سهير القلماوي أول محاضرة في جامعة مصرية

الكاتب: 

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية
التاريخ: 
الثلاثاء, يناير 5, 2021 - 22

سهير القلماوي علامة أدبية وسياسية بارزة مصرية وهي من شكلت الكتابة والثقافة العربية  من خلال كتابتها والحركة النسوية  والمناصرة. كانت من السيدات الأوليات اللواتي ارتدن جامع القاهرة وفي عام 1941 أصبحت أول امرأة مصرية  حصلت على الماجستير والدكتوراة  في الآداب لأعمالها في الأدب العربي .

نشأتها :

ولدت سهير القلماوي في 20 يوليو 1911، حيث نشأت في عائلة تفتخر بتعليم الإناث ولذلك كانت قادرة على الاستفادة من مكتبة أبيها ذات الأعمال الشاسعة بسن مبكر ، وقد ساهم بشكل كبير في تأسيسها ونشاتها الأدبية كلا من  طه حسين ورفاعة الطهطاوي وغيرهم .

وفي ثورة 1919 نشأت سهير القلماوي وسط تأثير السيدات المصريات خلال الفترة التي كانت بها الناشطة النسوية العظيمة هدى شعراوي والشخصية القومية البارزة صفية زغلول حيثعمدت تلك الشحصيات النسوية إلى نقل مناظرتهم إلى الشوارع لإنشاء حركات نسائية بعيدة المدى ركزت على مبادء سهير نسويا . 

دراستها :

ففي عام 1928، تخرجت القلماوي من الكلية الأمريكية للفتيات وكرست نفسها لدراسة الطب كوالدها في جامعة القاهرة. ومع ذلك، وفور تلقيها الرفض، شجعها أبوها على التخصص في الأدب العربي عوضاً عن ذلك.

وفي عام 1929 أصبحت أول فتاة شابة ترتاد جامعة القاهرة وأول امرأة بين أربعين رجل تدرس الأدب العربي ، وخلال وجودها في جامعة القاهرة، تلقت القلماوي الإرْشاد من الدكتور طه حسين الذي كان رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة قام طه حسين بجعل القلماوي مساعدة رئيس التحرير في مجلة جامعة القاهرة عام 1932 وهكذا أصبحت القلماوي أول امرأة برخصة الصحافة في مصر، وخلال فترة دراستها، أيضاً، كانت مذيعة لخدمة البث الإذاعي المصري ، بعدما حصلت على الماجستير في الآداب، تلقت منحة لإجراء البحوث في باريسلشهادة الدكتوراه. عام 1941، بعدما انتهت من رسالة الدكتوراه، أصبحت أول امرأة تحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة.

مشوراها : 

فى عام 1956 اصبحت سهير القلماوى استاذاً للأدب العربى المعاصر ثم رئيسة لقسم اللغة العربية بكلية الآداب فى الجامعة العريقة ولمدة تسع سنوات.

عملت كرئيسة الاتحاد النسوي المصري، وفي عام 1959 أصبحت رئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية ، حيث أسست التعاون بين الاتحاد المصري والاتحاد العالمي للجامعات. أصبحت لاحقاً رئيسة الهيئة المصرية العامة للسينما والمسرح والموسيقى عام 1967 ورئيسة مجتمع ثقافة الطفل عام 1968. 

و ساهمت القلماوي في النضال لأجل حقوق المرأة ليس فقط عبر عملها الأدبي، ولكن أيضاً عبر مشاركتها في مؤتمرات المرأة العربية حيث نادت بمساوة الحقوق ، وفي  عام 1960، كانت رئيسة المؤتمر الدولي للمرأة؛ وفي عام 1961 أصبحت رئيسة أول اجتماع للفنون الشعبية، و شكلت لجنة للإشراف على جامعة الفتيات الفلسطينيات للحديث عن اهتمامها بالقضية الفلسطينية وكان ذلك عام 1962.

وبدأ عملها السياسي عندما دخلت مجال السياسة كعضوة بالبرلمان عام 1958 ومجدداً في 1979 حتى 1984، ورئيسة الإدارة التابعة للهيئة المصرية للنشر والتوزيع حيث عملت على توسيع نطاق القراء وتشجيع الكتاب الشباب والنهوض بصناعة الكتب. وفي عام 1967، أسست أول معرض كتاب في الشرق الأوسط: معرض القاهرة للكتاب  وخلال سنوات عمرها الأخيرة، عملت كرئيسة الهيئة العامة للكتاب من 1967 إلى 1971 وكرئيسة هيئة الرقابة من 1982 إلى 1985.

