هنا القاهرة ماسبيرو 60 سنة بين ثورتين

فضاء الرأي
الكاتب: 
مصطفى كمال الأمير

الكاتب مصطفى كمال الأمير

كاتب حر - هولندا
الأربعاء, أغسطس 26, 2020 - 19

 

هنا القاهرة بهذا النداء الخالد إنطلقت أول إشارة بث تلفزيوني يوم 21 يوليو من عام 1960
في الذكري الثامنة علي الثورة المصريه المجيدة في 23 يوليو 1952
وبعد ستين عاماً هامة في تاريخ العالم شكل فيها صوت مصر  العظيمة وجدان العرب من المحيط الي الخليج
 هنا سؤال مصيري هام
من هو البطل المنقذ القادر علي إنقاذ سفينة ماسبيرو؟
الإعلاميين والعاملين فيه يشكون مر الشكوي من سوء الفساد والترهل الاداري في المبني العملاق ( يعمل به تقريبا 30 ألف عامل وموظف وإعلامي ) منذ تأسيسه عام 1960
بعد الاذاعة المصرية العريقة التي انطلقت من مبني الشريفين عام 1934
هل توجد هناك مؤامرة خبيثة لهدم ماسبيرو ( التلفزيون المصري ) من داخله تمهيداً لبيعه بعد الخصخصة ؟
 كما حدث مع شركات ومصانع القطاع العام ( عدا المصانع الحربية )
 وتحويله الي فندق فاخر  علي ضفاف النيل
في إطار مشروع مثلث ماسبيرو الاستثماري الذي تطلب نقل سكان هذا الحي  ( ربع مليون متر في قلب القاهرة )
الذي يضم مقرات وزارتي الإعلام والخارجية مع القنصلية الإيطالية
ومتحف العربات الملكية ومسجد السلطان أبو العلا
هل تنجح القيادة الجديدة في هيئة الإعلام ( حسين زين ) ؟
وبعد عودة وزارة الإعلام بقيادة الوزير الهمام أسامة هيكل
في إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد فشل السابقين لهما
وإعادة أمجاد هذا الصرح العريق الي الحياة والريادة المصرية للإعلام العربي
فقد يظُن الكثير من الأجيال الشابة أن ظاهرة البرامج الحوارية المباشِرة علي الهواء هي ظاهرة جديدة في بلادنا بعد ظهور قنوات الفضائيات بالمئات وبأموال في أغلبها عربية خليجية
(روتانا.أوربت .art.mbc وشو تايم .ميلودي .تايم. قنوات الجزيرة إلخ ..)
مع قنوات خاصة مصرية ظهرت بعد ثورة يناير  2011
مثل قنوات CBC والحياة والنهار وغيرها
وبعد إطلاق قنوات النايل سات في التسعينيات في عهد وزير الإعلام الأسبق صَفوت الشريف
قبل حَبسُه بعد الثورة في قضايا الفساد ثم تبرئته قضائيا مع رموز نظام مبارك
أن تلك البرامج الحوارية جاءت لملىء ساعات الذروَة للإرسال وجَلب الإعلانات وأرباحها الطائلة لتغطية التكاليف والنفقات علي جيوش الفنيين والنجوم من مقدمي هذه البرامج ورواتبهم بالملايين سنويا
وأن ظاهرة (التوك شو) هي تقليد للبرامج المشابهة في أمريكا والغرب
 وربما يكون ذلك صحيحا جزئيا لكن الظاهرة جذورها أعمق من ذلك .
وبدأت الظاهرة مع بداية أِرسال التلفزيون المصري بماسبيرو( اسم عالم المصريات الفرنسي)
في عام 1960 مع دعم فني وتكنولوجي من فرنسا
مع اذاعة برامج سلوى حجازي والراحلة أماني ناشد قبل أِسقاط أسرائيل طائرتها المدنية الليبية !!
برُكابها 106 في سيناء المصرية قبل نصر أكتوبر 1973

