الانتخابات الفلسطينية التشريعية.. وفتح في عين العاصفة

مقالات عامة
الكاتب: 

الكاتب كمال الرواغ

كاتب حر
الجمعة, أبريل 16, 2021 - 14

في خضم هذا الحديث الفضفاض عن الانتخابات الداخلية الفلسطينية المزمع عقدها في الشهر القادم، وجدت نفسي  اكتب مرة اخرى وربما اخرى عن هذا الاستحقاق الديمقراطي الوطني.
فهناك تخبط وتناقض كبير في المواقف الحزبيه، من حيث عقدها من عدمه، في ظل زيادة الهجمة الاحتلالية على مدينة القدس من إغلاقات للمدينة المقدسة وإستباحات متكرره لباحات المسجد الاقصى من قبل المتطرفين اليهود، وغموض الموقف الأمريكي حول سير العملية الانتخابية في القدس، في حين تؤكد القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس ابومازن، بأنه لا إنتخابات دون القدس، وإلا سنكون ضحية مؤامرة كبرى تستهدف الكينونه السياسية للدولة الفلسطينية، وقضية العرب الاولى التي تشكل القدس الشريف جوهر الصراع فيها، فأذا وافقت القيادة على أجرائها بدون القدس، انتخابآ وترشيحآ ضمن صناديق ومراكز اقتراع معروف ومعلنه لجميع المقدسيين، وبأشراف دولي، تكون القيادة الفلسطينية، قد وافقت على نزع القدس من العملية السياسية، ولم يتبقى من مشروع الدولة الا الاسم فقط، واعتراف فلسطيني بالسيطرة المطلقه للاحتلال الصهيوني عليها، وبذلك يكون قد تم تصفية القضية الفلسطينية، كما يريد ويرغب بعض المتصهينين الجدد من الفلسطينيين،  والعرب، اصحاب الأجندات الخاصه  .

 أن تعدد القوائم الانتخابية سوف يضعف فتح حتمآ، وهذا ما يرغب به خصومها التقليدين فأي أصوات ستذهب إلى هذه القوائم سوف تكون من خزان فتح الإنتخابي، فالشعارات الكبرى التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي هي شعارات رومانسية ولا تتوفر لها أدوات تنفيذيه لتحويلها إلى واقع فالحالم هو من يتقمص زمان غير زمانه، وهناك الكثير من الجفاء بين فتح الأم وأبناءها ولا داعي لأن نكرر ذكر هذا الجفاء الآن فهو معروف للجميع سواء على صعيد الموظفين او الكوادر الحركيين الفاعلين، الذين ظلموا، ودفعوا برأس المال لهذة الحركة من الإنتفاضة الاولى، مرورآ بقيام السلطة وبنائها، وصولا لدفع ثمن الانقلاب الاسود من ملاحقات واستدعاءات واعتداءات بدنيه ونفسية .
والذي كان يجب لزامآ على فتح أن تحتفظ بنواتها الصلبة في هذه الظروف المفصلية وان  لا تسمح بتكرار مأساة 2006 .

 أن تعدد القوائم المنافسة لهذة الانتخابات مؤشر غير إيجابي ويعكس انحراف في الرؤية والمسيرة التي شوهها الإنقسام على مدار 14 عام ،حيث تدافع أكثر من جيلين في الحركة .  فتعدد القوائم يعكس إتساع الهوة بين الأحزاب ومكونات النظام السياسي والجمهور في ظل الفوضى التي حصلت فترة الإنقسام السياسي والجغرافي بين شطري الوطن . ففتح لديها فرصة كبرى لإستقطاب الشباب والذي يمثل أكثر من 68% في المجتمع الفلسطيني والذي يُعول عليه ،فالشباب  منقسم ويعاني من مشاكل متعددة على مستوى الفكر أو الإحتياج، وأصبح يرى بالأحزاب، قنطرة لعبور الاخرين فرادا او جماعات، الى اهدافها وطموحاتها الشخصية او الحزبية، ولا تلبي طموحه وإحتياجاته في ظل ما عاناه على مدار جيلين متلاحقين . أما الرهان على التعاطف العام مع الحركة فذلك بحاجة إلى ماكينه إعلامية إنتخابية تحول ألاصوات الى اوراق انتخابية في صناديق الإقتراح، وبحاجة ايضآ إلى فرق بشرية من الكوادر والمتطوعين للإتصال بالناس وإقناعهم وحثهم على التوجه إلى مراكز الاقتراع . وفتح ايضآ  بحاجه الى وحدة في الخطاب الاعلامي، ووحدة وانسجام في العمل بعيدآ عن الفهلوه وبيع المواقف، التي لا تسمن ولا تغني عن جوع في الاستحقاقات الوطنية الكبرى.