رحب العراقيون وفي مقدمتهم مسيحيوا العراق بزيارة البابا ، والتي وصفها الجميع بالزيارة التاريخية ، لكونها اول مرة يزور العراق شخصية دينية مسيحية بهذا الوزن. وقد اعتبر البعض ان زيارة شخصية بحجم بابا الفاتيكان إلى العراق ، تعتبر رسالة دعم معنوية كبيرة ليس فقط لمن بقي من المسيحيين في العراق ، ولكن لباقي للأقليات الدينية الأخرى ، لكون شخصية البابا تحمل معاني كثيرة ، منها الاعتراف بالأقليات الدينية وفي مقدمتها المسيحية ، فالرغم من كون البابا شخصية دينية ، لكنة يعتبر رئيس دولة مستقلة وهي الفاتيكان لذا تعتبر هذه الزيارة ذات أبعاد سياسية ، يمكن أثبات من خلالها حق المسيح في المواطنة في العراق وتأكيد جذورهم فيه ، وأنهم جزء من نسيج المجتمع مع باقي الأقليات الدينية ، وليس كوافدين عليه ، كمًا يحاول سياسي الأحزاب الإسلام السياسي إثباته . فقد شهد العراق بعد الاحتلال عام ٢٠٠٣ تغيرات جذرية على كآفة الأصعدة ، من ضمنها تمزق نسيج المجتمع العراقي ، على أيدي مليشيات السلطة ، مما أدّى إلى هجرة مسيحيين كثر من قراهم ومدنهم في جميع مدن العراق ، واشتدت تلك الحملة بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل التي يقطنها العديد من المسيح وأقليات دينية أخرى.
فهل سوف تغير زيارة البابا للعراق شيء من معانات الأقليات الدينية سواءً المسيح او غيرهم من أتباع الأديان الأخرى ؟
ان المضطلع بالشأن العراقي يعرف تمامًا بإن شيء من هذا القبيل سوف لن يغير الأوضاع والسبب يعود الى سيطرة المليشيات المسلحة الموالية ألى إيران ، وعصابات ومافيات الابتزاز والخطف التي تعتاش على خلق الحروب والأزمات بين إبناء البلد الواحد ، كذلك تربع قادة وزعماء الفساد والأجرام على مراكز القرار وعلى كآفة الأصعدة في العراق ، كذلك عدم صدق وجدية الجهات والأشخاص الذين يعول عليهم تحمل المسؤولية ، وأنصاف ، وتطبيق القانون ، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ، الكردي الذي يحلم بتقسيم العراق ، ام رئيس الوزراء الذي هو ألعوبة بيد إيران تحركة كيفما تشاء وكيفما تريد ، ام رئيس البرلمان أو البرلمانيين الذين لا يمكن أن نعتبرهم ألا زمرة من الصوص والسراق همهم الوحيد استنزاف خزينة وثروات البلاد وتحقيق مصالحهم الشخصية ، ام السيستاني الذين يعول عليه العراقيون ويطلقون عليه لقب صمام الأمان ، وهو الذي أوجد أحدٍ أشرس مليشيات القتل والأجرام بعد داعش وهي مليشيا الحشد الشعبي . تلك المليشيات التي لها دور بارز بشكل او باخر بعمليات التطهير و التهجير بحق الأقليات الدينية ، وفي مقدمتهم المسيح . فمنذ سقوط بغداد عام ٢٠٠٣ والى يومنا هذا ، هجر وقتل الآلاف من أتباع الأديان الأخرى على يد عناصر مليشيا جيش المهدي ، أحدا أبرز المليشيات المسلحة الشيعية ، والتي خرجت من تحت عبائتها العشرات من المليشيا في مقدمتها مليشيا عصائب اهل الحق احد ابرز فصائل الحشد الشعبي . والتي عبر زعيمها مقتدى الصدر عن ترحيبه بزيارة البابا للعراق قائلا إن " زيارته مرحب بها ، وقلوبنا قبل أبوابنا مفتوحة له ". " وإن الانفتاح على الأديان أمر مستحسن "، مضيفا : "النجف عاصمة الأديان ، فمرحبا به كمحب للسلام". متناسيا ما فعل عناصر مليشياته ضد المسيح ، وكيف هجروهم من بيوتهم واستولوا على املاكهم . فهل تعيد زيارة البابا دم المسيح الذي سفك واموالهم واملاكهم التي نهبت من قبل مستقبلية
إضافة تعليق جديد