" المنحة يا ريس" كانت هذه الصيحة الشهيرة لأحد العمال المصريين في عيد العمال
أثناء الخطاب السنوي للرئيس المخلوع مبارك لا تدعوا للفخر أبدا ( لأن من يمنح يقدر أن يمنع أيضاً )
لكنها ارتبطت بعهده الفرعوني الطويل الذي قام بإذلال رقاب الجميع إلا الأحرار من المصريين الذين صبروا طويلاً جداً مثل صبر الجمال
لكنهم ثاروا في النهاية علي مبارك
ثم علي المعزول مرسي من بعده
وهناك اعتقاد سائد بأن عيد العمال هو تقليد ثوري بدأه الاشتراكيون والشيوعيين في روسيا
وهو خطأ كبير جداً
لأنه بدأ حقيقة في قارة استراليا قبل ما يزيد عن 163 عاماً
وقبل اندلاع الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا نفسها عام 1917 بعد اسقاط حكم قياصرة أسرة رومانوف
ثم انتقل بعدها هذا الاحتفال السنوي الي امريكا وأوروبا وأسيا وأفريقيا
في مصر بدأ الاحتفال بعيد العمال قبل مائة عام تقريباً في عام 1924 حيث نظم عمال الاسكندرية مظاهرة ضخمة لهم
ثم عقد مؤتمر القيت فيه الخطب الحماسية
وظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينات والاربعينيات
لكن بعد قيام ثورة يوليو 1952 اخذت المناسبة شكلا رسميا،
وفي عام 1964 في عهد الزعيم جمال عبد الناصر
أصبح الاول من مايو عطلة رسمية سنوية يلقي فيها السيد رئيس الجمهورية
خطابا سياسيا في احتفال يحضره قيادات الاتحاد العام لنقابات عمال مصر.
ويتقرر فيه صرف منحة مالية لجميع العاملين
ويتم ايضا تكريم قدامي النقابيين بمنحهم وسام العمل ونوط الامتياز في الإنتاج والابتكار
وكانت تقام بطولة الشركات من كل عام في الإسكندرية ( الدورة الصيفية ) مع أنشطة رياضية وثقافية
وتكريم الشركات والمصانع ( المعطلة لسوء الادارة ) كانت تتوج بكؤوس الإنتاج والتميز !!!
عمال مصر اليوم في تحدي حقيقي بعد بيع وتصفية غالبية مصانع القطاع العام للصناعات الثقيلة والاستراتيجية والخفيفة أيضاً
في إطار سياسة الخصخصة ( المصمصة ) في عهد مبارك
الذي هدم ما بناه جمال عبد الناصر من قاعدة صناعية كبري
لمئات المصانع في حلوان والمحلة الكبري وشبرا الخيمة وكفر الدوار ونجع حمادي وكفر الزيات
لكن بعد بيع المصانع حديد خردة وزرعت أراضيها بالأبراج السكنية والمولات التجارية علي النيل
ظلت مساكن عمالها فقط موجودة
بعدما تحولت الي مقاهي وأكشاك ومحلات كشري !
قام مبارك باعطاء الفرصة ودور قيادة اقتصاد السوق لمصانع القطاع الخاص
التي قامت بإنتاج مواد ثانوية مضرة للبيئة سريعة
الربح قليلة العمالة وعديمة الجدوي الاستراتيجية لمصر
مع انشاء مدن صناعية جديدة في ٦ اكتوبر والعاشر من رمضان وفي ١٥ مايو ومدينة بدر والسادات وبرج العرب والنوبارية
وجود الاتحاد العام لنقابات عمال مصر منذ ما يزيد عن 60 عاماً
لم يلبي كل طموحات وأحلام العامل المصري او يعالج آلامه الكثيرة جداً سواء من استغلال القطاع الخاص له وتحميله فوق طاقته
او بسبب السياسات الفاشلة للقطاع العام وقطاع الأعمال من قلة ورداءة الانتاج
ثم إحالة العمال الي المعاش المبكر مع تعويضات هزيلة تذهب سريعاً
نحن نفتقد حالياً الي الاقتصاديين ورجال الأعمال الوطنيين من أمثال طلعت باشا حرب الذي انشأ مصانع وشركات لا زالت تخدم
المصريين ( مصر للطيران وغزل المحلة وغيرها
وعبود باشا ومصانع ياسين للزجاج والبللور
والكثيريين غيرهم ممن أفادوا واستفادوا من خير مصر
بدلاً من طبقة الأثرياء الجدد ورجال الأعمال الانتهازيين الذين
لم يكتفوا بالمال والنفوذ
بل طمعوا في السلطة والسياسة أيضاً
مثل أحمد عز وإبراهيم كامل وغيرهم من فلول نظام مبارك
وكان كذلك خيرت الشاطر وحسن مالك وصفوان ثابت وغيرهم من نظام مرسي المعزول
الرئيس السيسي استبق عيد العمال 2019 قبل استفتاء التعديلات الدستورية
بإصداره قرارات إيجابية لصالح العمال
برفع الحد الادني للأجور الي 2000 جنيه
ثم رفعه مرة أخري عام 2021 الي 2400 جنيه
كذلك رفع الحد الادني للمعاشات
وزيادة شهرية للأجور بنسبة 15%
مع شهادة التأمين "أمان"
ضد إصابات العمل والحوادث
تحية وطنية وتعظيم سلام لعمال مصر في عيدهم واحتفالهم الحقيقي يكون برفع الهمة والعزيمة وزيادة الجهد والعرق والانضباط وزيادة الإنتاج
في منظومة العمل الناجحة للحقوق والواجبات ولتطوير جودة المنتجات المصرية
حتي نشرب من مياه نهر نيلنا
ونأكل مما نزرع
ونلبس ونسكن ونركب من مانصنع ،،
حينها فقط تعود مصر بلد الحضارة ونكون حقاً أحفاد بناة الأهرام ،،،
كل عام وانتم ومصر بخير
يا عمال وشباب مصر اتحدوا
إضافة تعليق جديد