حزب البعث هو الحل

مقالات عامة
الكاتب: 

صادق جبار حسين

كاتب - العراق
الأربعاء, مارس 31, 2021 - 06

منذ تولي حزب البعث الحكم في العراق بعد ثورة  17 تموز 1968 وحتى سقوط بغداد عقب الاحتلال الأمريكي عام 2003 ، عمل على إقصاء وتصفية كل من ينتمي أو يتبنى أفكار حزب الدعوة المحظور أن ذاك في العراق ، وذلك بسبب تعارض و تصادم أفكار ومبادئ الحزبين الذان كانا يعارضان بعض في الأفكار و التوجهات ، فقد كان من أهداف تأسيس حزب الدعوة هو مواجهة التيار الشيوعي والعلماني في العراق متمثل بحزب البعث ، الآمر الذي تمخض عنه اغتيال مؤسس حزب الدعوة محمد باقر الصدر في 9 أبريل 1980 م ، مع اختة بنت الهدى أو أمنة الصدر ، بتهمة العمالة والتخابر مع إيران .

 فقد افتى محمد باقر الصدر بحرمة الانتماء لحزب البعث ، حتى لو كان الانتماء صورياً ، وهو المرجع الوحيد الذي أفتى بذلك ، أضافة تأييده العلني إلى الإيران والثورة التي يقودها الخميني ، فما أن أندلعت الثورة في إيران حتى أعلن حزب الدعوة دعمه وتأييده لتلك الثورة ، وهو ما اعتبرته الحكومة العراقية عمالة الى ايران ، فقامت الحكومة العراقية في 31 مارس 1980 باصدار قرار نص علـى إعدام كل من ينتمي إلى حزب الدعوة ، والذي تمخض عنه أعدم محمد باقر الصدر و أخته بنت الهدى .

ومما زاد من موقف الحكومة العراقية في ذلك الوقت من هذا الحزب هو المحاولات الفاشلة لاغتيال ألرئيس العراقي صدام حسين ، وكذلك العمليات التخريبية التي قام بها أعضاء من حزب الدعوة ، ففي 1 ابريل 1980 قام أعضاء من حزب الدعوة بمحاولة اغتيال فاشلة استهدفت وزير الخارجية العراقي طارق عزيز ، وما اعقبتها من تفجيرات في الجامعة المستنصرية ، واستهداف الطلاب المشيعين ، وفي 8 يوليو 1982 قام الحزب بتنظيم محاولة اغتيال فاشلة استهدفت موكب الرئيس العراقي السابق صدام حسين عند مروره في بلدة الدجيل . 

وقد أكد علي الأديب ، أحد قادة حزب الدعوة ، خلال أحد القاءات ، على دور هذا الحزب في العمليات التخريبية سواءً في داخل العراق أو استهداف المصالح والبعثات الدبلوماسية العراقية في الخارج كما حدث في لبنان والكويت ، وذلك من خلال التفجيرات الانتحارية بسيارات مفخخة ، كما حدث لتفجيرالسفارة العراقية في بيروت عام 1981 ووزارة التخطيط ووكالة الأنباء العراقية وسينما النصر ومبنى الإذاعة والإعلام ببغداد ، ومحاولة اغتيال طارق عزيز ، وفي يوم 1-5-1985 أقدم حزب الدعوة على اغتيال معاون الملحق الثقافي العراقي في السفارة العرقية بالكويت ، هادي عواد سعيد وأبنه البكر في منزلهما بالكويت ، وقد أعتقل القاتل الذي أستخدم مسدسا كاتما للصوت وتبين أنه عضو في حزب الدعوة .

وقد آكد الأديب في لقاء معه أن ( سياراتنا المفخخة لم تكن كثيرة وإنما محدودة جداً جداً أستهدفت أوكاراً أساسية كانت تقوم بعملية التخريب الذهني والفكري للناس ، بالإضافة إلى التآمر المخابراتي ضد العناصر المعارضة لنظام صدام . الذي حدث ضد السفارة العراقية في بيروت عام 1981 كان العمل الاستشهادي الأول الذي قام به البطل الشهيد أبو مريم ، لأن هذه السفارة كانت عبارة عن مركز المخابرات في الشرق الأوسط ، وأما وكالة الأنباء العراقية فكانت تزيف الخبر وتحاول أن تسمم الفكر العراقي ) 

