د. خليل نزال ... فارس يترجل عن صهوة جواده

مقالات عامة
الكاتب: 

الإعلامي فراس الطيرواي

إعلامي وكاتب عضو الامانة العامة للشبكة العربية للثقافة والراي والاعلام - شيكاغو
الثلاثاء, فبراير 2, 2021 - 04

تتغنى الأمم بأمجادها ، وتنشد أجملها كي تبعث العزم من جديد في النفوس ولكي تؤكد على قسم الولاء والانتماء الذي أقسمناه على أنفسنا بأن نبقى الأوفياء للوطن والشعب والقضية،  وللقادة  والابطال الغر الميامين الذين صدقوا العهد والوعد. فحين ينثر المجد ممتزجا بعطر الشهادة فمن الواجب ان نقف وتلك الأمجاد تمسح الجراح ولا بد ان تعانق كلماتنا ومشاعرنا ارواح الشهداء.ولنقرأعليها فاتحة الكتاب. 

ودعونا معا نتذكر ونستذكر مناقب الشهيد الراحل حديثا الاخ المناضل القائد, والكاتب , والعالم , والانسان, والطبيب خليل نزال طيب الله ثراه, وأمطره بشآبيب رحمته واسكنه في عليين مع النبين, والشهداء, والصديقين وحسن أولئك رفيقا. ففي هذه اللحظات, نعيش في بحر متلاطم الامواج تتدافع على شواطىء افكارنا تجتاحنا الهواجس والافكار, ولا نعرف من أين نبدأ حين يكون الحديث عن الشهيد, إنّ كثيرا من الأحداث الجسام تعجز الألسنة عن النطق فيها, وتذهب بالكلمات وتحيلها إلى حشرجات في الصوت, ويصعب على المرء فيها التعبير عن مكنون خاطره . فكيف اذا كان الحديث عن شهيدنا البطل ابن فلسطين البار, وابن مدينة قباطية الصمود والتحدي, وفارساً من فرسان حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" وأمين سرها في بولندا، وكان احد كوادر القطاع الغربي، والتعبئة والتنظيم، وعمل مع امير الشهداء خليل الوزير " ابو جهاد" وقاتل وشارك في معارك الثورة في لبنان ضمن الكتيبة الطلابية المعروفة بكتيبة " الجرمق" ، ودافع عن استقلالية القرار الفلسطيني, وبقي قابضا على الجمر, وعلى العهد والقسم حتى صعود روحه الطاهرة الى باريها نتيجة انتقال عدوى كوفيد 19 اليه لانه كان في الخطوط الامامية في الدفاع عن المرضى والبشرية ضمن اختصاصه في الامراض المعدية والفيروسات، ولكن هذه مشيئة الله وقدره ولا اعتراض على قدره. 
صدقا لم يكن لي شرف معرفته عن قرب ولكن من خلال الاخوة المناضلين والاصدقاء, لمست انه كان رمزاً للكبرياء والعزة, والكرامة والشموخ, والهمة العالية والاقدام منقطع النظير فوجب علينا ان نكتب عن هذا البطل المغوار, وادركت وأنا استحضر صورته في ذهني الآن أن شهيدنا واحد من الذين انبتتهم هذه الارض الطيبة. فلقد كان همه و هدفه فلسطين وبوصلته القدس وان ينعم وطنه وأهله بالأمن والأمان والحرية والاستقلال وكنس الاحتلال الصهيوني البغيض وهذا ديدنه على الدوام لأن خليلاً ومن سار على نهجه فرسان وهم الذين يذكرهم الله – عز وجل – في قرآنه الكريم "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" صدق الله العظيم. 
ختاما : صدق حكيم الثورة عندما قال   " الثوار لا يموتون".  بل من دمائهم الزكية تزهر ثورة, وتبقى سيرتهم العطرة ومسيرتهم  يخلدها التاريخ باحرف من نور. 
 لروح الشهيد البطل د. خليل نزال الرحمة والسلام، ولشعبنا الفلسطيني الابي, ولمحبيه ورفاق دربه, ولآل نزال الكرام بشكل عام, ولزوجته  ولاسرته الكريمة ولاخي وصديقي  د. جمال نزال بشكل خاص الصبر والسلوان وحسن العزاء ، وانا لله وانا اليه راجعون.