« الْعَذْرَاءُ » قصيدة بقلم الأديب سيد خليل زيدان

ديوان كبرياء فراشة للأديب سيد خليل زيدان
الكاتب: 

سيد خليل زيدان

مهندس استشاري، كاتب، شاعر- مصر
السبت, فبراير 13, 2021 - 05

عذراءُ القلبِ والنَّفسِِ فِى بيْتِ الذئْبِ شَارِدَةٌ
لِمَنْ يَدْنُو نَوَاصِيها
تَرَى ولا تَرَى مَنْ للْعَيْشِ شارَكَهَا 
رغماً ولَوْ بالوُرُودِ دَانِيها
فقدْ اقْتَحَمُوا أبْوَابَ الجَسَدِ سَلَفاً 
وعَلَى بابِ القلبِ ذابتْ مِنْهُمُ مَعَانِيها
و طُبُولُ الفِسْقِ عَلَى الجَسَدِ قَارِعَة ٌ
فنَسَوْا أنَّ القلبَ مَقْفُولٌ على أغانيها
و إنْ شَدَتْ فاللَّحْنُ مغشوشٌ ولوْ شِئْتَ
 تدْرِى ما الذى عَنْ العذْبِ يُثنِيهَا
وعَلَى قلبِ الذِّئْبِ غِشَاوَةٌ فنَهَشَهَا وهَتَكَهَا
 ولمْ يُدْرِكْ أنَّهُ طَمَسَ أسَامِيهَا
وزاغَتِ الأبْصَارُ وقلبُ العَذْرَاءِ مَفْقُودٌ مَفَاتِحَهُ 
فمَنْ عَسَاهُ أنْ يَجدَهَا  ويُبْقِيها
وبِرَحْمَةِ اللهِ أدْرَكْتُ أنَّ مُفْتاحَ قلبى 
مصنوعٌ لِقلبِها فكُنْتُ للسَّعَادَةِ جَانِيها
دَخَلَتْ قلبى فوجدتُ أنَّ شهْدَ الحُبِّ
 فى فمِهَا وأنا الذى أسْقِيها
وغنَّتْ وشدَتْ معى لَحْناً أصِيلا ً
على دقَّاتِ قلْبَيْنا ومَنْ فى الشَّدْوِ يُسَاوِيها
وتضَرَّعْنَا للهِ سَوِيَّاً وما زِلْنَا 
عسَى ربُنَا يَرْحَمُنَا فترْوِينِى حُبَّاً وأرْوِيها
واليومَ أتَعُودُونَ لِتَجْمَعُوا حُطَامَ امْرَأةٍ 
 ومَا لِلمَاسَةِ عوْدَةٌ وكيفَ تَبْنِيها
فلَمْ يَعُدْ للجَوْهَرَةِ أصْلُ بَرِيقُها 
بعدَ سَحْقُهَا بِقدَمِ مَنْ بالكتابِ وَحْدَهُ يقتنيها
وأصْبَحَ الحُبَّ حُطَامَاً تناثرَتْ ذرَّاتُهُ 
تحتَ الأقْدَامِ برِيَاحِ الظُّلْمِ والأنَا ومُتْرَفِيها
فأُوصِيكِ أنْ لا تَشْرَبِى وُدَّاً أنْتِ لهُ كَارِهَةٌ 
بعدَ أنْ حَطَّمُوا النَّفْسَ وأوَانِيها
واشْرَبى مِنْ قلبٍ مَلكْتِ أنتِ مُفْتاحَهُ
 وبِنَفْسِ اللسانِ كُنْتِ كلامَ الرُّوحِ فمَلَكْتِيها
وأصْبَحَ قلبىَ لكِ الوطَنُ والسَّكنُ 
فجُوبينِى فى أمانٍ لِتَكُنْ نَفْسِى واحَةً تُزَيِّنِيها
واعْلَمِى أنَّكِ بِعِلْمِ اللهِ غيرُ آثِمَةٌ 
فالقلبُ عندَ اللهِ أمْرُهُ 
فلا تبْخَسِى النَّفْسَ وأمَانِيها

 سيد خليل زيدان 
من ديوان : كبرياء فراشة


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0