وتجلى موقف هذا الحزب العميل خلال سنوات الحرب الثمان فقد وقف أعضاءه إلى جانب القوات الايرانيه ضد قوات بلدهم ألأم العراق ، كذلك دوره المباشر في تعذيب الأسرى العراقيين في السجون الإيرانية . إضافةً إلى عمليات التخريب والتفجير في داخل العراق ، كذلك دور هذا الحزب في صفحة الغدر والخيانة التي أعقبت إنسحاب القوات العراقية من الكويت ، فسيطروا على مناطق الجنوب ، وعاثوا تخريب ودمار حتى إعادة الجيش العراقي بسط سيطرته على تلك المناطق من جديد . وتوالت عمليات التخريب والتفجير داخل الأراضي العراقية من قبل أعضاء حزب الدعوة انطلاقًا من إيران ودعمًا مباشرًا من القيادة الإيرانية.

وبعد سقوط نظام البعث وسيطرة ما يسمى بأحزاب المعارضة العراقية وفي مقدمتها حزب الدعوة على مقاليد الحكم في العراق ، تدهورت الأوضاع بشكل كارثي كادت إن تؤدي إلى حرب أهلية بسبب تأجيج الفتن الطائفية بين مكونات المجتمع العراقي الذي لم يكن يعرف مثل هكذا فتن من قبل ، حيث عملت أحزاب السلطة على زرع بذور الطائفية من خلال عمليات الاغتيال والتهجير ضد إبناء الطوائف الأخرى وآلتي شهدتها جميع محافظات العراق ، كذلك ضلوع حزب الدعوة وبشكل مباشر في عمليات الاغتيالات التي تعرض لها ضباط وطياري الجيش العراقي السابق والمسؤولين السابقين في الحكومة العراقية . 

وقد عمل هذا الحزب ومليشياته المسلحة على أضعاف الحكومة العراقية وقواتها الأمنية ، من خلال زج عناصرها والموالين لها في أجهزة الدولة المختلفة والمراكز الحساسة من جيش وشرطة ومخابرات الأمر الذي جعل تلك المؤسسات مخترقة ومسيطرعليها من قبل أزلام إيران ، صاحبة الفضل على جميع السياسيين العراقيين الذين يحاولون كسب رضا ايران ، حتى لو كان على حساب العراق ومصالحه وشعبة .

إن ما حدث ويحدث في العراق من مأسي ومحن سببه هذا الحزب العميل الذي ينهش في الجسد العراقي منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا كا السرطان الذي لا علاج له ألا الكي آو الاستئصال ، والذي لم يكتشف حقيقته الشعب العراقي إلا بعد إن أستولى على الحكم وأظهر وجهه القبيح ، فبعد ان كآن أغلب الشعب العراقي من الشيعة يتعاطفون مع حزب الدعوة لاعتقادهم إنه حزب معارض يناظل من أجل خلاص العراق من حكم البعث ، خصوصًا لما لاقاه أعضائه على يد أعضاء حزب البعث من تعذيب ومطارة وتصفيه ومصادرة حرياتهم واملاكهم بمجرد الاشتباه بانتماء لهذا الحزب ، فكان أمل وحلم أغلب العراقيين خصوصًا الشيعة هو الخلاص من نظام البعث وتولي حزب الدعوة الإسلامية لمقاليد الحكم في العراق ، لكونهم كانوا يعتقدون بإن أعضاء حزب الدعوة هم فعلا معارضين ومناظلين ، وقد عانوا مثلهم من ظلم البعث وأنهم يشعرون بمعاناتهم وأنهم سوف يكونوا عون لهم وينتشلوهم مما كانوا فيه من ظلم وفقر وجهل .

