الأديب والسياسي الفلسطيني غسان كنفاني مقاوم بندقيته القلم

الكاتب: 

نسرين حلس

رئيس التحرير
التاريخ: 
الجمعة, يوليو 9, 2021 - 17

الروائي والقاص والسياسي الفلسطيني،  من أهم أدباء القرن العشرين العرب. استحوذت كتاباته على من قرأها ، فهو الذي يناضل على الورق. تُرجمت أعماله إلى 17 لغة، وانتشرت في 20 دولة

كنفاني كان عضوا في المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رئيس تحرير مجلة الهدف فيما بعد

وقد كان كنفاني عضو في المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية. تابعا للجبهة الشعبيه لتحرير فلسطين، أسس مجلةً ناطقةً باسمها حملت اسم “مجلة الهدف”. كما عمل في مجلة “الحرية” اللبنانية.وشغل رئاسة تحرير مجلة “المحرر” اللبنانية أيضًا

عرف عنه أنه لم ينفذ يوما أي عملية انتحارية، ولم يسدد بالبندقية تجاه أي إسرائيلي، لكن كان يملك قلما حادا  وقويا كافيًا بجعله هدفًا ملحًا للموساد الإسرائيلي

وُلد غسان كنفاني في عكا، شمال فلسطين في 9 أبريل عام 1936، وعاش هو وعائلته في يافا حتى عام 1948، حيث أُجبرت عائلته على النزوح.  فاتجهت العائلة أولًا إلى لبنان ثم إلى سوريا. وهناك، نال شهادة الثانوية من مدارس دمشق عام 1952، ودخل قسم اللغة العربية في جامعتها، لكنه استمر لعامين فقط.د كان لوالده الحقوقي، الذي عمل أحيانًا في تصحيح مقالات بعض الصحف، وأحيانًا تحريرها، الأثرالكبير عليه.  فقد انضم إلى حركة القوميين العرب عام 1953 تحت تأثير جورج حبش. وسافر للتدريس في الكويت عام 1955، وهناك كان إقباله على القراءة منقطع النظير. وعمل محررًا في إحدى صحفها، مذيلًا مقالاته باسم "أبو العز"، وقد لفتت الأنظار كثيرًا. وفي الكويت أيضًا كتب أول قصصه القصيرة

وقد انتقل كنفاني إلى بيروت عام 1960، حيث وجد فيها مجالًا أدبيًا منفتحا. وبدأ العمل في مجلة "الحرية"، كما كان يكتب مقالًا أسبوعيًا لجريدة المحرر البيروتية، ولفتت مقالاته النظر إليه بعمقها، وأشاعت الحماس تجاه القضية الفلسطينية، كما أصبح كنفاني مرجعًا لكل المهتمين والمناصرين لهذه القضية. 

تزوج كنفاني من فتاة دانماركية تعرف عليها في إحدى المؤتمرات الطلابية في يوغسلافيا عندما سافر لحضور مؤتمر طلابي، هناك، ومن بين المشاركين كان هنالك وفد دانماركي ضم معلمةً تأثرت بالقضية وسافرت إلى البلاد العربية. وفي بيروت طُلب منها مقابلته، وبعد عشرة أيام على لقائهما، طلب الزواج منها، وتم له ذلك بتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر 1961 . أنجبا طفلين هما فائز وليلى.

وبالرغم من كل انشغاله واهتماماته، إلا أنه رجل عائلة، رغم كثرة أعماله. رغم كونه متزوج،

وقد وقع كنفاني في حب الكاتبة والأديبة السورية غادة السمان، وكتب لها وكتبت له رسائل سطرت آيات في سفر العاشقين. وقد التقاها في عدة مناسبات أدبية في عددٍ من الدول العربية.   أما من حيث ديانة غسان كنفاني ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة سنية

وكانت معظم كتاباته إن لم يكن كلها للناس ومن اناس. فغاص في أعماق الإنسان الفلسطيني بعد النكبة والنكسة وما قبلهما، كما تنبأ بالقادم، وأخرجه بإبداع ريشة الفنان ومهارة الكاتب. ففي روايته "عائد إلى حيفا" عام 1970، استذكر ما رواه مواطنو حيفا عن رحلتهم نحو عكا. وكان لا بد من أن تترك رحلته الخاصة نحو بلد اللجوء تأثيرها على غسان، فقد حضرت ذكرياته تلك في روايته "أرض البرتقال الحزين" عام 1963.

