في محاولة لتخفيف نسبة رجال الدين المسلمين الآتين من الخارج ، أطلقت ألمانيا برنامجا لإعداد كوادر دينية، لكن هذه المبادرة ما زالت محل تشكيك لغياب جمعيات تركية رئيسية بألمانيا عنها.
ويباشر نحو 40 رجلا وامرأة هذا الإعداد الذي يستمر لسنتين ويوفره معهد الإسلام في أوسنابروك في شمال غرب ألمانيا ، حسب ماورد "مونت كارلو".
وبدأت الفاعليات يوم الاثنين الماضي في المكتبة الواسعة، التي تضم 12 ألف مؤلف تم شراؤها من مصر، فيما افتتحت هذه الدروس رسميا يوم الثلاثاء 15 يونيو الحالي.
وهذا الإعداد متاح لحاملي شهادة في الفقه الإسلامي أو شهادة موازية، ويتضمن فترات تدريب محورها الجانب العملي وتثقيف سياسي أيضا.
وتدعم السلطات الفدرالية ومقاطعة ساكسونيا السفلى خصوصا هذا البرنامج ماليا، في بلد يراوح عدد المسلمين فيه بين 5.3 ملايين و5.6 ملايين أي 6.4 إلى 6.7 % من إجمالي السكان.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت إلى اعتماد برنامج لإعداد الأئمة اعتبارا من العام 2018 أمام النواب ، وأوضحت أن "هذا الأمر سيجعلنا أكثر استقلالية وهذا ضروري من أجل المستقبل".
ويقول اسنيف بيجيتش الذي يرئس معهد الاسلام إن هذا الاعداد "يتسم بميزتين إذ نريد أن نعكس واقع حياة المسلمين في ألمانيا فيما الدروس تتم حصرا باللغة الألمانية".
وحتى الآن يأتي غالبية الائمة في ألمانيا من دول مسلمة ولا سيما تركيا ويتلقون الاعداد في دولهم الام التي تدفع رواتبهم.
فنصف رجال الدين الذين تراوح اعدادهم بين ألفين و2500 ينتمون إلى منظمة "ديتيب "التركية التابعة مباشرة لوزارة الاوقاف التركية وتدير 986 جماعة محلية على ما تفيد مؤسسة كونراد أديناور.
أما الاخرون فيأتون بنسبة 80 إلى 90 % من دول شمال إفريقيا وألبانيا ويوغوسلافيا السابقة وفق المصدر نفسه.
في غالبية الأحيان يأتي هؤلاء إلى ألمانيا لفترة أربع إلى خمس سنوات بعضهم مع تأشيرة دخول سياحية من دون أن يعرفوا البيئة الثقافية والاجتماعية المحلية.
إلا أن إعداد رجال دين بدعم مالي من الدولة الألمانية يثير انتقادات لأنه يصطدم بمبدأ مفاده أن الجماعات الدينية هي وحدها مؤهلة للإعداد.
فلا تشارك "ديتيب" و"ميلي غوروس" ثاني اكبر جماعة مسلمة في انشاء معهد اوسنابروك لا بل اطلقت "ديتيب" برنامج إعداد خاصا بها في ألمانيا العام الماضي.
ويفيد بكر اطلس الأمين العام لميلي غوروس أن إعداد رجال الدين "يجب ان يكون بمنأى عن أي تاثير خارجي ولا سيما التأثير السياسي".
إلا أن رئيس معهد الاسلام يؤكد "أن لا تأثير للدولة بتاتا وهي لم تتدخل بتاتا في وضع البرامج" ، وتبقى مسألة إيجاد عمل وهي امر شائك إذ تبقى الأجور متدنية ورهن بتبرعات المؤمنين.
إضافة تعليق جديد