الرصاص الطائش ومنطق الحياة

مقالات عامة
الكاتب: 

مرتضى الحسني

كاتب حر وشاعر
السبت, ديسمبر 5, 2020 - 13

 

دائما ما أتساءل كيف للرصاصة ان تكون هي المعبّر عن السعادة والحزن في آن واحد, وما هو الترابط بينها وبين تلك الحالتين , وكيف يمكن  لرصاصة ان تفسر هذا التضاد ,وكيف للمجتمع ان يقبل بهذا التناقض الذي بسببه سالت دموع وهدت أحلام وأزهقت أرواح, فلو تمعّنّا بذلك فلن نجد هنالك ترابطا ابدا, فكيف للرصاصة ان تكون معبرة عن حالة الفرح في مناسبات الزفاف والمناسبات السعيدة الاخرى, في حين انها تصدر ضجيجا عاليا وتسبب الفزع للناس وتنشر الخوف, وفي حالة أخرى تكون معبرة عن حالة الحزن والموت  فعند بعض المجتمعات هي أشبه بمائدة دسمة في جميع المناسبات ولا أعلم ماهي العلاقة بين أزيز الرصاص وهذه الحالات.

هذا الشيء يفسر ان المجتمع مازال يعيش داخل هالة التناقض والفوضوية فهو يعبر عن الدم بالدم وعن السعادة بالدم, فكم من رصاصة طائشة أودت بحياة طفل يمشي في الشارع وهو يشعر بالأمان, أو رجل ذاهب لكسب قوته وغيرها من الأمثلة التي تدمي القلب,  حتى كأنك تشعر ان هؤلاء الناس الفرحين والراقصين انما يرقصون على جثة هذه الضحية مع كل إطلاقة تخرج من فوهات نفوسهم المريضة.

أما آن الأوان ان تكون هنالك نهاية لهذه الحالة السلبية وأن يعيش المجتمع بسلام, أما آن لهؤلاء الاشخاص ان يجربوا العيش من دون رصاص ودم, من دون ان يفزعوا أو يقتلوا أحدا إرضاءً لملذاتهم وغرورهم, أما آن الأوان ان يفرحوا ويحزنوا بعيدا عن إراقة دماء الأبرياء, واني على يقين ان كثيرا من الناس يحملون بين ثنايا عقولهم وضمائرهم هذا التساؤل الذي لن يجيب عنه أحد . فعسى ان يعي المجتمع هذا الشيء قبل فوات الأوان والخوف كل الخوف من ان الآوان قد فات بالنسبة للعقول المعاندة التي لا تفقهُ من منطق الحب والحياة شيئاً.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0