وحتي أِحتفال ماسبيرو في عام 2010 بالعيد الخمسيني قبل ثورة يناير باليوبيل الذهبي للمبني الضخم والذي بناه الروس مع المركز القومي للبحوث بالدقي ومشروع السد العالي بأسوان
في عادة سوفييتية راسِخة للتعاون مع الدول الصديقة
وتزامنا مع صوت آمال فهمي من الإذاعة في برنامجها الشهير علي الناصية لأَكثر من نصف قرن وصوت المذيع الشهير أحمد سعيد بإذاعة صوت العرب من القاهرة وحفلات أم كلثوم أول خميس من كل شهر وسامية صادق وجلال معوض في حفلات أضواء المدينة وساعة لقلبك د.شديد والخواجة بيجو وجورج سيدهم والضيف أحمد وسميرغانم ( ثلاثي أضواء المسرح )
وصوت أبله فضيله توفيق وماما سميحة ( فتافيت السكر ) وبابا شارو والشاعر فاروق شوشه وبابا ضياء
والتعليق الرياضي لمحمد لطيف وأحمد عفت وعلي زيوار والجويني وعلاء الحامولي وإذاعيا فهيم عمر وحسام الدين فرحات
وبرنامج محو الأمية عبد البدبع قمحاوي
وحديثا الإذاعية إيناس جوهر والشاعر عمر بطيشة ثم الفنان سمير صبري وبرنامجه النادي الدولي وحتي توَقُفه لخروجه عن النص بالتهَكم علي الرئيس السادات أثناء حُكمه في قصة معروفة للرواد والمُتابعين بأستضافته لراقِصة من المنوفية مسقط رأس الرئيس السادات مما تسبب في وقف البرنامج نهائيا
وأيضا الرائدة الإعلامية هِمَت مصطفي بنشرة الأخبار ولقاءتها الحصرية مع الرئيس السادات بالعباءة الشهيرة في أستراحة ميت أبوالكوم ومخاطبته لها ( هِمَت يابنتي )
ولاننسي الأساتذة حمدي قنديل وطارق حبيب وعبد الرحمن علي وسلمي الشَماع ومَلَك اسماعيل وأحمد فَراج وكريمان حمزة ومحمود سلطان وماما نجوي أبراهيم وعفاف الهلاوي وفريال صالح وسناء منصور وآل الإتربي وأحمد سمير وفريدة الزمر
ونجوم الفن والزمن الجميل
ثم الأذاعية بثينة كامل وبرنامجها الليلي أسرار حائرة قبل اهتمامها بالسياسة والثورة وفشلها في الترشح عن المرأة في سباق الرئاسة2013
ونعود للحاضر في مِصر  وعمرو أديب في برنامج الحكاية علي MBC مصر
بعدما ترك برنامج كل يوم في قناة ON والقاهرة اليوم علي أوربت وبعد 10 سنوات من بدايته هناك قبل أن يفقد بَريقه لصالح العاشرة مساء لمني الشاذلي ثم عملها في mbc مصر
وبرنامج 90 دقيقة علي المحور للمقدمة مَي الشربيني قبل اعتزالها ثم ريهام السهلي والمخضرم معتز الدمرداش
والحياة اليوم لشريف عامر ولبني عسل
وبرنامج كلام من دهب للإعلامي طارق علام
وهالة سرحان في برنامجها الشهير (هاله شو) علي روتانا قبل قضيتها المعروفة وهروبها الي دبي
والفضائية المصرية والبرنامج الأشهر البيت بيتك تامر أمين وخيري رمضان والصَحَفي محمود سعد قبل حكاية البيجاما مع أنس الفقي وتحوله الي ثورجي فجأة !! في قناة التحرير ثم النهار
وأحمد موسي في صدي البلد وغيره من المذيعين والمذيعات
الذين يتبادلون أماكنهم في لعبة الكراسي الموسيقية
وتكاثر التوك شوز وبرامج الحِوار علي الهواء في كل القنوات تقريبا مما جعل من الصَعب مُتابعتها ولتحَوُلها الي صُراخ وصِياح للديوك وحالة خَوَار وتناطح
لاتناصُح وحِوَار حضاري يقدم حلولا لمشاكلنا

 بل زيادتها بقضايا السَب والقذف العديدة ومن أشهرها قضية المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك مع أحمد شوبير

