الأميرة فاطمة إسماعيل مؤسسة أول جامعة مصرية

الكاتب: 

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية
التاريخ: 
الأربعاء, أغسطس 26, 2020 - 15

 العلم هو سلاح المستقبل حتى وإن حرمتك الحياة منه قصة الأميرة فاطمة إسماعيل وجامعة القاهرة .

في المؤتمر الوطني للشباب لعام 2018 قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحية تقدير وإحترام لروح الأميرة التي قدمت الكثير من أجل بناء الجامعة المصرية الأولى، وآمنت أن التعليم هو الطريق الوحيد لنهضة هذه الأمة ، ويعود اسمها بعد مئة عام تقريبا على رحيلها .

فهي فاطمة بنت الخديو إسماعيل بن إبراهيم بن محمد عليّ باشا، التي يقترن اسمها مع العطاء والأعمال الخيرية وحب العلم والخير لتلك البلاد ، أحبت الأميرة المولودة في يونيو عام 1853، العلم والثقافة ودرست في أروقة القصر وتعودت على تذوق الفنون المختلفة وبعد إتمام المرحلة التعليمية الأولى كانت تحلم بالانضمام إلى الجامعة  لكنها لم تتمكن من ذلك لمنع الفتيات من الالتحاق بالجامعات وقتها ،  وبدلًا من أن تجلس في مقاعد الدراسة جلست بجوار زوجها الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا والى مصر، عام 1871.

أنجبت الأميرة فاطمة إسماعيل من الأمير طوسون، ولد هو الأمير جميل وبنت هي الأميرة عصمت، ثم توفي الزوج فتزوجت من جديد من الأمير محمود سري باشا عام 1876 وأنجبت منه ثلاثة أولاد وبنتًا.

 الأميرة وجامعة القاهرة :

تعود القصة حين حاول المصريون تأسيس جامعة، ففي البداية تم عمل اكتتاب شعبي لجمع التبرعات من أفراد الشعب المصري، بدءا بالأثرياء والوجهاء وانتهاء بتلاميذ المدارس إلى جانب بعض الدعم المقدم من خديوي مصر عباس الثاني، وبالفعل تم استئجار مبنى مؤقت ولما عجزوا عن سداد إيجاره تم استبداله بمبنى آخر كمقر مؤقت للجامعة، وظل المشروع يعاني من مصاعب مالية لما يفوق العشر سنوات.

وقررت الأميرة فاطمة إسماعيل التبرع بقطعة أرض شاسعة تملكها في الجيزة لبناء مقر دائم للجامعة عليها، وتبرعت أيضا بمعظم ما تملكه من مجوهرات للإنفاق على إنشاءات الجامعة، ولكي تضمن الأميرة فاطمة استدامة المشروع أوقفت عليه 600 فدان من أطيانها لتغطية نفقاته السنوية.

وبعد سنوات من العمل الدؤوب والمساهمات الوطنية من كل الأبناء المخلصين، تم وضع حجر الأساس لجامعة القاهرة في احتفال مهيب تحملت الأميرة فاطمة إسماعيل تكلفته، وذلك في عصر يوم الإثنين الموافق ٣ جمادى الأول ١٣٢٢، الموافق ٣١ مارس ١٩١٤.

كما أن عطاء الأميرة فاطمة إسماعيل لم يتوقف بعد تأسيس الجامعة، فقد أوقفت حوالي 100 فدانًا من أجل تقديم منح دراسية لتعليم ضباط الحربية والبحرية أو تلامذة المدارس الحاصلين على الشهادات النهائية، كما تكفلت بعدد من الأطفال اليتامى وأمنت لهم الكسوة والمأكل والتعليم.

وقبيل وفاتها تنازلت الأميرة عن السراي الخاصة بها والتي قدرت مساحتها بـ 125 ألف متر مربع، وتوفيت الأميرة فاطمة إسماعيل في نوفمبر 1920، وتم تحويل قصرها إلى المتحف الزراعي فيما بعد، كذلك منحت الحكومة ما تبقى من أملاكها لتكون بذلك منطقة الدقي. وللأسف فضريح هذه الشخصية العظيمة لم يدخل ضمن الآثار، ويعاني من إهمال شديد لدرجة تحوله إلى "عشة" يسكن فيها أبقار وماشية وكأنها ليست ثراثًا مهمًا يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

اليوم بعد مرور أكثر من مائة عام على إنشائها، تعتبر جامعة القاهرة هي أكبر جامعات مصر وأعرقها.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0