فرح الأفريقية قائدة ناسا على المريخ

الكاتب: 

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية
التاريخ: 
الأحد, فبراير 21, 2021 - 21

 المهندسة الكندية من أصول إفريقية، فرح علي باي، أصبحت حديث الإعلام بعد تصريحاتها لموقع (tvanouvelles) الكندي عن طبيعة مهمتها في قيادة المركبة الأمريكية "برسيفيرانس"  من الأرض إلى المريخ .

فرح تنتمي لأبوين من مدغشقر هاجرا إلى كندا،وصرحت إنها ستقوم بتكييف جدولها الزمني مع جدول الكوكب الأحمر، حيث تكون الأيام أطول بحوالي 40 دقيقة، وستقوم مع فريقها العلمي في أول 20 يوما، بفحص جميع الأدوات للتأكد من أن المركبة سليمة، قبل أن تبدأ في مهمتها العلمية، حيث ستعمل على برمجة الروبوت، أو المركبة، في ساعات الليل حسب التوقيت المريخي، حتى تتمكن المركبة من إنجاز مهمتها في ضوء النهار والتقاط الصور والتجول في الفضاء.

وتعمل فرح وفريقها على وضع المركبة في حالة نشاط منخفض ليلا، حيث يستخدمون الطاقة لتدفئتها وإبقائها تحت التشغيل طوال ليلة مريخية، كما أنها ستقوم أيضا بتنسيق عمليات طائرة الهليكوبتر "Ingenuity"، التي ترافق المركبة الجوالة في مهمتها.

وتوضح  أنهم أثناء القيام بذلك يراعون أن الاتصال بين الأرض والمريخ يستغرق ما بين 20 و30 دقيقة ذهابا وإيابا، مضيفة أن الهدف الأساسي من هذه المهمة أخذ عينات التربة من سطح المريخ، ليتم لاحقا إطلاق جهاز خاص سينقل العينات إلى مدار المريخ، حيث من المقرر أن تستلمها منه مركبة أخرى في عام 2026، يتعين عليها نقل العينات إلى الأرض في الثلاثينيات من القرن الحالي.

نشأتها : 

ففي حديثها للموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، فإن والديها وُلدا في مدغشقر، وغادراها خلال الاضطرابات المدنية للهجرة إلى كندا.

ولدت فرح ذات 33 عاما في مونتريال بكندا، وذهبت إلى المدرسة الثانوية في مانشستر بإنجلترا، والتحقت بالجامعة في كامبريدج بإنجلترا.

وقد وقعت في حب الفضاء عند مشاهدة أبولو 13 عندما كان عمرها 8 سنوات ، وتقول : "ما أدهشني لم يكن فقط الامتداد الشاسع للفضاء ومخاطره، بل اجتماع فرق المهندسين معًا لحل ما بدا أنه مشاكل مستعصية على الحل، وأتذكر مشاهدتهم وهم ينجحون وأعلم أن هذا هو نوع المهنة التي أرغب في متابعتها، مهنة يمكنني فيها استخدام الإبداع والمعرفة والعمل الجماعي لتعزيز استكشاف الفضاء، وبصفتي مهندس أنظمة اليوم، بات حل المشكلات التي تبدو غير قابلة للحل جزءا من حياتي اليومية وشيئا يسعدني القيام به".

والداها هما من ساعداها على إكمال مشوارها فقالت : "كبرت، وشجعاني دائمًا على متابعة أحلامي، وكانا قدوة لي، وأظهرا لي أنني أستطيع تحقيق كل ما أفكر فيه، فقد ضحى والداي كثيرًا أيضًا للتأكد من أنني أستطيع الحصول على تعليم جيد وأنني دفعت نفسي إلى أقصى ما لدي من قدرات، ولا يزال تأثيرهما واضحًا جدًا في داخلي اليوم".

ناسا وتحقيق الحلم :

فدراسة هندسة الفضاء الجوي في جامعة كامبريدج، وحصولها على فرصة رائعة للمشاركة في أكاديمية ناسا، وهي واحدة من العديد من الدورات التدريبية التي تقدمها ناسا في مركز جودارد لرحلات الفضاء (GSFC) بعد أن أنهت درجة الماجستير.

