تابع العالم باهتمام وشغف الانتخابات الامريكية الرئاسية وحبس انفاسه في انتظار النتيجة حتى مساء امس السبت. وتنفس معظم الناس والسياسيين والدول الصعداء مع اعلان فوز الرئيس المنتخب بايدن. سوى قلة من السياسيين الفاسدين الشعوبيين الذين كانوا يحلمون بفوز ترامب حتى يستكملوا ما شرعوا فيه من فساد وتدمير لمقدرات شعوب وبلدان كثيرة. يتزعمهم في نهجهم التدميري ترامب نفسه يرافقه نتانياهو الذي اعتقد انها فرصته التاريخية لشطب القضية الفلسطينية.
شرع الرئيس الخاسر منذ بداية حكمه في تدمير النظام العالمي والقانون الدولي. فقد انسحب من اتفاقية 6+1 بين الدول الغربية وايران بناء على طلب نتانياهو وانسحب من اتفاقية الحد من الصواريخ متوسطة المدي التي تعرف. ب سالت 3 . كما انسحب من اتفاقية التجارة الحرة وفرض ضرائب على البضائع المستوردة من اوروبا وكندا والصين وغيرها من الدول وخلق بذلك ازمة كبيرة في العلاقات مع الصين وصلت الى مستوى التلويح بالقوة. كما انسحب من معاهدة باريس للمناخ . وانسحب من اوجمد عضويةالولايات المتحدة الامريكيةفي اليونسكو ومن محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي. وسعى الى الغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين .وهاجم واستهتر بمنظمة الامم المتحدة نفسها . وانسحب و هاجم منظمة الصحة العالمية. ولم يبق منظمة دولية دون ان يتعرض لها بالهجوم وتقليص ميزانياتها التي تساهم بلادة في تقديم الحصة الاكبر فيها .
كان الرئيس الخاسر ترامب من اكثر الناس عداء للشعب الفلسطيني. والحق اكبر الضرر بالقضية وبالشعب الفلسطيني وبكل بنيانة السياسي وخاصة مؤسساته القيادية. فقد بدأ بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، ثم نقل سفارة بلاده اليها واغلق القنصلية الامريكية في القدس الشرقية التي افتتحت عام 1885 كنقنصلية امريكية في فلسطين قبل قيام دولة اسرائيل ب 63 عاما وعند قيام السلطة الوطنية الفلسطينية اصبحت معتمدة لدى القيادة الفلسطينية وتقدم خدماتها للجمهور الفلسطيني. كما اغلق ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وطلب من طاقمها الدبلوماسي مغادرة البلاد. وظل يكرر ويعلن عن ما اطلق عليه صفقة القرن التي تبين لاحقا انها تفتيت للضفة الفلسطينية وادامة احتلالها من قبل اسرائيل وتشجيع الاستعمار الاستيطاني فيها وضم الاغوار اي ما يزيد عن ثلث مساحتها لاسرائيل . ولم يكتف بذلك بل قطع كل المساعدات التي كانت بلاده في عهد من سبقوه تقدمها للسلطة الوطنية الفلسطينية بما فيها المساعدات المقدمة لمستشفيات القدس. وعمل على منع اي مساعدة كانت تصل الينا من اشقائنا العرب وهو ما حصل في اسواء واقسى حملة تجويع تعرض لها الشعب الفلسطيني على الاطلاق. وقد وصلت البجاحة بهذا الرجل انه تغنى كيف طلب من الاثرياء العرب ان لا يساعدوا الفلسطينيين ماديا وذلك لانهم اي الفلسطينيين عنيدين. وتآمر مع نتانياهو على وقف اموال المقاصة وهي اموال فلسطينية تجبيها اسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية بموجب اتفاق باريس. مما اوقع السلطة في عجز مالي متراكم جعلها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية نحو شعبهافي ظل ازمة اقتصادية تعصف بالعالم اجمع وانعكست بشكل كبير على الاقتصاد الفلسطيني الناشيئ الهش.
كما انه سرق اموال العرب وظل يحتقرهم ويحتقر زعمائهم ويصفهم بالبقرة الحلوب وغير ذلك من اوصاف ومخاطبات لا تليق برئيس دولة. واجبرهم على الخروج علنا على المبادرة العربية للسلام التي وضعوها هم ودفعهم صاغرين في احضان نتانياهو وحرك بعض الاشرار في اعلامهم كي يشتموا الشعب الفلسطيني ورموزه ونضاله.ومارس ضغطا على العديد من الدول كي تنقل سفارات بلادها الى القدس.. وعمل كانه موظف في مكتب نتانياهو وليس كرئيس القوة الاعظم في هذا العالم.
لو نجح هذا الرجل لاحدث اكبر الضرر في القضية الفلسطينية . وكاد ان يستفرد مع شريكه العنصري الحاقد نتانياهو في ظل تخاذل وتواطؤ عربي وانشغال العالم بمشاكله الصحية والاقتصادية بشعبنا وقيادته ويجهزوا على قضيتنا لردح من الزمان لا نعرف كم يطول.
مخطئ من يقول بانه لا فرق بين ترامب وبايدن. هل سبق لاي رئيس امريكي ان الحق كل هذا الضرر وهو غيض من فيض بقضيتنا؟ لقد كان بوش الاب والابن من الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب ولم يفعل اي منهما ما فعله ترامب.مسيرة ترامب تؤكد ان ما يمكن ان يفعله رئيس الولايات المتحدة الامريكية ليس فقط من 5-10% كما كان يزعم بعض من يدعون المعرفة و( حسن الاطلاع والمصادر) بل يفوق ذلك بكثير .
بايدن وكل رؤوساء امريكا اصدقاء وحلفاء لاسرائيل ولن يسمحوا ومعهم كل اوروبا بشرقها وغربها وبقية العالم الغربي بتهديد امنها. لكن لنا حقوق اقر بها العالم اجمع بما فيها امريكا . وهنا يوجد هامش واسع لاستعادتنا للمبادرة السياسة واعادة جسور الحوار والعلاقات مع الادارة الامريكية الجديدة .
ترامب سقط وسقطت معه( الترامبية )في العلاقات الدولية وهي بالبلدي ( البلطجة) وسياسة ( الخاوات) والاستعلاء والاستعباط وبسقوطه سيجر معه الى الهاوية صغار المستبدين في الحكم والفاسدين وكل من ارتمى في حضنه ورهن نفسه بفوزه .
يحق لنا ان نتنفس وكل العالم الصعداء وان نشعر بالسعادة . فقد سقط اكبر خصم وعدو لشعبنا
إضافة تعليق جديد