هناك أمر هام جداً وفى غاية الخطورة أحياناً ، وهو لغة العيون ، وهى اللغة الحقيقية للنفس البشرية ، وتكشف الحقائق ، ومدى أهميتها عند الرجل والمرأة .
وهذه اللغة عند المرأة أكثر وضوحاً وأهمية من الرجل ، لأن المرأة دائماً ما تبحث عن صدق الحب والدفء والأمان والحنان ، وليس بسطحية معظم الرجال - ليس كل الرجال - لأن الرجال يشغلهم الشكل الخارجى للمرأة... أكثر من العمق الداخلى للنفس البشرية ومحتواها ، وما هو مرسوم تحت جلدها من حقائق تكون هى الأهم ، أما المرأة فنادراً ما يهمها الشكل الخارجى للرجل فى هيئته ، بقدر ما يكون رجلاً يمتلك عناصر الرجولة الحقيقية ، ولا تنظر إلى العين إلا إذا كانت تحب بحق ، أما غالبية الرجال ينظرون ويحدقون نظرهم بغرض أشياء أخرى غير الإحساس الروحى والأشمل للشخصية الأنثوية .
الأمر الثانى والأكثر خطورة وهو حال لغة العيون قبل الزواج وبعد الزواج ، والفتور الذى يشوب العلاقة الزوجية بعد الزواج لمعظم الناس .
والأمر من وجهة نظرى له عوامل ومحددات كثيرة ، أهمها العامل الفسيولوجى ، والعامل الدينى ، والعامل النفسى .
فلنبدأ بالعامل الدينى وهو الأكثر أهمية ، حيث أنه إذا تعمقنا فى ديننا جيداً وبحثنا فى شقية ، القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة ، لوجدنا أن العلاقة الزوجية من أهم وأخطر العلاقات على الإطلاق ، وأنا دائما ً برغم أننى رجل ، ولكننى كثيراً ما أوجه اللوم للرجال ، حيث أنهم يجهلون المعنى الحقيقي للمرأة ، هذا الكيان الإنساني الرقيق والأهم فى حياتنا .
فالمرأة كانت ثانى وصايا النبي عليه الصلاة والسلام فى خطبة الوداع بعد الصلاة ، وهذا لأهمية دور المرأة المحوري فى الحياة الإنسانية ، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم ما سيفعله الرجال من تجاوزات فى حق المرأة وفى علاقاتهم بزوجاتهم ، فالمرأة هى أجمل وعاء للحب وليس مجرد وعاء شهوة وإنجاب ، وإذا كانت الغرائز خلقت فينا ، فهى للحفاظ على الجنس البشري والتكاثر بالطريقة المشروعة ، ولا تكون العلاقة الجسدية هى المحور الأساسي الذى تبنى عليه العلاقة الزوجية ، والرجل بقوامته للمرأة علّهُ يعلم كيف تكون القوامة الصحيحة كما عرفها لنا ديننا الإسلامي الحنيف .
أما من الناحية النفسية والفسيولوجية ، فهما أمران متداخلان ، فالرجل والمرأة قبل الزواج ، يبدوان وكأنهما يبحثان عن أمر مجهول ، وكل طرف يبحث عن المجهول فى الآخر ، وخاصة الأمور الجسدية وهى غالباً ما تكون تحت التأثير الفسيولوجي ، والرغبات المدفونة ‘ وعندها تظهر على السطح مشاعر غير عميقة ، نتيجة للبحث عن المجهول والرغبات التى تظهر على أنها لهفات الحب ، ولكنها مشاعر سطحية.
بالتالي تكون لغة العيون يصحبها غشاوة لعدم العمق الروحي والديني فى علاقة ما قبل الزواج ، وعندما يحدث الزواج ويصل كل طرف إلى المجهول فى الآخر وخاصة الرجل ، نجد أن الأمر اختلف تماما ً ، وكأن الحب الذى كان لم يكن ، ومثال ذلك ما اسميه أنا دائماً بالحب المؤقت ، فنجد أن الرجل عندما يكون فى حاجة جسدية لزوجته فيشرع فى دلالها وغير ذلك وقد يأتى لها بالهدايا ، ليصل الى ما يحتاج ، وبعدها نجد البرود العاطفي والروحي ، ومن ذلك يتضح أن هذا الدلال والحب ما هو إلا أمر سطحي ليس له جذور يبنى عليها ، والحب فى هذه الحالة ليس حباً .
مما سبق نجد أنه لو بنيت العلاقة بين الرجل والمرأة على ما أشرنا إليه من معرفة أصل العلاقة الزوجية وأهميتها ، والأسس التى نعمقها فى أنفسنا عند التفكير فى إنشاء هذه العلاقة الأهم فى حياتنا ، ما كان هناك اختلاف فى لغة العيون قبل الزواج عنها فيما بعد الزواح ، ولاستمر الدفء والأمان العاطفي والروحي يزين هذه العلاقة ، والتى منها تنشأ أسرة مستقرة ومجتمع ناجح
إضافة تعليق جديد