« احْيَاءُ ملاكٍ » قصيدة من ديوان كبرياء فراشة بقلم الأديب سيد خليل زيدان

الكاتب: 

سيد خليل زيدان

مهندس استشاري، كاتب، شاعر- مصر
الأربعاء, نوفمبر 25, 2020 - 06

ساعاتٌ وساعاتْ
وتعثرتْ وتاهتْ فى قَلَمِى ونَفْسِى كُلُّ الكَلِمَاتْ
الْتَقًيْنا على ذِكْرَى مرسومةٍ
وراجَعَ كلٌ منًّا فى نَفْسِهِ رَسْمَ اللَّوْحَاتْ
عَيْنَاىَ فى عَقْلِى وقلبى تَسْبِقُنِى
ولمْ أَعِى بِشَيْبِ الشَعْرِ أوْ الخُصُلاتْ
وأغُوصُ فى عَيْنَاهَا أرَاهَا زَائِغَةً
وقدْ اخْتَفَتْ منها كلُ النَّبَرَاتْ
أكَانَ تَأمُلاً منها أمْ أنَّ
رِيشَةَ الخَيَالِ كانتْ لمْ تُؤَكِدْ دِقَةَ اللمَحَاتْ
وَاخْتَلَسْتُ نَظْرَةً لأصَابِعِهَا
فَرَأيْتُهَا تَبْكِى حُزْنَاً وشَيئٌ مِنَ الْرَعَشَاتْ
أضْمَرْتُ هذا لِنَفْسِى ولَمْ أشَأْ
إلا صَرْخَةً فى قلبى مِنْ أعْلَى الصَّرَخَاتْ
فُكُّوا قَيْدَاً أدْمَى مِعْصَمَهَا وأبْكَاهَا 
 وَلأَمْسَحَ بِكَفَّيْهَا أحْلَى القُبُلاتْ
يَدَاهَا طَاهِرَةٌ نَاصِعَةٌ بَيْضَاءٌ
وَرَأتْ رُوحِى فِيهَا دِفْءَ الطُهْرِِ والّلمَسَاتْ
وتَنَاثَرْتْ كَلِمَاتُنَا وتَبَعْثَرَتْ خُطُوَاتُنَا
كَيْفَ نَجْنِى بِاللقَاءِ أحْلَى الثَّمَرَاتْ
واهْتَدَيْنَا لِطَاوِلَةٍ كُتِبَتْ لَهَا السَّعَادَةُ
لِتَشْهَدَ وتَسْمَعَ حُلْوَ الشَّهْدِ فى الكَلِمَاتْ
وَعَيْنَاىَ تُعَانِقُ عَيْنَاهَا فَأسْمَعُ
أنْفَاسَهَا صَارِخَةً مِنْ حِمْلٍ ثَقِيلٍ والأزَمَاتْ
وَشُلَّتْ يَدَاىَ فَمَمْنُوعٌ علينا أنْ نَرْمِى
حُمُولَنَا مِنْ صُدُورِنَا  بِدْفْءِالحَضْنَاتْ
لَكِنَّهَا تَسْمَعُ أحْضَانِى تُنَادِيهَا 
لا تَيْأسِى مِنْ َقَدَرٍ بَعْدَهُ تَأْتِى كلُّ الرَحَمَاتْ
وَأُحَاوِلُ أنْ أُلَمْلِمَ نَفْسِى
لأرْنُوَ فى عَيْنَاهَا وأتِيهُ فى عُمْقِ النَّظَرَاتْ
فَأرَى سِتَارَةَ حُزْنٍ على عَيْنَاهَا أُسْدِلَتْ
 ولَمْ تُخْفِى نُورَاً مِنْ رَبِّ السّمَوَاتْ
ويَرْتَعِشُ قَلْبِى مُنَاجِيَاً ربى
أهْوَاهَا وأبْغِيهَا لأُجَفِّفَ بُحُورَاً مِنَ العَبَرَاتْ
فَعَيْنَاهَا بُحُورُ حُزنِ دَامِيَةٍ
وجَفْنَاهَا شَوَاطِىءٌ تُحِيطُ باللؤلُؤِ والدَّمْعَاتْ
وَتّئِنُ رُوحِى بِحُزْنِهَا عَلَى أمَلٍ
لأُلْقِيهَا فى صَدْرِهَا ونَطْوِى كُلُّ الصَّفَحَاتْ
أمَلِى فى اللهِ حُضْنٌ دَافِئٌ
يَحْتَوِينِى عَلَى صَدْرٍ يَحْمِلُ طُهْرَ الْهَمَسَاتْ
وأرْسِمُ بِقُبُلاتِى الْمَدْمُوعَةِ وَرُودَاً وزُهُورَاً 
بِكَفَّيْهَا وَعَلَى أطْهَرِ الْوَجْنَاتْ
رَجَائِى رَبِّى تَحْمِيهَا وتُعِينُنِى
لأجْمَعَ بَقَايَاهَا وأُعِيدَ لَها عَهْدَ الضَحِكَاتْ
فَأنَا نِلْتُ بِلُقْيَاهَا دَرْسَاً وتِهْتُ شَوْقَاً
لِتَجْمَعَنَا دُنْيَانَا بِجَنَّةٍ وَنِعْمَ الْجَنَّاتْ
فَأدْعُوكَ رَبِّى وأدْعُوكَ فَأنَا أهْوَاهَا
وَذَابَتْ فِيهَا رُوحِى بِكُلِّ الْجَنَبَاتْ
وعَهْدِى عَلَى نَفْسِى سُكْنَاهَا فى قَلْبِى وعَيْنِى 
اِنَّهَا ...  نِعْمَ الْمَلِكَاتْ