الشاب اليمني "سليم محمد"، في العقد الثالث من عمره، أحد ذوي الهمم الذين شقوا طريقهم في الحياة العملية والاجتماعية، دون أن تعوقهم ظروفهم الجسدية.
ولد في مدينة عدن جنوب اليمن، بمرض شلل الأطفال؛ الذي تسبب بإعاقته حركيًا، منذ أن كان في ربيعه الخامس.
غير أن سليم لم يستسلم، ومضى في حياته، مستكملاً تعليمه ودراسته الابتدائية والإعدادية، حتى أبهر كل من حوله، وفرض على القريبين منه تسميته بـ"سليم السليم".
وهو الآن يمتلك شهادات علمية وتدريبية في عدة مجالات، أهمها في مجال الحاسوب والبرمجيات، والتي تفوق فيها بدرجة امتياز ، ليؤكد أن الإعاقة لن تمنعه من الحياة، ولن تصادر حقه في العيش بشكل طبيعي.
أصبح سليم "سليمًا" بعقله وذكائه وحديثه، ونقاشه، وملاذًا وملجئًا لشباب منطقته ولكل من ينشد الرأي والبصيرة والتوجيه.
فهو يعمل حاليًا كمساعد خاص لمدير المكتبة الثقافية بنادي الشعلة الرياضي والثقافي في مديرية البريقة بعدن، ويذهب بشكل شبه يومي إلى المكتبة لفتح أبوابها أمام القراء.
كما أنه ينهل هو الآخر مما تجود به هذه المكتبة، ويبدأ يوميًا رحلته الخاصة بين رفوفها، وفي ثنايا الكتب؛ لإضافة أحدها إلى قائمة المراجع التي قرأها.
يناشد أصدقاء سليم والمقربين منه، السلطات الحكومية في مدينة عدن اليمنية، للاهتمام بسليم وأمثاله ممن يكافحون ويجتهدون.
خاصةً في ظل الحرب التي تعيشها اليمن، والتي فرضتها المليشيات الحوثية على البلاد، وحولت حياة اليمنيين إلى جحيم.
فأحلام سليم ليست مستحيلة، بل هي بسيطة تمامًا كبساطة نفسه المجتهدة والمكافحة، فهو لا يطلب أكثر من وظيفة مدنية، تضمن له ولأسرته دخلاً ثابتًا يعينهم على نوائب الدهر.
إضافة تعليق جديد