زُكْمَان فَرْحَان - قصة للأديب محمد سليم خريبة

الكاتب: 

الأديب محمد سليم خريبة

أديب وشاعر
الأربعاء, يناير 20, 2021 - 17

ذهب السيد / زُكْمانُ بن سَنْدَحٍ الألَوِيِّ ، إلى سوق مدينته ؛ ليتهيأ
ليوم التقاعد، فقد حصل على إجازة عارضة؛ وقصد قلب السوق ،
ليشتري بعض لوازم له، قبل تقاعده بيوم واحد ، فصادف مشكلة :
.............................. فَرْحَانْ أَوِيْ ؟!
زُكْمَانُ اشْـتَاق إلى التَّرَفِ واسـتعجل إخْـــــــــلاء الطــرف
قال:بُكرة خلاص ، امشى بْ كيفي وابتاع عصاية من حنفي
وتنحنـح مرتفعا رأسا وابتســـم ، ينــــــــــــــــــــاوله الثمنا
الرجل افترَّ ، وقالْ : خَلّي ، قالْ: دَا حقكْ ، قالْ لهْ : انضمنَا
زكمان تمايل في تيــه وأزاد له سِــــتينْ فَضَّــــــــــــــــــــةْ
وتأنتخ إذ قالْ : دي حَـلاوِةْ م انا فقت، انا رقت من الخضـة
أنا بكرة خلاص ح ابقَى براحتِي ح اعمل مشاويري بمزاجى
قالْ لُهْ : إزَّاي ؟ قال له : نظــــــــامًا لِمَعَـاش جَـــــاء بإفراج
قال له: اسم سيادتك أيه؟ قالْ لهْ زكمانْ، قامْ بَحْلَق واستعجب
قال له: هو انت بقَى الألوي؟ إخصِـيّ عليك ، إخص ح تتعب
سيقال بأنك تشــــــبِهُـنِي دا انا كنتْ مُديـرْ عــــــامْ شَرِكَتِكُمْ
ستقول مراتُك ـ إن سئلت ـ جوزي بَرَكَتُـــــــــــــــنَا وْبَرَكَتِمْ
بتقاعدي اصطادت زوجي حضرتي ، انصعت لأضَّــادي
فأنا الكنَّاس ، أنا الطَّـاهي ، وأنا الْــــــــــــــكوَّاء لأولادي
إن زرتُ الشمسَ على سـطحي قالت: فتفت عيش للكَّتَاكِيتِ
إن شافَتْ وِشِّيَ ممتعضًــــا قالت : يُهْ ! دَا دِي حَبَّةُُ فَتافِيتِ !
أنا كنت أنادى : يا باشـا وغـــدوت أنادى : عَمِّى الْحَــــــج
أنا قلت: اسْرَحْ وامشي واكسب م انا متتبَهْدَل! انا عقلي وَجْ
يا خِى دهدا دهدا! يا خِي، دهدا فايق؟ وح تِمشي بعصاية؟
أحوالك ــ بُكْرَةَ ــ مَرْمَطَةٌ رُوحْ، رَوَّحْ ، شُوفْ لَكْ هَـوَّاية !
هو انت يا واد جاهل خالص؟! يا عيب الشوم! يادي العيبة
اعقل يا ابو سَـــْنَدَحْ ، وَتَلَحْــلح أنا عاوز اشـــيلك م الخيبة
جت ست ، وقالت : يا بو ألَوِي عمي بيقـول لك ما تغيبشي
ومتى ما عدت من الشغل هات لحمة؛عشان اعمل محشى
تعلا لنا بسرعة؛ عشان تفرح أصل ابنك أَلَوِي جاب مِعْزَةْ
وح تفرح ، بعــــــــــد م تتغدى انا جايبا لك عشــرين وِزَّةْ
قالْ: أيهْ ؟! قالت له: ما تزعلش الوز ح يكبر ؛ ح ندبَّـــــح
ربيها على الســــــطح بتاعنا ويا الكتـــاكيت ، ياللا نروح
أنى ماشية بقى علشان عمي بيعوز طلباته بقى وبسرعة
واولادك خاوتينه يا عينى عن إذنك، يللا، الساعة تسعة
والدك الحج ابتــــــاع لنا ستاشر عجــــــــــــــلا مفطوما
بزريبتنــــا الكبرى وَسَـــــــــعٌ ، فاغتــمَّ ، وبرطم مكتوما
قالت : هيَّـا ، قال: اكتملت قالت: آه يا نى! يادي الورطة
قال البيـاع له : استذوق شيل عنها كرنبــــــة وكام شنطة
الست الزوجة شيلتُـــــــــــــــــــها تحتـــاج لشغلك وياها
ساعدهـــــــا ، ساعد ، لا تكسل طاوعها تكســـــب إياها
هو انت اسم اللا ابن خديوى؟ وللا امك كانت خوجاية ؟
أتظنك عمــــــــدة حِتتكم ؟ جايب خرزانة بعوجــــاية ؟
أتظن معـــاشك فخفخة ؟ يا خِي دِهْدَا ! دِهْدِي ، وَهَأَوْأَوْ
بغدٍ سأراكَ بِحِتَّـــــــــــــتِكُمْ  صِيصًا إن نادينا تصوْصَوْ
فرحان يا خيبتْها بهيافتك ؟ عاوز تتقلـــــــوظ ، تتغدر ؟
يا زكمان ، اسمعنا ، وافهــــــــم عز امبــارح لا يتكرر
أسئلة الناس تصــــــادمنا وتبغضنا في من يسـأل
سيقال : ازَّيَّكَ دلوقتى ؟  يعنى انت بتعرف تتنقل ؟
ربنا يديك حبة عافية حافظ على نفسك واتكلفَتْ
وستسمع أقوالا أخرى  أنكى من هذا أو أزْفَتْ
سيمصمص كل شفتيه كمصاب يشكو أوجاعه
ستظن بأنك فى الموتى ، أو عفنا ترميه الباعة
والعاقل منهم سيبص بص المحزون على هالك
ستضيق بهم وبما يروى راويهم عنك وعن حالك
هَذِي الشِّـيلان لمن ؟ قل لي ! أوَ طُقْــيٌ وَبَرٌ وَبِقُرْصِ ؟!
قم عنِّيَ، تِنْشَكِّ فْ لُوحَكْ ! مَقْمُوصْ؟ ما باخافشِ مْنَ الْقَمْصِ!
رُحْ عَنِّيَّ! كك زيحة تشيلك ! هو انا ناقصك يابْنَ سِي سَنْدَحْ؟
إنَّ تقـــــــــاعد مثلك ذا نحس ! اسْـمَعْ ، واكْتُـــمْ ، لا تِتْنَحْنَـحْ

الأديب و الشاعر الكبير / محمد سليم خريبة
من ديوانه  " نجار وأَلَفْطِي "


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0