مُوَاجَهَةٌ

الكاتب: 

الأديب محمد سليم خريبة

أديب وشاعر
الأربعاء, مايو 19, 2021 - 16

     عَجَبًا يُقَالُ عَن الْحُقُوقِ وَيُسْمَعُ!  أَيُظَنُّ مَنْ كَشَفَ الطَّوِيَّةَ يُخْدَعُ؟
     أَسِفَ الضَّمِير، فَلَا يَرَى أَمَلًا مَدًى   تَلِدُ الْحَقَائِقُ فِى مَدَاهُ وَتَرْتَعُ
     أَسَفَا عَلَى أُمَمٍ يَظُنُّ غُــــرُورُهَا  جَلَدَ الْأَعِـــــــزَّةِ يَعْـتَرِيهُ تَنَطُّعُ
     خُدِعَ الَّذِينَ تَقَـوَّلُــــوا وَتَحَــايَلُوا  وَتَخَيَّلُوا خُــدَعَ الذَّرَائِعِ تَنْفَعُ
     زَعَمُوا ادِّعَاءَهُـمُ الَّلئِيــمَ يُنِيلُهُمْ  ذِمَمَ الثِّقَاتِ ، وَخَابَ مَا يُتَوَقَّعُ
     بَذَرُوا النِّفَاقَ، فَهَلْ سَينْبتُ؟ إِنَّهُمْ  حَسِبُوا الْمَكَارِمَ عِنْدَنَا تَتَشَيَّعُ
     فُتِنُوا بِوَهْـمِ دَهَـائِهِمْ وَغُرورِهِمْ  حَسِبُوا الْفِرَاسَةَ تُحْتَوَى وتُطَبَّع
     فَتَشَــنَّجَ الْمُتَعَصِّبُــــونَ لِأجْلِهِـْم   وَتَصَايَح الْمُتَوَتِّرُونَ، وَقَعْقَعُوا
     جَهِلُوا الْعَوَاقِبَ فَالْغُرُورُ يُزِيغُهُمْ  لِـيَحُطَّهُمْ بِمُرَادِهِـمْ؛ لِيُجَرَّعُوا
     وَتَذَرَّعَ الْمُتَقَـوِّلُـــــــونَ بِأَنَّهُمْ  خَطَرُ الْحِجَارَةِ هَالَهُمْ ، فَتفَزَّعُوا
     نَشطَتْ مَدَافِعُهُمْ تَصُبُّ لَهِيبَهَا  حِمَمًا ، بِغَـيْظ مُـثِــيرِهَا تَتَوَزَّعُ
     طَعَنُوا الصَّبِىَّ ، فَلَمْ يَكِلَّ مُنَاضِلًا  فَعَلَا، وَقِيلَ بِأَنَّ طِفْلِىَ أَشْجَعُ
     فَإِذَا الطُّفُولَةُ تَسْـتَخِفُّ بِكِبْرِهِمْ   وَإِذَا الْعُـتُلُّ مِنَ الْحَصَاةِ يُرَوَّعُ
     وَإَذَا الْمَقَالُ بِأَنَّ مَنْ أَلْقَى حَصًى  زَرَعَ الْمَخَاوِفَ لِلْيَهُودِ وَيَزْرَعُ
     سَلِمَتْ يَدٌ رَمَت الْحَصَاةَ فزَلْزَلَتْ  صَلَفًا ، فَخَرَّ ، وَلَمْ يَزَلْ يَتَوَجَّع
     أَيَظَلُّ مَوْطِنُهَا الشَّرِيفُ بِمَحْبَسٍ  وَيُنَالُ مِنْهُ وَيُسْتَبَاحُ ، وَتَخْنَعُ ؟
     أوَ يُرْعِبُ الْوَلَدُ الصَّغِيرُ شِدَادَ مَنْ  لَهُمُ السِّلَاحُ، وَبِالنِّبَالِ يُشَنَّعُ ؟
     أَيُقَـالُ نِبْلَتُــهُـمْ تَزِيــدُ ضَــرَاوَةً ؟  أَلِأَجْلِ نِبْلَتِهِمْ يُصَوَّبُ مِدْفَعُ ؟
     أَيُلَاحِقُونَ صِـبَا الْبَرَاءَةِ جَهْرَةً  وَيُقَتِّلُونَ ، وَمَنْ يُدِنْ فَسَيُقْمَعُ ؟
     أَوَ يَسْتَجِيرُ مِنَ الصَّبِىِّ فَتِيُّهُمْ؟ عَجَبًا لِمَنْ هَتَفُوا بِذَاكَ وَجَعْجَعُوا
     أَسَفَا عَلَى دُوَلٍ تُؤَيِّدُ سِفْلَةً  وَتُعِيـــــنُهُـمْ ، وَبِذَلِـكُـمْ سَتُضَيَّعُ
