تصريحات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي أكد فيها ان الجزائر لن تبارك خطوات التطبيع العربي مع الاحتلال الاسرائيلي ولن تشارك فيها,قطعت الشك باليقين, وأكدت بما لا يدع مجالا للشك,ان الجزائر مع فلسطين قولا وفعلا,ظالمة او مظلومة.
والحقيقة ان موقف الجزائر من القضية الفلسطينية ام القضايا العربية او بالأحرى القضية المركزية للعرب والمسلمين, لم يكن مفاجئا كما -يقول المحللون والمتتبعون للشأن الجزائري والدليل على ذلك-. على سبيل المثال ان كل الدول العربية أوقفت الدعم المالي لفلسطين, باستثناء الجزائر, فهي الدولة العربية الأكثر التزاما في دفع الحصة المقررة عليها من الجامعة العربية لدعم الفلسطينيين في المواقيت المحددة.
- وعليه لا غرابة أبدا ان تجدد الجزائر على لسان رئيسها السيد عبد المجيد تبون موقفها الرافض للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني بشكل رسمي, وبالفعل لقد قالها السيد الرئيس تبون وبصوت عال مساء يوم الأحد عبر التلفزيون الجزائري ان هناك نوعا من الهرولة نحو التطبيع ونحن لن نشارك فيها ولن نباركها, والقضية الفلسطينية تبقى مقدسة بالنسبة الينا وللشعب الجزائري برمته, وأكد الرئيس تبون انه ليس هناك حلا, للقضية الفلسطينية الا بدولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف... وإذا أعلنت هذه الدولة ستحل مشكلة الشرق الأوسط.
ان تأكيد الرئيس تبون على الموقف الثابت للجزائر من القضية الفلسطينية يعكس في الواقع مشاعر الجزائر شعبا ورئاسة وحكومة إزاء القضية الفلسطينية, خاصة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به, حيث ازداد عدد المتآمرين في السر والعلانية وكثر عدد المهرولين نحو إبرام اتفاقية" السلام" اقل ما يقال عنها انها مشبوهة وتضر القضية الفلسطينية ولا تخدمها على الإطلاق.
ان بلد المليون ونصف المليون شهيد الذي احتضن القضية الفلسطينية منذ الأيام الأولى لانطلاق تورثها واحتضن ميلاد إعلان استقلال دولة فلسطين في المجلس الوطني الفلسطيني في 15 أكتوبر 1988 لا, ولن يتخلى شعبها ورئيسها عن مبدأ إقامة دولتها مهما كانت الإغراءات والضغوطات, فالقضية الفلسطينية قضية شرف بل هي قضية حياة او موت, وهذا الموقف ليس غريبا على الجزائريين الذين دفعوا ثمنا باهظا لانتزاع الحرية من المستعمر الفرنسي الغاشم.
بعد ثورة تحريرية عارمة, دامت 7 سنوات ونصف. وبالفعل فقد عبرت الأحزاب الجزائرية على مختلف توجهاتها السياسية ومعها المجتمع المدني عن رفضها للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني واعتبرته خيانة وطعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني, وخيانة عظمى للمبادرة العربية"الارض مقابل السلام".
الحمد لله لقد أثلجت تصريحات السيد الرئيس صدور الجزائريين وأحرار العالم والفلسطينيين الذين أشادوا كثيرا بهذا الموقف البطولي الشجاع واعتبروه رسالة مهمة للعالم. مفادها ان حل القضية الفلسطينية يمر حتما عن طريق الالتزام بقرارات القمم العربية والإسلامية والشرعية الدولية, وحسب متطلبات السيادة الوطنية في مواجهة المشروع الصهيوني.
صفوة القول ان الجزائر مع الثوابت القاضية بعدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, وهي من الثوابت الأساسية للسياسة الخارجية للجزائر, هذا ما تؤمن به الجزائر منذ الأيام الأولى لاندلاع الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني.
إضافة تعليق جديد