رحلت عن عالمنا أمس الجمعه االشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة ، إحدى رائدات الشعر الحر، عن عمر ناهز 92 عاماً، في ولاية كاليفورنيا حيث مكان إقامتها. حيث عاشت أغلب أيام غربتها في الولايات المتحدة بعد هجرتها من العراق...
وتعد عماره ، محطة مهمة من محطات الشعر في العراق ولدت لعائلة عريقة ومشهورة في بغداد حيث عمها صائغ الفضة المعروف زهرون عمارة وكانت ديانة العائلة صابئية ، مندائية عراقية في منطقة الكريمات وهي منطقة تقع في لب المنطقة القديمة من بغداد، وجاء لقبها عمارة من مدينة العمارة حيث ولد والدها.
حصلت على الثانوية العامة في بغداد، وحصلت على إجازة دار المعلمين العالية سنة 1950م، وعينت مدرسة في دار المعلمات. تخرجت في دار المعلمين العالية سنة 1955. وهي ابنة خالة الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد والتي كتب عنها في مذكراته الكثير حيث كانت ذات شخصية قوية ونفس أبية.
من قصائدها المعروفة قصيدة أنا عراقية بمطلعها لا حيث كتبت هذه القصيدة عندما حاول أحد الشعراء مغازلتها في مهرجان المربد الشعري في العراق حيث قال لها:
«أتدخنين.. لا... أتشربين... لا...أترقصين.... لا..ما أنتِ جمع من الـ لا فقالت انا عراقية».
وكانت قد بدأت الشاعرة لميعة كتابة الشعر، في وقت مبكر من حياتها، إذ كانت ترسل قصائدها إلى الشاعر إيليا أبو ماضي، الذي كان صديقا لوالدها، ونشرت لها مجلة “السمير” أول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها، وقد عززها إيليا أبو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأولى من المجلة، إذ قال: “إن في كان العراق مثل هؤلاء الأطفال الشعراء، فعلى أي نهضة شعرية مقبل العراق..”.
ولها سبعة دواوين شعرية، مع ديوان (بالعامية) والعديد من المؤلفات المنشورة وغير المنشورة، ومن مجموعاتها الشعرية الزاوية الخالية، وعودة الربيع، وأغاني عشتار، ويسمونه الحب، ولو أنبئني العراف، والبعد الأخير…
وترأست الراحلة تحرير مجلة (مندائي) التي تصدر في الولايات المتحدة.
غادرت “عمارة” التي ذاعت شهرتها عربياً، بلدها العراق عام 1978 وبعد اغترابها بعدة دول، حطّت الرحال في كاليفورنيا الأمريكية حيث رحلت اليوم.
وكانت الشهر الماضي، قد تعرّضت الشاعرة العراقية إلى وعكة صحية، غابت فيها عن الوعي مدة قصيرة بسبب مشاكل في جهازها الهضمي.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نعاها كتاب وشعراء ومدونون، وأشادوا بمسيرتها الحافلة، وما قدمته لبلدها وللشعر العربي بشكل عام.
إضافة تعليق جديد