من دواعي قناعتي بكارثة التأثير السلبي لهؤلاء "الدعاة" ؛ أن اقرأ تلك العبارة أو بالأحرى تلك القناعة على لسان أحدِ الشباب "وهو يعبر عن كثيرين من الموهومين والمخدوعين من أمثاله" يقول :
"علمني الحويني وأدبني حسان ورباني يعقوب" .!
فبدلا من أن يقول علمني النبي محمد السماحة، وأدبني القرآن الكريم بحسن بيانه، ورباني والدي فأحسن تربيتي ! تجده متشبثاً بعلم "أبي اسحاق الحويني وأدب محمد حسان وتربية محمد حسين يعقوب" ..! ترك تعاليم مدرسة النبي السمحة المتوجة بالرحمة، وسلوك النبي المتوج بالخُلق العظيم واتبع مدرسة الحويني؛ هجر آيات الرحمة والعدل في القرآن الكريم وركز على آيات التكفير والجهاد وحروب المرتدين وتكفير المُلحدين ومحاربة العلمانيين والمطالبة بالجزية! لم يعبأ بتربيةأبيه الغلبان المكافح "الشقيان" الذي باع كل ما يملك "ولا يملك غير القليل" ثم يقول وهو مُغيب الوعي : رباني يعقوب! وكأنه النبي يعقوب ! أو المهدي المنتظر ! ..
في ظلال هذه الرؤى الوهمية والقناعات المتطرفة تكمن الكارثة، ومن هذا المعتقد المتأصل لديهم كانوا ولا زالوا على اتم الاستعداد للدفاع عن هذه الأفكار حتى الموت ونيل الشهادة كما "أفهموهم" في عمليات انتحارية، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وأن الحور العين في انتظارهم على سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ! فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن : هل مازال هؤلاء المريدون "مُصرين" على هذه العلوم وهذه الآداب وتلك التربية !؟ خاصة بعد أن تنصل منها أولئك الدعاة " أصحاب الفضيلة" "ثلاثي أضواء الفضائيات والمرئيات" رواد الكلمات المعسولة، أصحاب المحاضرات "المسمومة"، والتي كانت بمثابة سيمفونيات ناعمة، أوتارها شعرات لُحاهم التي عزفوا عليها طيلة سنوات السبوبة؛ ألحانا مأخوذة من واقع ظروف الغلابة شديدي الحاجة والعوذة، فغسلت أدمغة العوام وغير العوام، لتتلقفهم قوى خارجية معادية لمصر ولا تريد لمصر الأمن ولا الأمان، فالتحقوا بمعسكرات الإرهاب في كنف تيار "الجماعات الاسلامية والجهاد" وأخيرا داعش الإجرام ! هم ليسوا غير أولئك الذين اشتروا الضلاة بالهدى فما ربحت تجارتهم، نعم اشتروا أوطانا وباعوا وطنهم! فما ربحوا غير الخذي والمذلة . وها هو النظام القطري يستفيق ويعود لرشده ويجدد العلاقات مع مصر ! فما موقف هؤلاء الذين احتموا بقطر وتركيا!؟
كانوا ولا زالوا غير مدركين أن حيلهم ومكرهم منذ أن بدأ تنظيمهم وحتى الآن لم ولن تفيد الإسلام في شيء ولا حتى في مصالهم وأطماعهم السياسية! وأنهم دائما ما يقعون في شر اعمالهم ودفعوا فواتير خبث نواياهم، أضروا بأنفسهم وبدينهم وتسببوا في خراب وأسر وقتل أبرياء من اغلى الشباب من الشرطة والجيش من الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل أمن وسلامة شعبنا وتراب بلدنا الغالي مصر في الوقت الذي كان "قيادات الإخوان" يمرحون في أحضان أعداءنا ..
وسوف يتبين ذلك باستعراض مختصر لتاريخهم عبر محطاتهم مع الرئيس عبدالناصر مرورا بالرئيس السادات ثم انتهاءا بالرئيس محمد حسني مبارك..
ومن خلال ما قرأت أرى أن علاقة الأنظمة الثلاثة بجماعة الإخوان التي اتسمت بالشد والجذب ومفاوضات وتدخلات عبر صفقات ومراجعات! كلها كانت سببا في بقاء هذه الجماعة حتى اقتلعتهم ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ الثورة التصحيحية التي كانت بمثابة الضربة القاضية لقيادات الإخوان . ولازلت عند موقفي : لا أُبرِئ الرئيس عبدالناصر والسادات ومبارك، فثلاثتهم اخطأوا ودفعوا فاتورة صفقاتهم ومفاوضاتهم مع "الإخوان" ودفعنا نحن الثمن ايضا .
ويا ليت شعري . .
إضافة تعليق جديد