سندباد الشعر السعودي الدكتور غازي القصيبي بين الأدب والسلطة

الكاتب: 

نادين الفيومي

مراسلة صحفية
التاريخ: 
الخميس, أكتوبر 1, 2020 - 04

غازي عبد الرحمن القصيبي السياسي الليبرالي، الدبلوماسي، البروفيسور، المحامي، الأديب الروائي والشاعر السعودي، يعد من بين كبار التكنوقراطيين في المملكة العربية السعودية، شغل العديد من الوظائف الهامة في الدولة، كما قدم أعمال أدبية متنوعة جعلته من أهم الأدباء السعوديين. تزوج من امرأة ألمانية الأصل نشأت في البحرين، ولهما فتاة وثلاثة صبية.

ولد القصيبي في منطقة الإحساء السعودية في 2 مارس لعام 1940، وهو أصغر أخوته ورابعهم يصف طفولته بالكئيبة حيث أنه توفى والدته وهو رضيع، ثم تناوب على تنشئته جدته اللينة ووالده الصارم فعاش بين قطبين متعاكسين يرى فيه غازي أن له تأثيرًا إيجابيًا على مسيرته المهنية التي أتت لاحقًا، تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في المنامة بالبحرين، ثم حصل على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة بمصر، والماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم حصل بعدها على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة لندن البريطانية عبر أطروحة قدمها عن اليمن عام 1971

بعد حصوله على إجازة في القانون من جامعة القاهرة، عاد إلى السعودية واشتغل منصب أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض عام 1965، وفي بداياته عمل كمستشار قانوني في مكاتب استشارية في وزارة الدفاع والطيران، وزارة المالية ومعهد الإدارة العامة،و نال منصب عميد كلية التجارة في جامعة الملك سعود عام 1971 بعد حصوله على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة لندن، ثم مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية في 1973، كانت أولى المناصب الرفيعة التي تولاها غازي القصيبي تسلمه لوزارة الصناعة والكهرباء عام 1976، ثم وزير الصحة في 1982، بعدها  انتقل للبحرين وأصبح غازي سفيرًا للسعودية لدى البحرين في 1984، تلاها سفيرًا للسعودية لدى بريطانيا في 1992، ليعود إلى المملكة وزيرًا للمياه والكهرباء عام 2003، ثم وزيرًا للعمل عام 2005، بين إلقاء المحاضرات التعليمية، السياسة والسلك الدبلوماسي برز غازي القصيبي كأهم الأدباء السعوديين، فعلى الرغم من تنوع مهامه وتعددها كان للأدب المكانة الأهم لديه، حيث لجاء لدواوين الشعر والروايات التي تجاوزت الستين مؤلفًا، التي قدمها لتعبر عن مواقفه ومشاعره وآرائه على كافة الأصعدة، يبرز منها الوجه السياسي الذي كان يعارض بعض الأحيان السياسات السعودية وهو من الأمور الغير مسبوقة في المملكة،

أهم ما قدم الأديب القصيبي من أعمال روائية: شقة الحرية، حياة في الإدارة، العصفورية، سعادة السفير، الجنية، العودة سائحًا إلى كاليفورنيا، حكاية حب، وآخرها نشرت بعد وفاته بفترة وجيزة هي أقصوصة الزهايمر، كما برز له من دواوين شعرية "الشرق والصحراء" الذي قام بتقديمه شعرًا باللغتين العربية والإنجليزية الصادر في 1971، وديوانه الثالث "معركة بلا راية" الذي تعرض للكثير من الاعتراض والنقد بحجة انتهاكه للدين والحكم، على الرغم من أن القصيبي أشهر الأدباء في السعودية إلا أن العديد من أعماله الأدبية ممنوعة من التداول والنشر في المملكة، كما قام بترجمة أحد أعمال الكاتب إيريك هوفمان إلى العربية بعنوان "المؤمن الصادق"، وقدم إسهامات الهامة وعديدة في المجال الصحفي من مقالات تنموية وسياسية، كما أسهم بشكل بارز في الأعمال الخيرية والاجتماعية ولعل أبرز ما قدمه في المجال الإنساني هو تأسيس جمعية خيرية للأطفال المعاقين لأول مرة في المملكة، وعمل دون مقابل مادي لآخر 30 سنة من حياته، نظرًا لمسيرة القصيبي الحافلة بالإنجاز والمراكز المفصلية في المملكة السعودية حاز على اعترافات وألقاب عديدة، كوسام الكويت للطبقة الممتازة 1992، ووسام الملك عبد العزيز السعودية وغيرها، كما أن القصيبي غير كثيرًا من ملامح 
الأدب الخليجي على الصعيد السياسي خصوصًا، اعتبر على أثر ذلك من أهم أدباء المملكة السعودية ومن أكثرهم تأثيرًا.

وصف من قبل التكنوقراطيين السعوديين بأنه الرجل الوحيد العظيم في المملكة السعودية. وقد تقى العديد من أعماله مكانه هامة في الأدب السعودي. عرف كأديب عالمي بديوان "الشرق والصحراء" الذي قدمه باللغتين العربية والإنجليزية"أجرى القصيبي عملية جراحية في الرياض كشفت إصابة متقدمة بسرطان القولون الذي أدى إلى وفاته في 15 أغسطس من عام 2010 عن عمر ناهز السبعين عامًا. نشر له بعد وفاته أقصوصة الزهايمر وتم تأسيس جائزة تمنح كل سنتين باسمه للشركات الصغيرة والمتوسطة برعاية مؤسسة الأمير الوليد بن طلال العالمية


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0