« دمعة » بقلم سيد خليل زيدان

الكاتب: 

سيد خليل زيدان

مهندس استشاري، كاتب، شاعر- مصر
الثلاثاء, ديسمبر 29, 2020 - 04

رأيتُ في الهَاتفِ منكِ للحُبِّ دَمْعةً
فصَارتْ بضَرَباتِ القلبِ رَعْدَاً فاسْمَعِي
وقدْ مَرَّتْ بسَمَائِكِ للخوْفِ سَحَاباتٌ
  منْ صَمْتِ الهَوَي الذي بهِ تئِنِّي وتتوَجَعِي
لِتحْجُبَ منْ عَينيكِ بَريقَها بقسْوَةٍ 
           فالغيْمُ كانَ دَاكِناً وللحُزنِ لمْ تمْنعِي
حَبيبتِي كفاكِ للفُؤادِ قهرٌ وانتفضِي 
          لذاتٍ غيرُ قاصِرَةٍ وللهِ أنتِ ترْكعِي 
 أخمِدِي نارَ الخوْفِ والجَزَعِ فيكِ 
            وأسقِيهَا منكِ بغيْثِ الهَوَي ولا تخضَعِي
أنتِ في الحُبِّ والإيمانِ مَنارَةٌ 
        والهَوَي طاهِرٌ فكيفَ منهُ لا ترْضَعِي
وفيكِ منَ اللهِ نورٌ يكسُو مُحَياكِ  
               حتي أصْبَحتِ في النفسِ نَجْماً تلمَعِي
تعاليْ يا أُنسَ الفؤادِ وحُلمَهُ                       
وانثري بيَدَيكِ بذورَ الحُبِّ وازرَعِي
قومِي لا تيْأسِي أبَدَاً ولا تقنطِي     
لا تكونِي في الهَوَي ريشةً ولا تعِي
فيَنقشعُ الغيْمُ منْ سَمَائكِ بظلمَتِهِ   
              فأنا في اللهِ أهْوَاكِ وأبْغِيكِ فلا تفزعِي
سَبيلُنا بنجُومِ الحُبِّ الصَادِقِ نُزَيّنهُ
                 فلا تَخشيْ مَلامَةً طالَمَا للهِ تخشعِي
أليْسَ الحُبُّ منْ أجلِهِ كانَ خَلقنا   
                 فكيفَ الحُزنُ ونمْلأُ العُيُونَ بالأدْمُعِ
لا وحَبيبتاه إنَّ القلبَ لَيَنفطرَ كَمَدَاً 
          منْ دَمْعَةٍ فنبَتَ الشوكُ في مَخدَعِي
ليَ في الهَوَي مُرُّ العتابِ مَعَكِ
          فَعَلي صِرَاطِ اللهِ أهْوَاكِ والكتابُ مَرْجِعِي
فلِمَ لا تلفظِي اليَأسَ منْ ثنايَاكِ 
          وتشرَبي منْ هَوَانا قوةً وللجَهلِ تصْرَعِي
ليْسَ بالحُبِّ إثمٌ في اللهِ نَخشاهُ  
       بلْ للمُؤمِنينَ سِلاحٌ للتقوَي والتضَّرُعِ
وكمَا أنتِ ترتدِي للطهْرِ عَبَاءَةً   
            أزيحِي جدَارَ الصَّمْتِ منْ قلبكِ وارْفعِي
وليَكن الإيمَانُ والحُبُّ لكِ دِرْعَاً
              يَحْمِيكِ عِندَمَا لِطقوسِ القَرَانِ تشرَعِي
وتكونِي شاهِقةً كالجبَالِ بعِزةٍ
            لِتبْنِي حَيَاة هَنِيئةً كمَا تشائينَ للمَوْضِعِ
نحْنُ أُناسٌ لنا في اللهِ إرَادَتنا 
                ولَسْنا نُسَاقُ كمَا تكُونُ ذوَاتَ الأرْبَعِ
لا واللهِ والحَقُّ والحُبُّ زِينتُنا 
                 فتباً للحُزْنِ فيكِ حَبيبتي فلا تدْمَعِي
وأنا في ظِلِّ اللهِ حَبيبٌ بهِ تفخَرِي
                 وعَابدٌ بمِحْرَابكِ الطاهِرِ فلا تخنَعِي
وحَيَاتِي مِنَ الخالِقِ لكِ وَهَبتهَا    
           فإحْفظِيهَا بثوْبٍ بيَدَيكِ تنسِجيهِ وتصنعِي

من ديوان  / يمامة برية