ن طبيعة ما يجري والظروف التي تمر بها الدولة اللبنانية يجعلها هدفا للاحتلال والتخطيط والاستهداف الاسرائيلي الدائم، وتلك الجرائم الكبرى ليس بمعزل عن مخططات الاحتلال بإثارة المشاكل وإبقاء الجبهة الداخلية اللبنانية مشتعلة وغير مستقرة وفرض حالة من الارباك، ولقد كشفت الاحداث ونتائجها الكارثية الكبري للانفجار الضخم الذي خلف أكثر من 100 قتيل حتى الان، بالإضافة إلى 4000 جريح على الأقل وهز مدينة بيروت كلها، واقع التشابك الاسرائيلي وتداخلاته في الساحة اللبنانية والذي قدرت مصادر عسكرية إن 2750 طنا من نيترات الأمونيا في مستودع وما نتج عنها من خسائر باهظة في الارواح البشرية وتصدع العديد من المباني الهامة بداخل العاصمة بيروت فكل ذلك يستدعي وبشكل عاجل التدخل الدولي من قبل المؤسسات الدولية لمساعدة الشعب اللبناني على تجاوز هذه الازمة الصعبة وخاصة في ظل انتشار وباء كورونا ونتائجها بعد عمليات الاختلاط الواسعة وحالة الارباك الناتجة عن هذه الكارثة وضرورة ايجاد حلول من قبل المجتمع الدولي لتجاوز هذه المحنة وتقديم الدعم العربي والدولي للشعب اللبناني حتى يتعافى من جرائم هذه الكارثة المروعة وخاصة في مجال الطاقة الكهربائية وإعادة اصلاح الميناء التجاري وعودتها للعمل سريعا.
إن الشائعات ونظريات المؤامرة حول أسباب الانفجار انتشرت بسرعة بعيد الانفجار وأن مدير الأمن العام في لبنان نفى رواية انفجار مستودع للألعاب النارية ورجح فرضية خطأ في مستودع يحتوي مواد شديدة الاشتعال، وبالرغم من ذلك الا إن هذا التفسير لم يقنع جميع من تابع الحدث الضخم والتفجير الهائل الذي لم يحدث شيء كهذا في تاريخ لبنان كله حيث كان بمثابة زلزال رصدته اجهزة الكشف عن الزلازل في الدول المجاورة وهذا يدلل انه انفجار ناجم عن متفجرات ضخمة وتبقى الحقيقة بحاجة الى اجراء تحقيقات جدية من قبل الحكومة اللبنانية والأمن العام في لبنان بل يتطلب الامر ضرورة اجراء تحقيقات دولية لمعرفة سبب الانفجار وحتى يتم معالجة مسبباته كي لا تقع الكارثة مرة اخرى.
بيروت قصة كفاح شعب وحكاية تتوالد فصولها مع الاجيال، وبيروت المدينة الساكنة في الروح بدت وكأنها مدينة الموت فلا احد يشبه بيروت التي تعيش في وجدان كل فلسطيني حيث تابعت فلسطين ومعها كل البلاد العربية والعالم اجمع هول هذه الكارثة وما يجري في بيروت ووقوف ابناء الشعب الفلسطيني وخصوصا في بيروت جنبا الى جنب مع اشقائهم الشعب اللبناني وعلى مقربة واحدة مع الشعب اللباني ليتعايشوا مع المأساة ويتقاسموا رغيف الخبز وسرعان ما وقف الفلسطيني في طابور الانتظار الطويل ليتبرع بدمائه ولينقذ حياة مصاب.
ومع الاحداث المؤسفة والمروعة التي دفعت بيروت ثمنها فأننا لا نمتلك الا وان نعلن عن كامل التضامن مع لبنان حكومة وشعبا إزاء انفجاري بيروت اللذين نتج عنهما عدد كبير من الضحايا وعدد ضخم من المصابين، وأننا نبرق بأحر التعازي وصدق المواساة للشعب اللبناني الشقيق داعين الله عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى ويلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان ويحفظ لبنان وشعبه من كل سوء، وأننا على ثقة أن لبنان الشقيق بقوة الارادة والعزيمة والوحدة الوطنية سوف يتجاوز هذه المحنة التي ألمت بالشعب اللبناني الصابر وسوف يستعيد سريعاً عافيته ويعيد بناء ما دمره الانفجار ويتجاوز هذه الازمة الصعبة وما نتج عنها من تدمير كبير للبنية التحتية في بيروت.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com
إضافة تعليق جديد