     أَيُقَالُ إِنَّ إِلَى السَّلَامِ سَبِيلَنَا  وَإِلَى الْخِيَانَةِ فِى الطَّوِيَّة يُهْطَعُ ؟                                                       
     أَتَبَدَّلَتْ سُنَنُ الْحَيَاةِ ؟ أَم انْتَهَى  قَدَرُ الْحُقُـوقِ لِمُلْكِ مَنْ يَتَرَبَّعُ ؟
     قَسَــمًا بِرَبِّىَ إِنَّ كُلَّ مُنَاصِرٍ  لِمَن افْتَرَى لَمُمَــــــزَّقٌ ومصَدعُ                                          
     وَسَيُمْهِلُ الْزَّمَنُ الظَّلُومَ لِغَايَةٍ  هِىَ مُنْتَهَى فِئَةِ الْغُرُورِ وَمَصْرَعُ
     تَشْكُو الْمَبَادِئُ  هُونَهَا وَهُزَالَهَا  وَغَدًا يُعَالِجُهَا الرَّشَادُ ، فَـتُمْنَعُ
     هِبَةُ الْعُرُوبَةِ لا تَكُونُ لِغَيْرِهَا  أَبَدًا ، وَلَوْ جَمَعَ الْعُتَاةُ وَأَجْمَعُوا
     فَحُمَاتُهَا يَتَنَاصَــحُونَ بِدِينِنَا  بِهُدًى ، وَمَنْ رَعَت الْعِنَايَةُ يُرْفَعُ
     شِيَمُ الْكِرَامِ تَقُودُهُمْ لِمُرَادِهِمْ  مُتَبَصِّــــــــرِينَ بِمَا يُـذَاعُ وَيُزمَعُ
     وسَـبِيلُهُمْ لِحُقَوقِهِمْ مُتَبَصِّرٌ  وَإِمَامُهُــمْ شَــــرَفٌ يُبِينُ وَيَشْـرَعُ
     صُبُرًا يُرَوْنَ وَيُهْتَدَى بِسَوَائِهِمْ  بِكَمِىِّ مَنْطِقِـــهِمْ يُذَادُ ، وَيُدْفَعُ
     وَبِهِمْ سَنَنْهَضُ لِلْحُقُوقِ أَعِزَّةً  فَبِهِمْ تَرَشَّـــدَت الْمَحَـافِلُ أَجْمَعُ
     عُرِفَ السَّبِيلُ لِرَدِّ حَقِّكِ قُدْسَنَا  فَـلَو اسْتَحَالَ تَحَاوُرًا فَـسَيُنْزعُ
     سَيُقَامُ عِنْدَكِ لِلْمَجَادَةِ عِيدُهَا  وَيُرَجِّـعُ الْغَرِدُ النَّشِيدَ ، وَيَسْجَعُ
     سَيَزِيدُ قُدْسِىَ عِزُّ طُهْرِكِ عِنْدَمَا  يُهْوَى إِلَيْكِ، وَفِى نَقَائِكِ يُرْكَعُ
     سَيُرَتَّل الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَيُهْتَدَى  بِهُدَاهُ فِيكِ ، وَنُورُ فَجْرِكِ يَطْلُعُ
     سَتَرَى الْمَسَاجِدُ فِى رِحَابِكِ آلَهَا  وَتَرَى الْأَمَانَ بِكِ الْقُلُوبُ فَتَخْشَـعُ
     سَتَعِزُّ نَاصِيَةُ السَّلَامِ بِمَهْدِهَا  وَيَعُودُ نَجْمُكِ فِى سَمَائِكِ يَسْطَعُ
     ستعيد يا قدس المنابر مَجْـدَهَا  وَتَقُولُ: عِشْتِ بِمِلْءِ فِيهِ وَتَصْدَعُ
     سَيُقَامُ لِلصَّلَوَاتِ فِيكِ لِوَقْـتِها  وَيُزَفَّ ذِكْرُكِ لِلْخُلُودِ ، وَيُسْـمَعُ
  ــــــــــــــــــــــــــــــــ( 41 )ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     ديوان" خلجات صَبَّارة " ، شعر / محمد سَليم خُرَيْبَة