دراسة تؤكد إمكانية الإبتكار الحضري في المدن الفلسطينية

بالرغم من التحديات البنك الدولي يجيز الإبتكار
دراسة وبحث
السبت, يوليو 4, 2020 - 08

في دراسة أقدم عليها البنك الدولي حول وضع المدن ف فلسطين وكيفية تطوريها في ظل الأوضاع التي تعيشها تلك المدن. فالازدحام المروري، وجمع القمامة، ونقص المياه، وتكاليف التشغيل. هذه تحديات حقيقية يواجهها رؤساء البلديات ومخططوا المدن ومهندسوها عند محاولة خلق بيئة تصلح لعيش مواطنيهم. والوضع لا يختلف في الأراضي الفلسطينية.

 

 إضافة إلى هذا أن الكثافة السكانية في المدن الفلسطينية هي من أعلى الكثافات في العالم (ومعدلات سنوية عالية من النمو السكاني)، إلى جانب الحيز الضئيل جداً المتاح للنمو والموارد المالية المحدودة. حين نضع كل هذا في منطقة هشة موبوءة بالصراع، فقد يعتقد المرء أن التخطيط أو القيام بأي شيء هو ضرب من المستحيل.. إلا أن الأمر ليس كذلك.

 

 بيت لحم ورام الله والبيرة ونابلس والخليل ومدينة غزة هي المناطق الاقتصادية الخمسة الرائدة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتشهد الهيئات المحلية في هذه المناطق نمواً سريعاً، وتدرك أنها بحاجة إلى تطوير بيئات حضرية عالية الجودة وتقديم خدمات عامة لائقة وتيسير النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. وبدعم من  مشروع المدن المتكاملة والتنمية الحضرية الذي أطلقه البنك الدولي، بدأت هذه المدن الخمسة إلى جانب وزارة الحكم المحلي التخطيط للنمو المستدام.

 

 تمثلت الخطوة الأولى في تحسين التنسيق داخل المنطقة الحضرية بين وحدات الحكم المحلي التي تشكل كل تجمع منها. ومن خلال وحدات التنسيق المشترك، تعمل وحدات الحكم المحلي على وضع توجه حضري متكامل لإدارة المدن وتبني أساليب مبتكرة للقيام بذلك. 

 قامت هذه المناطق عبر مشروع المدن المتكاملة والتنمية الحضرية بتبني أداة جديدة لتطوير وعرض النماذج الحضرية تسمى أداة الأداء الحضري. ويمكن لهذه الأداة أن تتنبأ بنتائج سياسات ومشاريع ومبادرات معينة (محددات للسياسات) يمكن للمدن تنفيذها لمواجهة التحديات التي تواجهها. 

 

وسائط إعلامية

Image

من خلال توظيف البيانات الجغرافية المكانية والبيانات الرقمية، توفر أداة الأداء الحضري نتائج كمية لمحددات السياسات التي تم اختبارها، بما في ذلك تكاليف البنية التحتية، ومستويات استهلاك الأراضي والمياه والطاقة، وانبعاثات غازات الدفيئة، ونصيب الفرد من المساحات الخضراء. بهذه الأداة، تمكنت المناطق الحضرية الخمسة المذكورة من وضع واختبار خيارات شتى لنمو المدن. تعرض "سيناريوهات النمو الحضري" هذه نموذجاً لمزيج من التوسع الحضري، والنمو المدمج، والتعمير المعتدل للجيوب الفارغة، إلى جانب مشاريع قطاعية كمسارات النقل العام الجديدة ومحطات معالجة المياه العادمة وتدابير رفع كفاءة استخدام الطاقة. 

 

أداة لمحاكاة الخيارات المثلى

أداة الأداء الحضري هي أداة محكمة التوقيت: فهي تساعد في إثراء التدابير الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ من أجل  وضع سياسات تنمية المدن. وترتبط المنافع المشتركة لما سبق بكل من كفاءة استخدام الطاقة وتنوع مصادرها وانبعاثات غازات الدفيئة. فهي تتيح لصانعي القرار وخبراء المدن المقارنة –والمباينة- بين الخيارات المختلفة للسياسات الحضرية.

فعلى سبيل المثال، رأت منطقة نابلس الحضرية أن اعتماد سياسة النمو المدمج سيؤدي إلى أقل قدر من استهلاك الأراضي وكذلك إلى الحد من استهلاك الطاقة وتقليص انبعاثات غازات الدفيئة والتكاليف بشكل عام. كما ساعدت هذه الأداة منطقة بيت لحم الحضرية أيضاً على تقييم أن الوفورات السنوية من خفض تكاليف التشغيل بسبب استخدام تكنولوجيا ’ليد’ الموفرة في الإنارة العامة يمكنها المساعدة في تغطية تكاليف بناء 43 منتزهاً عاماً في أقل من عامين.  

وقد تم دمج هذه الأداة بالكامل في أنظمة الهيئات المحلية الخاصة بالتخطيط قصير وطويل الأمد. وتعتبر الضفة الغربية وقطاع غزة أول من قام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستغلال نمذجة السناريوهات ضمن ممارساتها الممنهجة، وتلك الخاصة بكل من السياسات الحضرية والتنمية. ويظهر هذا المسعى أنه على الرغم من البيئات المقيدة ضمن المناطق الهشة المتأثرة بالصراع، فإنه يمكن استخدام أدوات التخطيط المبتكر لدعم التخطيط الحضري وتقديم الخدمات العامة للمواطنين.



Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0