فلسطين الحكاية (5)...العهد المسيحي بالأرض

الكاتب: 

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية
الجمعة, يوليو 2, 2021 - 19

في هذا اليوم قرر المعلم زياد لقاء أحبته ليس صباحا ولاكن مابين فترة اذان العصر وحتى المغرب ليحكي لطلابه عن الفترة التي عاشها سيدنا عيسى عليه السلام في تلك البقاع الطاهرة المباركة فيسردها لهم من واقع كتب التاريخ الموثقة قائلا :

ولد السيد المسيح عليه السلام في بيت لحم سنة 4 ق.م، وقسمت هذه الفترة إلى ثلاثة أدوار:  

- الدور الأول هو الذي تلا أيام المسيح مباشرة والذي يسمى عصر الرسل (30-95م).                                                        

- الثاني يمتد نحو قرن من نهاية القرن الأول إلى أواخر القرن الثاني.

- وينتهي الثالث باعتناق الامبراطور الروماني قسطنطين المسيحية بتأثير من والدته القديسة هيلانة سنة (312م).         

قامت في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي ثورة داخلية ضد روما على يد أميري تدمر "أذينه" وقرينته "زنوبيا" بعده، وقد أتيح لـ "اورليان" أن يضع حداً لهذه المحاولة سنة 272م وكان ذلك على حساب تدمر.              

وفي سنة 395م انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، شرقية وغربية، كما أورث "ثيودوسيوس" أحد ابنيه ويدعى "اركاديوس" الجزء الشرقي، وأوصى أن يكون حاكما مستقلاً فتولى الأمر ما بين عامي (395-408م) وأورث الابن الثاني (هنوريوس) الجزء الغربي فحكمه مستقلاً كذلك من (395-423). 

وقد تولى بعد قسطنطين وحتى سنة (527م) ما يقارب من سبعة عشر امبراطوراً، بينهم أربعة كانوا مغتصبين للعرش.   

ويذكر أن "جستنيان يوستينوس" الثاني تولى العرش البيزنطي في الفترة (565-578م) و(طيباريوس الثاني) (578-582م) وموريس (582-602م) و"فوكاس"  (602-610م) وهرقل (610-641م).                                           

وكانت الحروب بين البيزنطيين والساسانيين تشتد تارةً وتهدأ تارة، وكانت تعقد بين الدولتين معاهدات واتفاقات صلح متعددة لا تلبث أن تلغى وتنشب الحروب مرة أخرى بين البلدين.

ففي السنوات من (610-622م) كان الفرس يقومون بهجمات على الروم وانتصروا في حملاتهم، فنهبوا أنطاكيا ودمشق وبيت المقدس عام (614م) واستولى "ابرويز" على الصليب المقدس، ولكن الحروب المستمرة، فضلاً عن أشياء أخرى كانت قد أنهكت الدولتين فلم تستطيعا الوقوف أمام العرب الذين قضوا على الدولة الساسانية وانتزعوا بلاد الشام ومصر من البيزنطيين وكانت المعركة الفاصلة هي معركة اليرموك في العام الخامس عشر للهجرة (636م).

مسيحيون فلسطين :

معظم مسيحيو الأراضي الفلسطينية متواجدون في الضفة الغربية حيث يصل عددهم إلى 51.000 ألفا منهم 10 آلاف في القدس ، في حين أن عددهم في قطاع غزة هو في حدود 3.500 مسيحي فقط. وفي داخل الخط الأخضر (فلسطين 48 ) يوجد ما يتراوح بين 144,000 إلى 196,000 مسيحي يمثلون 2.1 - 2.8 % من سكان إسرائيل، أو ما يعادل 8.8% من عرب إسرائيل .

من الناحية العرقية فإن المسيحيين الفلسطينيين بشكل عام ينحدرون في الأصل من خليط من العرب المسيحيين الذين سبقوا الإسلام (الغساسنة)  ومن السريان والأرمن والبيزنطيين  والأوروبيين الصليبيين.

غالبية مسيحيي فلسطين يتبعون كنيسة الروم الأرثوذوكس في القدس  (كنيسة القدس للأرثوذكس اليونانيين), إحدى الكنائس الأرثوذكسية  الستة عشر. كما أن هناك العديد من الطوائف الأخرى مثل الموارنة والسريان الأرثوذكس  و الروم الكاثوليك والسريان الكاثوليك والأقباط والبروتستانت .

70% من مسيحيي القطاع هم من الأرثوذكس و يتبعون مرجعية القدس أما الباقي فهم من الكاثوليك و يتبعون مرجعية روما. يقوم النائب حسام فؤاد كمال يعقوب الطويل المنتخب عن دائرة غزة و الذي يشغل منصب أمين سر مجلس وكلاء الكنيسة العربية الأرثوذكسية بغزة بتمثيل المسيحيين في المجلس التشريعي الفلسطيني .

تشير التقديرات أنه قبل إنشاء إسرائيل عام 1948 كانت نسبة المسيحيين الفلسطينيين مابين 13% إلى 20% من السكان تقديريا، لكن هذه النسبة انخفضت تدريجياً بفعل الهجرة المكثفة وتدني معدلات الإنجاب في أوساط المسيحيين مقارنة بالمسلمين لتصل إلى نسبتهم الحالية ، وسنتحدث في لقاءنا القادم عن الأملاك التاريخية المسيحية بفلسطين وكيف يتم سرقتها....فإلى اللقاء مع حكايتنا رقم 6 من فلسطين الحكاية.

 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0