فلسطين الحكاية (4)..فارس والرومان

الكاتب: 

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية
الثلاثاء, يونيو 22, 2021 - 13

منذر : لقد شاهدت موقعا يذكر فيه أن بلادنا كانت تحت إدارة الرومان والفرس .

فالتفت له المعلم زياد : بالطبع يا صغيري فكانت بدايات للصراع والحروب فبداية كان الفرس وكما هو معروف أن ذلك يقبع لحقبتين زمنيتين فاستمعوا يا أحبابي ....

550 ق.م – 330 ق.م: الامبراطورية الفارسية وعهد الاسكندر المقدوني:                 

تعتبر هي الوارثة لآشور بفعل ملوكها الأوائل "كورش" و"قمبيز" و"داريوس" وامتدت هذه الإمبراطورية من بحر إيجة في الغرب إلى حدود الهند في الشرق ومن جنوب مصر إلى البحر الأسود وجبال القوقاز في الشمال.

وقسم دارويوس الإمبراطورية آنذاك إلى (20) ولاية وعلى كل منها والٍ، وفلسطين كانت جزءا" من الولاية الخامسة التي عرفت باسمها الآرامي "عبر نهرا" أي "ما وراء النهر " والمقصود نهر الفرات و تضم بلاد الشام كلها بما فيها سوريا وفينيقيا وقبرص.

330-63 ق.م:                                                     

اجتاز الإسكندر المقدوني سنة (334 ق.م) البحر من اليونان قادماً إلى آسيا الصغرى وأحرز أول انتصار على الفرس في معركة غرانيكوس Granicus، وفي السنة نفسها انتصر على ملك فارس في أيسوس في كيليكيا، واتجه بعد ذلك جنوباً نحو سواحل بلاد الشام رغبة منه في تدمير الأسطول البحري الفينيقي الذي كان  يعتمد عليه الفرس في شرق البحر المتوسط فاجتاز جبال طوروس وعمّر مدينة مرياندوس Miriandos وهي الإسكندرية الحالية وأرسل فرقة من جيشه إلى دمشق فاحتلها،وسار بعد ذلك على الساحل الشامي واستولى عليه في (خريف 332ق.م) وبعد وفاته مرت الإمبراطورية بحالات عديدة من الحروب والنزاعات الداخلية على الحكم وأدى هذا إلى إقامة دولتين هما السلوقيون في بلاد الشام والبطالمة في مصر.    

ففي سنة (175 ق.م) قامت في فلسطين حرب المكابيين ضد السلوقيين وهي الحرب التي استمرت أربعين سنة وانتهت بقيام الأسرة الحشمونية التي قضى "بومبي" عليها سنة (63 ق.م)عندما  احتل القدس، فأصبحت فلسطين عندئذ جزءاً من الدولة الرومانية كما الحال في بلاد الشام.

وعن الرومان:

بدأ الرومان بالتدخل في شؤون الدولة السلوقية منذ بداية القرن الثاني قبل الميلاد وذلك بسبب الضعف والوهن الذي أصابها على أثر الحروب الخارجية التي دخلتها وانتصارهم على "انطيوخس الثالث " في معركة فغنيزيا (190ق.م).                           

يذكر المؤرخون أن الجيوش الرومانية وعلى رأسها القائد "بومبي" دخلت بيت المقدس بعد حصار وقتال شديدين في (63 ق.م) وقد فقدت المدينة الكثير من سكانه، واعتبرت فلسطين وغرب سوريا ولاية رومانية، وعين "سكاوروس" أول والي عليها، وفي سنة 57ق.م، تولى "غابينيوس" ولاية سوريا، وأعاد التنظيم الإداري لمنطقة بيت المقدس. ثم عين "كراسوس" والياً على سوريا سنة 54 ق.م، وهو عضو فيما عرف بالحلف الثلاثي لتقسيم الحكم في الدولة الكبيرة وهم "بومبي وقيصر وكراسوس" ومن ثم نشب خلاف بين بومبي وقيصر، فجاء حدث اغتيال يوليوس قيصر وتم وضع أحد المتآمرين عليه وهو "كاسيوس" والياً على سوريا (44-42 ق.م)، وفي عام (42 ق.م) انتصر أنطونيوس وأكتافيوس على قتلة يوليوس قيصر، وبعد ذلك تم تعيين "هيرودس" ملكاً على منطقة بيت المقدس وفلسطين، وقد استمرت فترة حكمه من (37-4 ق.م). وبعد أن توفي هيرودس كان قد أوصى بأن يكون (أنتبياس) في القسم الأكبر من فلسطين، واستمر ذلك من 4 ق.م حتى39 م، ويذكر أنه اتخذ من طبريا عاصمة له، وفي عام (41 م) أصبحت فلسطين بكاملها ولاية رومانية.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0