُبَّاً إنْ لَمْ يَكُنْ سَيُبْقِيكِ
وإنْ لَمْ تَكُونِى ، فَلَنْ أكُنْ ،
فَأنْتِ فى قَلْبِى مَلِكَةٌ وأنَا لها نِعْمَ الْمَلِيكِ
ومَا لِىَ فى نَفْسِى أمْرٌ فالمُفْتَاحُ لَدَيكِ
وما عِنْدِىَ آخَرٌ لِيُنْهِيكِ
واللهُ شَاهِدٌ عَلَى عِشْقٍ لَمْ يَكُنْ أبَدَاً
إلا بِمَا اصْطَفَاكِ بِهِ ويُسْدِيكِ
من ديوان : كبرياء فراشة
إضافة تعليق جديد