« لن تكوني » قصيدة بقلم الأديب سيد خليل زيدان

يَبْحَثُونَ عَنِّي ولَنْ يَجِدُونِي
فَأَنْتِ عَلَى الإطْلاقِ تُغَلِّفِينِي
وكَأَنِّي قِطْعَةَ خُبْزٍ مَغْمُورَةً
فِي كَأْسِ الشَّهْدِ فِيكِ فَتُخْفِينِي
ولَنْ يَجِدُوا مِنِّى شَيْئَاً غَيْرَ صَوْتٍ
خَلْفَ غُلافٍ و لَنْ يَرَوْنِي
ولَوْ اقْتَحَمُوا الغُلافَ مَا وَجَدُوا
غَيْرَ ذَائِب الحُبِّ بِسِحْرِكِ والفُتُونِ
فَجَسَدِي ورُوحِي مُشَبَّعَةٌ بِصِبْغَتِكِ
وفِي وجْهِي رَوْعَةُ الرَّسْمِ والفُنُونِ
أنْتِ تَسَلَّلْتِ لِكُلِّ ذَاتِي فَأَصْبَحْتُ
أنَا أنَتِ لَوْ أرَادُوا أنْ يَصِفُونِي
فَأنَا فِيكِ وأنْتِ فِي كُلِّى لأَكُنْ وَرْدَةً
مُعَطَّرَةً بِرَائِحَتِكِ لَوْ تَنَسَّمُونِي
ويَلْتَفُّونَ حَوْلِي بِأَلْوَانِهِمْ وشَذَاكِ
مُنْبَعِثٌ مِنِّى كَعَبَقٍ فَيَشُمَونِي
ولَعَلَّ عِطْرُكِ يُطَّهِرُ نُفُوسَاً
لَمْ تَعُدْ تَرَى غَيْرَ سُوءِ الظُّنُونِ
فَالطُّهْرُ عِنْدَهُمُ أصْبَحَ بِدْعَةً
وَلَّتْ فِي زَمَنِ الفُجْرِ والمُجُونِ
وأنْتِ يَا طَاهِرَةَ النَّفْسِ لا تَعْبَأِ
بِمَنْ يِرْمُوكِ أوْ يَرْمُونِي
فَاللهُ خَيْرُ حَافِظَاً عَلَى حُبِّنَا
ولَنْ يُدْرِكُوكِ أوْ يُدْرِكُونِي

من ديوان / كونى ولا تكونى  
سيد خليل زيدان