ثم الحصول على درجة الدكتوراه في هندسة النظم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

ثم واصلت التدريب في وكالة ناسا، وهذه المرة في مختبر الدفع النفاث(JPL)، لمتابعة أنشطة المكان الرائعة من هبوط مركبات بحجم سيارات الدفع الرباعي على المريخ إلى إبحار المركبات الفضائية حول الكواكب الأخرى، لذلك عندما عُرض عليها الانضمام إليهم بدوام كامل، لم تتردد ثانية واحدة لتقول (نعم) على الفور

المهنة وطبيعتها : 

وظهر شغف فرح بمهنتها واضحا عند سؤالها عن طبيعة وظيفتها، حيث أجابت باسترسال قائلة: "بصفتي مهندسة أنظمة، أصف نفسي بأنني (صاحبة المهن المتعددة)، فعند العمل على مقترحات المهمة ومفاهيم المهمة المبكرة، يتمثل دوري في المساعدة في تصميم المركبة الفضائية الأولية من خلال مساعدة خبراء النظام الفرعية المختلفين (على سبيل المثال: الحرارية، والاتصالات، والطاقة) مع الحفاظ على قدرة مركبة الإطلاق والمركبة الفضائية".

وتابعت: "أحد الاقتراحات التي استمتعت كثيرًا بالعمل عليها هو إرسال مهمة شمسية إلى زحل تهدف إلى البحث عن الحياة في قمر إنسيلادوس التابع لكوكب زحل، وفي زحل، توفر المصفوفات الشمسية الكبيرة طاقة كافية فقط لإضاءة ما يعادل 3 مصابيح كهربائية، ويمكنك أن تتخيل أن تصميم مركبة فضائية تقوم بتجارب معقدة بمثل هذه القوة القليلة ليس بالأمر السهل".

وأضافت: "في الآونة الأخيرة ، كنت أعمل كمهندس أنظمة الحمولة في مركبة الإنزال ( إنسايت)، وتطلق مقياس زلازل فائق الحساسية ومسبار حراري ذاتي الطرق على سطح المريخ من أجل دراسة باطنه وفهم كيفية تشكله، وكمهندس أنظمة الحمولة، تضمن دوري التأكد من إجراء اختبارات الأنظمة المناسبة وتحليل البيانات الناتجة من أجل التحقق من أن (انسايت) سيكون قادرًا على تحقيق أهدافه العلمية بمجرد هبوطه على سطح المريخ".

 مواصلة مشوارها التعليمي:

ولا تشعر فرح رغم ما وصلت إليه، بأنها حققت شيئا، وتقول: "لا يزال هناك الكثير لأتعلمه وأنا أتطلع بشدة لمواصلة التعلم كجزء من حياتي المهنية في وكالة ناسا التي تعد رائدة في استكشاف الفضاء وتدفع فهم البشرية لكوننا كل يوم، وأنا متحمسة لكل الاكتشافات التي ستتم خلال فترة وجودي هنا، من فهم أصول كوننا إلى العثور على الحياة على أجسام كوكبية أخرى".

وتنصح المهندسة من أصول إفريقية من يريد أن يسلك نفس مسارها الوظيفي بعدم الخوف من أحلامه وعدم الاستسلام، وتقول: " لقد عملت بجد ومثابرة، ووصلت في النهاية إلى حيث أنا على الرغم من العديد من العقبات على طول الطريق، وخلال هذا الطريق لا تنسى رغم الصعوبات أن تستمتع بما تفعله، فشغفي باستكشاف الفضاء هو الذي ساعدني في الحفاظ على الحافز، وهذا يجلب لي السعادة كل يوم أتيت فيه إلى العمل".

وفي النهاية نختتم بقولها عن حبها لهوايتها : " مثل العديد من المهندسين ، أحب أن أكون في الهواء الطلق وأذهب للتنزه والتخييم بشكل منتظم، وأنا أيضا أستمتع برفع الأثقال وركوب الدراجات، وأحب رياضة هوكي الجليد، كما أشارك أيضًا بانتظام في مجموعة متنوعة من أنشطة التوعية، بما في ذلك إلقاء المحاضرات وتوجيه الطلاب والتدريس في معسكر الفضاء".


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0