دراسة: علاج للسرطان يمكنه تحسين وظائف الكلى الناجم عن بعض الأمراض

دراسة وبحث
الأربعاء, سبتمبر 16, 2020 - 05

أظهرت دراسة بريطانية أن عقارًا تمت الموافقة عليه حديثًا لعلاج السرطان يمكنه تحسين اختلال وظائف الكلى الناجم عن مرضين وراثيين مدمرين يصيبان الأطفال.

وأوضح الباحثون، في دراسة نشرتها دورية "كيدني إنترناشونال" (Kidney International)، اليوم "الأربعاء"، 9 سبتمبر، أن النتائج التي توصلوا إليها تُعد بمنزلة بارقة أمل يمكن أن تقود إلى أول علاج معدّل لمرض وراثي يدعى "دنت 2" (Dent-2 disease)، بالإضافة إلى "متلازمة لوي"، التي تُعد أحد أشهر الاضطرابات الوراثية التي تصيب الكليتين والعينين والدماغ.

وبالإضافة إلى ضعف وظائف الكلى، وهي أبرز سمات مرض "دنت 2"، فإن الأطفال الذين يعانون من "متلازمة لوي" يحتاجون أيضًا إلى جراحة إعتام عدسة العين، خاصةً عند حديثي الولادة، ويعانون أيضًا من نوبات وإعاقات أخرى. ولا يتوافر لهذين المرضين حتى الآن سوى العلاجات الداعمة فقط، مثل المكملات الغذائية والمساعدة في التعلم.

تقول جينيفر جالوب -أستاذ الكيمياء الحيوية في معهد جوردون لأبحاث السرطان بجامعة كامبريدج، وقائد فريق البحث- في تصريحات لـ"للعلم": تُظهر نتائج الدراسة مسارًا محتملًا لعلاج مرض "دنت 2" و"متلازمة لوي"، باستخدام دواء (Alpelisib)، الذي يُستخدم في الأساس لعلاج أنواع معينة من سرطان الثدي.

ووفق "جالوب"، فإن "متلازمة لوي" هي مرض وراثي نادر متعدد الأنظمة، يعاني الأطفال المصابون به من ضعف في الرؤية ويُولَدون مصابين بإعتام عدسة العين، ويعانون من مشكلات في الكلى تؤدي إلى فشل كلوي في نهاية المطاف، بالإضافة إلى تأخُّر في النمو ومشكلات عصبية، على غرار مرض التوحُّد.

وتتابع: هذه المتلازمة تؤثر على طفل واحد من بين 500 ألف حالة ولادة حول العالم، وتُلقي بعبء كبير على الأُسر المتضررة، في حين يؤثر مرض "دنت 2" على الكلى فقط؛ إذ يعاني الأفراد من الفشل الكلوي في سن الرشد.

ووفق الدراسة، تحدث هذه الأمراض النادرة بسبب نقص إنزيم يسمى (OCRL)، الذي يتحكم بشكل طبيعي في تكوين الدهون في أغشية الخلايا، ويؤدي الاضطراب الوراثي إلى تنشيط نظام من الخيوط داخل الخلايا، يُسمى الهيكل الخلوي الأكتيني، في المكان الخطأ. ويُطلق على هذه الحالة "انسداد الأكتين" (The actin blockage)، وتعني أن الخلايا الموجودة في الكلى التي عادةً ما تعيد امتصاص البروتينات المفلترة والعناصر الغذائية الأساسية لا تعمل بشكل صحيح، ما يتسبب في فقدانها في البول.

وتعاون الفريق البحثي لـ"جالوب" مع أوليفر ديفويست -من معهد علم وظائف الأعضاء بجامعة زيورخ السويسرية- لاختبار دواء (Alpelisib) في نماذج الفئران المصابة بمرض "دنت 2" و"متلازمة لوي"؛ بهدف معرفة كيفية تنشيط نظام الأكتين من خلال الاضطراب في دهون غشاء الخلية.

تقول "جالوب": من خلال فهم تفاصيل ما يحدث في الخلايا في أثناء "متلازمة لوي" ومرض "دنت 2"، أدركنا أن هذا الدواء يمكن أن يمنع انسداد الأكتين، وذلك لأنه يعيد توازن تركيبة الدهون، وبذلك يساعد الأنماط الظاهرية الجزيئية والخلوية ويقلل من مستويات البروتينات المنبعثة في البول.

وأشارت إلى أن الخطوة المقبلة لفريقها البحثي، هي إجراء تجربة سريرية على البشر المصابين بـ"متلازمة لوي" ومرض "دنت 2"؛ لمعرفة ما إذا كانوا سيستفيدون من الدواء أم لا.

وتابعت: إذا توافقت نتائج التجارب السريرية المقبلة مع ما جرى التوصل إليه من التجربة التي أُجريت على الفئران، فسيكون هذا الدواء هو العلاج الأول لهذين المرضين، خاصةً أنه دواء آمن، ويُستخدم بالفعل لعلاج أمراض أخرى، ما يعني أن الوقت والتكلفة لتطوير استخدامه في مرض جديد ستنخفض كثيرًا. وهذا مهم؛ لأن "متلازمة لوي" ومرض "دنت 2" من الأمراض النادرة. وابتكار أدوية جديدة عملية باهظ الثمن وتستغرق وقتًا طويلًا، وبالتالي فإن عددًا قليلًا جدًّا من الأمراض النادرة يمكن علاجها حاليًّا.