أقنعة ووجوه

بوست المنصة
الكاتب: 

نسرين حلس

رئيس التحرير
الاثنين, سبتمبر 28, 2020 - 16

أبشع ما قد يواجهه الإنسان في حياته هو الغدر، تلك الخصلة الإنسانيه القميئة القاتلة لكل ما هو جميل في النفس، الزارعة للخوف، الواهبة للإحباط واليأس، على قدر كرهنا لها على قدر تأثيرها السلبي السيئ علينا. تملك من البشاعة ما يجعل الإنسان مرتعشا بعدها، لا يثق في أي شئ، ويكاد لا يصدق أحدا،

آبشع أنواع الغدر ذلك الآتي من المقربين للإنسان، هؤلاء الذين كلما أعطيتهم الأمان غدروك، يدعون صدقهم وورعهم، مخفين مكرهم وكذبهم وزيف مشاعرهم. ينطبق عليهم قول الشاعر " يعطوك من طرف اللسان حلاوة ويروغون منك كما يروغ الثعلب" مرتدين قناع الطيبة والوداعة، وتحت منه تبرز أنياب الذئاب، لعيون ماكرة تترقب وتتحين الفرص كي تنقض على فريستها حتى لو كانت أقرب المقربين. ضاربين بعرض الحائط كل ما قد يترتب على ذلك لضحيتهم لأن الهدف الأول هم فقط مصالحهم هي الأهم. أن يأتيك الغدر ممن زرعت في نفوسهم الأمل، فذلك صعب ، أن يسعى بغدرك من أحتويتهم في كسرتهم وعثرتهم فذلك أصعب

أبشع ما في الغدر، أنه يقتل الجمال والروح الجميلة في النفس ويحول الإنسان تدريجيا لشخص أخر يملأ قلبه القسوة تجاه الغادرين وتجاه الآخرين لتخوفه. وأبشع الغادرين هم من تعطيهم ظهرك لحمايتك كونهم آمانك وسندك، لتكتشف أنهم ليسوا أمانا ولا سندا ولم يكونوا سوى سكين غرزت في ظهرك.  فالغدر هو تلك الحرب التي تهزم الآنسان دون قتال ولكن دوما هنالك الله الذي هو للمغدور منتصر. حمانا الله وحماكم من هكذا بشر وابعدنا وإياكم عن تلك الصفات 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0