لكن الأيام أثبتت عكس ذلك ، وإن حزب الدعوة وَمَن أنتمي إليه ، إنهم ليسوا بعراقيين ولا يحبوا العراق وشعبة ، وما هم إلا شرذمة من القتلة والصوص والعملاء الخونة ، الذين ولائهم الأول و الأخير إلى ايران . 
الذين أصبحوا وبال على العراق والعراقيين بعد أن استولوا على مقاليد الحكم وسلموا البلاد إلى ايران ، وجعلوا منه تابع ذليل لها ، وما جرتُ تلك التبعية من ويلات وكوارث على العراق على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية بل انها قد دخلت إلى البيت العراقي وأثرت فيه سلبًا ، فاسياسة إيران التخريبية التي يتبناها حزب الدعوة قد أثرت على كل مرافق الحياة في العراق ولم يسلم منها شيء عراقي ، وربما يتسأل إحد ما عن سبب التركيز فقط على حزب الدعوة من دون كل الأحزاب الأخرى الحاكمة في العراق والتي لها تأثير على الساحة العراقية لا يقل عن هذا الحزب ؟

والسبب يعود إلى كون هذا الحزب منذ تأسيسه في مناصف الخمسينات القرن الماضي وإلى يومنا هذا تتلاحق بسببه الويلات والكوارث على العراق ، ولا يوجد حزب مثله تاريخه مليئ بالعمالة والخيانة ، وخير مثال على تبعية وخيانة وخسة هذا الحزب ، ما تعرض له العراق خلال رئاسة  نوري المالكي، فحزب الدعوة  مسؤول مباشرة عما اُرتكب من جرائم قبل وأثناء وبعد احتلال الموصل ، إذ كان هذا الحزب ورئيسه على رأس الحكومة العراقية التي قررت سحب القوات العراقية من الموصل ، ودخول عناصر داعش لتلك المناطق ، وما جر ذلك الاجراء من كارثة أنسانية تمثلت في الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين والمسيحيين والتركمان والطوائف الأخرى ، من أجل تحقيق أجندات إيرانية متمثلة في بسط نفوذها في العراق وسوريا وتكوين جيش مشابه للحرس الثوري الإيراني وقد تكلل هذا المخطط بتكوين مليشيا الحشد الشعبي الذي أصبح قوة توازي الجيش العراقي وأداة من أجل تمكين وتقوية أركان الدولة الموالية لإيران ، التي أستنزفت خيرات وثروات البلاد من اجل دعم اقتصاد أيران الذي يعاني تدهور كبير بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه بسبب سياسته الإرهابية في المنطقة .

إن حزب الدعوة الذي كان يعتبر عند الكثير من العراقيين حزب معارض ضد الحكومة البعثية وظلم البعث ، أصبح عنده جميع العراقيين الأحرار حزب قد تخطى ظلم وقسوة حزب البعث ، وهو ما أثبتهُ خلال سنوات حكمة بأنه أكثر دموية ووحشية من نظام البعث الذي أثبتت الأيام بانه كان فعلا يلاحق العملاء والخونة كما نعتهم ووصفهم من أعضاء حزب الدعوة .

فماذا قد نال العراق وشعبة من زمرة حزب الدعوة ومن خرج من تحت عباءته من أحزاب لاتقل خسة وخيانة منه ، غير القتل و السرقة والدمار والفساد وتخريب البلاد والمجتمع ، وتهميش وأضعاف الدولة العراقية وتمكين قوى الإسلام السياسي الطائفي الفاسد الذي يعمل على تقسيم الدولة إلى دولة ظاهرة ضعيفه وإلى دولة عميقة مسيطرة على جميع مؤسسات الدولة الشكلية ، من خلال مليشياتها وعصاباتها ومافياتها المرتبطة بإيران التي تعمل من أجل تقوية سطوتها وهيمنتها على جميع مرافق الدولة .

فهل ما زال حزب الدعوة الإسلامية يراه العراقيون حزب معارض يعلقون عليه أمالهم وطموحاتهم في عراق جديد ، إن الإجابة بكل تأكيد ، لو خيروا أغلب العراقيين بين حكم حزب البعث وحزب الدعوة ، لأختار أغلب العراقيين الشيعة عودة حزب البعث للحكم .

فقد أصبح الاعتقاد السائد في الشارع الشيعي إن خلاص العراق والشعب العراقي يكون من خلال خياران إما عودة البعث بقياداته وافكاره أو إيجاد حزب يماثله بالفكر و التوجه يقف بوجه عملاء إيران كما كان في زمن صدام ، وألا فسوف يبقى العراق تابعًا ذليل إلى إيران ، تمتص ثرواته وخيراته بمساعدة عملاءها من خونة حزب الدعوة ومن لف لفه