عرف عنه أنه كان كتلةً من النشاط، فقد فاقت ساعات عمله العشر ساعات يوميًا على الأقل. وقد ظهرت بوادر مرض السكري والنقرس في عمرٍ مبكرٍ عليه. كان ذلك يُدخله المشفى أيامًا، لكن حتى من على سرير المرض، تأمل عقله كل ما حوله، وأبى إلا أن يخرج منه بتجربة فكتب رواية "موت سرير رقم 12" عام 1963.

وكان من أول من شعر بضياع الفلسطينين قبل غيره بكثير، وبتحول قضيتهم إلى قضية حياةٍ يومية أصبح الفلسطينيون يعيشونها تحت سطح لقمة العيش عوضًا عن العمق الذي أودى بهم نحو هذا السطح، فأطر ذلك القضية الأساسية.

وقد عاد كنفاني إلى دمشق قادمًا من الكويت في شاحنةٍ قديمة، وكان للصحراء التي عبرها تأثيرها الكبير عليه، وهو واحد من بين شعب بأكمله كُتب عليه سِفر الضياع هذا، عكس ذلك في روايته "رجال تحت الشمس" عام 1963. الرواية التي أصبحت فيلمًا سينمائيًا حمل عنوان "المخدوعين".

عرف غسان أن لا مناص من الكفاح، وأن لا برّ للفلسطينين سوى سواعدهم. فألحق رواية "رجال تحت الشمس" برواية "ما تبقى لكم". ونرى فكر كنفاني واضحًا صريحًا ناضجًا بالفكرة في روايته "عالم ليس لنا" عام 1965.

وكان وللأم الفلسطينية مكانةٌ عنده  فهي "التي تقف الآن تحت سقف البؤس الواطئ في الصف العالي من المعركة" كما جاء في روايته "أم سعد" عام 1969.

ومن رواياته الأخرى"الشيء الآخر" التي صدرت في بيروت بعد استشهاده، و"القنديل الصغير".

وللمسرح حضورٌ قوي في أدب كنفاني، ومن أهم مسرحياته "الباب" و"القبعة والنبي" و"جسر إلى الأبد".

كتب كنفاني العديد من البحوث الأدبية، معظمها على ارتباطٍ وثيق بالقضية الفلسطينية، فهو أول من كتب عن شعراء فلسطين، وصدرت كتاباته في كتاب له حمل عنوان "شعراء الأرض المحتلة" كما أنه أول من كتب عن الأدب الصهيوني عن كثب. وله مقالاتٌ كثيرة سواء باسمه الحقيقي أو تحت أسماء مستعارة منشورة في العديد من الصحف والمجلات.
لكنفاني روايات لم تكتمل منها "الأعمى" و"الأطرش" و"العاشق" و"برقوق نيسان".

وقد نال غسان كنفاني جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان، عن روايته "ما تبقى لكم" وذلك عام 1966. أما ما تبقى من جوائز، فقد مُنحت لاسمه بعد استشهاده، وأهمها جائزة منظمة الصحافة العالمية عام 1 1974، وجائزة اللوتس عام 1975. كما مُنح وسام القدس عام 1990. وقد انتقلت روايته عائد إلى حيفا إلى الشاشة الصغيرة عبر مسلسل سوري أخرجه باسل الخطيب.

أما رواية "القميص المسروق" فقد نال عنها الجائزة الأولى في إحدى المسابقات الأدبية

بجانب ذلك فقد كان عاشقٌ للفن، وكان دوما يزين منزله المتواضع في بيروت بأعمال فنية من إنتاجه، كما صمم ملصقات للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

من أهم مقولات غسان كنفاني :

- إن الصمت هو صراخ من النوع نفسه. أكثر عمقًا، وأكثر لياقةً بكرامة الإنسان

-  كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقًا صغيرًا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود.

- يسرقون رغيفك .. ثم يعطونك منه كِسرة .. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم .. يالوقاحتهم.

- إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت..إنها قضية الباقين.

- لك شيء في هذا العالم.. فقم.

- إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية.. فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغيرالقضية.

- المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل، وكذلك الرجل في عمر المرأة، وعدا ذلك ليس إلا محاولات للتعويض.

استشهد كنفاني يوم 8 يوليو عام 1972 ، بانفجار سيارة مفخخة بواسطة عملاء إسرائيلون في بيروت، لبنان. وكانت بصحبته ابنة أخته لميس. ورغم قصر حياته ، لكنه أصدر أكثر من 18 كتابًا، وعدد لا يحصى من المقالات. إضافة إلى إرثٍ غير مكتمل بالإضافة لاهتمامه بالجانب الفني 

ي


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0