الكلمة ..هي ( صناعة) وإن كانت حروفها تتضمن بين محتوياتها (مشاعر) و (أحاسيس) و(رؤى)، وهي ، أي الكلمة، (موسيقى) و (فن) و (علم) و (بلاغة) ، وهي فوق ذلك كله (الضمير الحاضر والغائب) وهي كذلك (مسؤولية أخلاقية) ينبغي أن يكون النهوض بالقيم العليا ، هدفها الأسمى ليكون فوق كل إعتبار!!
وكلما أتقنا (صناعة الكلمة) وأعدنا ترتيب حروفها ، وترتيب مواقع الكلمة ومضمونها ، لترتفع الى مستوى آمال الجمهور والمتلقي، أيا كان، كان بمقدورنا ان نسمع صوتنا وان يكون بمقدورنا ان نغرس قيمها ومدلولاتها، لتبقى راسخة في الأذهان، وقد أعطت ثمارها اليانعة المحببة الى النفس، وتبدو لنا كحديقة غناء ، جميلة المنظر ، ورائحتها طيبة ، وقد سرت ناظريها عندما دخلت ثنايا القلوب وانسابت بين أنغام المشاعر والأحاسيس ، حتى طابت بها النفوس، وارتاحت لها الأفئدة والقلوب!!
وقيل ان الكلمة الطيبة صدقة.. لأن محتواها إيجابي متفائل، تقطر خيرا ورحمة وشفقة ، وعذوبة، اما الكلمة التي تسقط في فخ (التسقيط) و( استهداف الآخر) بغير حق ، فهي مهما اختارات من وسائل التضليل والخداع والتزييف ، فلن تكون بمقدورها ثلم تأريخ شخصية او النيل من سمعة انسان شريف، حتى وان اصابت هدفها في بداية الأمر، الا انه سرعان ما يتم اكتشاف التزييف والخداع، وتبقى الثمرة الطيبة مستساغة الطعم ، برغم تأثيرات الغبار والأتربة ، وما علق بها من نوائب الدهر، والكلمة مثل ثمرة صالحة ، عندما تتناولها تشعر بحلاوة طعمها او روعة مذاقها..ما يعني ان الكلمة الطيبة قد أوصلت رسالتها ، ونمت خصال الخير بين جنباتها!!
وقد تنقلب الكلمة في الحروب والأزمات الى (صواريخ عابرة للقارات) أن احسن (صناع الكلمة) توجيه المدافع لتستهدف الخصوم والاعداء !!
تحية لكل من يبدع في صناعة الكلمة، ويتقن صنعته ليصقل حروفها ، بعد ان يعيد ترتيب حروفها، وبإمكان حرف أو كلمة ان تقدمها أو تؤخرها ، في مقطع من بضعة سطور، أن تعطيك معنى (مختلفا) في كل مرة، وهدف مطلق الكلمة الطيبة، ان تكون قلادة مطعمة بكل الجواهر والنفائس، لتقدمها زادا روحيا يغذي النفوس ، بعد أن أوصلت رسالتها ومضامينها البناءة ، وهي مسؤولية كل من أرتقت به الآمال الى أفلاكها.
الكلمة المسؤولة تتوضأ بماء ينابيع الوطن العذبة،وتنمو برحم الارض الطيبة كزيتونة طيبة مباركة دائمة الخضرة والعطاء،شروشها متجذرة في قاع القاع وفروعها ذاهبة للسماء بحنان وكبرياء. انها الكلمة العنيدة المقاتلة،التي حافظت على صدقيتها فاحتفظت بشبابها الدائم ووجها المتألق.لم تنحن لمطارق الزمن،وهراوات الطغاة...انها الكلمة التي دفع ثمنها الانبياء والرسل وجنود الله والعلماء والشعراء والفلاسفة وشربوا لاجلها السم و ماتوا دفاعا عن شرفها. الم يقل اعظم الخلق وسيد الكون صلوات الله عليه: اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر' ثم قالها بعده الخليفة العادل ' لا خير فيكم ان لم تقولوها'.....!!!! 'ن...والقلم و ما يسطرون' بوصلتك مصلحة الوطن العليا،ودليلك نبض الناس.لا تخش احداً فالعيب ليس بالقلم بل في حامله،لا تغمده في غمد الصمت او جراب الخوف،واخرج على الملأ شاهراً حرفك،رافعا راية حبك لناسك،وانتمائك لوطنك. ختاما : الكلمة و الكتابة الخالصة لوجه الله والوطن والناس، من اهم و اطهر النشاطات الانسانية واشرفها على الاطلاق،حيث يرى الاخرون انفسهم فيها،ويترك الكاتب بصمة طيبة في الحياة،وتؤدي هي مراميها النبيلة.
إضافة تعليق جديد