وضعت رسالة الدكتوراه الخاصة بها والتي تتألف من بحث عن "ألف ليلة وليلة " الأساس لمهمتها النسوية. كانت تهدف لأعداد امرأة جديدة: امرأة ذكية ومثقفة وحكيمة مسؤولة بشكل كامل عن حياتها وأسرتها. امرأة لا تستخدم فطنتها وفضائلها لتتساوى بالرجل، ولكن أيضاً تسعى جاهدة لإعادة تثقيف الرجل لتحظى بالمساواة. ظهرت هذه الرسالة في كتب النقد الأدبي الخاصة بها، في النقد الأدبي 1955، والعالم بين دفتي كتاب 1985. 

صورت أيضاً تراجمها لبعض الأعمال مثل القصص الصينية لبيرل باك (1950) وترويض النمرة لشكسبير (1964) النضالات النسوية وضرورة إعادة تثقيف الرجل.أسست القلماوي أيضاً وأصدرت العديد من المجلات الثقافية التي تطرقت للمواد المعاصرة كالسنيما والموسيقى والفنون. من بين بعض الأعمال البارزة الآخرى الشياطين تلهو (1964)، وأدب الخوارج (1941)، والعالم في كتاب (1958).

تلقى عملها ترحيباً حاراً من النقاد،إعتبرها الكثير بأنها " علامة أدبية بارزة في الحركة الثقافية المعاصرة في مصر".

جوائزها:

تلقت القلماوي جوائز وتقديرات لعملها الأدبي والقيادة والمناصرة من بينها:

1. جائزة مجمع اللغة العربية، لموضوع رسالة الدكتوراه عن (ألف ليلة وليلة)،عام 1954.

2. جائزة الدولة التقديرية في أدب الشباب، وكانت أول امرأة تحصل عليها عام 1955.

3. جائزة الدولة التشجيعية لعام  1955.

4. جائزة الدولة التقديرية في الآداب، تشاركتها مع د. شوقي ضيف عام 1963.

5. جائزة ناصر، المهداة من الاتحاد السوفياتي السابق عام 1976.

6. جائزة الدولة التقديرية في الاداب عام 1977.

7. ميدالية التقدير عام 1977.

8. وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1978.

9. وسام الإنجاز عام 1978.

10. جائزة الدولة التقديرية للآداب.

11. الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987.

بالإضافة لذلك، كرمها معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 1993 للقيام برئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب. عام 1955، وكرمتها محافظة القاهرة في يوم المرأة.

وتعددت مؤلفاتها ومنها :

  • أحاديث جدتي 1935، الطبعة الحديثة بالهيئة المصرية العامة للكتاب 2010.
  • ألف ليلة وليلة 1943، والطبعتان الحديثتان الأولى بالهيئة المصرية العامة للكتاب2010 ،والثانية بالهيئة العامة لقصور الثقافة 2010 ضمن سلسلة ذاكرة الكتابة.
  • أدب الخوارج 1945، والطبعة الحديثة بالهيئة المصرية العامة للكتاب 2010.
  • في النقد الأدبي 1955،
  • الشياطين تلهو 1964،
  • ثم غربت الشمس 1965،
  • المحاكاة في الأدب 1955،
  • العالم بين دفتي كتاب 1985، الطبعة الحديثة بالهيئة المصرية العامة للكتاب 2010م،
  • ذكرى طه حسين 1974، دار المعارف، سلسلة اقرأ، عدد رقم 388،

ترجمت العديد من الكتب والقصص منها: قصص صينية ليبيرل بك ، عزيزتي اللويتا، رسالة أبون لأفلاطون ، وأيضاً عشر مسرحيات لشكسبير وأكثر من 20 كتاباً في مشروع الألف كتاب. ومن أبحاثها: المرأة عند الطهطاوي ، أزمة الشعر.

علاوة على ما سبق كان لها السبق الأول في إنشاء مكتبة في صالة مسرح الأزبكية لبيع الكتب بنصف ثمنها، وأيضا كانت الأولى في تقديم دراسة عن الأدب المصري المعاصر إلى التعليم الجامعي. كما أعطت الفرصة لأكثر من 60 أديباً لتقديم مؤلفاتهم عندما قامت بإصدار سلاسل أدبية سُميت "مؤلفات جديدة"، ومن ناحية أخرى وضعت أسساً للطرق الأكاديمية في تحليل الأدب والفن.

توفيت سهير القلماوي في 4 مايو 1997م


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0