لنجد برامج تحليل المباريات الرياضية اليومية وقد شذَت عن الرياضة وبثت التعصُب القبيح بين الجماهير لتحقيق شعبية زائفة مما شجع علي الجريمة في الملاعب لتتحول الي ساحة حرب
وكانت كارثة بورسعيد الدامية وسقوط العشرات من القتلي والجرحي للمرة الأولي في تاريخ مصر

ثم سقوط قتلي من مشجعين الزمالك في احداث الدفاع الجوي حتي تلطخت الرياضة المصرية بالدم والعار

ولتزداد الشروخ لتفتيت الوطن جُغرافيا بعد طائفيا
وانتشرت القنوات الدينية من الجانبين المسلم والمسيحي
والتي أفادت بنَشر القرآن الكريم  وصلوات الكنيسة المصرية
لكنها أضرت الوطن بشدة بعد بث الفتنة والتعصُب الديني والتطَرُف
بدلا من نشر روح المحبة والتسامُح وأصبحنا متدينين ظاهريا لاأخلاقيا

وبَعُدنا عن المعاملات العادلة في وطن واحد هو بمثابة سفينة نوح تتسع لجميع المصريين الشرفاء
هنا سؤال مشروع عن عدم وجود قناة خاصة بملايين المهاجرين المصريين في الخارج باللغات الأجنبية لتعريفهم بواجباتهم وحقوقهم في بلادهم الجديدة وربطهم بجذورهم آبائهم وأجدادهم في مصر
 
أما عربيا كان هناك برنامج جورج قرداحي من سَيربح المليون في قناة mbc والإتجاه المُعاكس لفيصل القاسم بقناة الجزيرة
اللذان حققا جماهيرية عالية وساهمت الجزيرة في تمزيق العلاقات العربية المهلهلة أصلا بأنتقاد كل شيء عدا نظام الحُكم في مَشيَخة قطَر قدس الأقداس!

مما دفع الدول الأخري كالسَعَودية لأِطلاق قنوات مُنافسة مثل قناة العربية 2006 وقناة الحرَة لأمريكا وقناة العالم لأيران وعشرات القنوات الأخبارية الأجنبية باللغة العربية ببرامج حوارية مباشرة

مما يضَع علامة أِستفهام كبيرة عن الهَدف والتَوقيت لهذا الطوفان من هذه البرامج
والتي زادت من تشويش وحيرة المواطن

بدلا من أن تُرَتِب وتُوَضح الصورة للمواطن العربي التائه في بادية الجهل والمرض والفقر المشَبَع بقنوات اللهو والرقص والنصب والإغواء وإثارة الغرائز الجنسية والفرقة الطائفية والدينية والعامرة بالمسلسلات الأمريكية والمكسيكية
والآن التركية والأيرانية وكلها ناطِقة باللهجات المحلية واللبنانية لأسباب خبيثة شريرة تجارية وأجتماعية
لبسط النفوذ السياسي والغزو الثقافي وخلخلة الأولويات لدي الجميع لتخريب الوَطَن وتغريب المُوَاطِن وكل شىء لصَالح أمريكا ومشروع أسرائيل الكبري وبنا هيكل سليمان
لمواصلة مشروع أمرَكة المشرق وفرنسة المغرب
لأعادة معكوسة لدولة الخلافة التركية في حروب أهلية بأيدي وأموال بعض من الدويلات العربية
الغارقة في الفتن والحروب الأهلية والقبلية لتمزيق الوطن العربي من الداخل بعد أختراق جهاز المناعة الحصين وهو القومية العربية.
التي ماتت بموت زعيمها الخالد جمال عبد الناصر

وجاءت فتنة الوطن بقنوات التحريض الاخوانية في قطر وتركيا مع فتح المجال للراقصات والساقطات لعمل برامج سطحية تافهة ليصبح المواطن محاصراً
ما بين الخلاعة في الداخل والنطاعة في الخارج!!

ونتحول حاليا الي أقزام بقلة الأدب بعدما كنّا عمالقة في جميع مجالات الثقافة و الأدب
إطلاق إسم الإعلامية الراحلة صفاء حجازي علي محطة مترو الزمالك الجديدة تكريم للتلفزيون
لكنها مجاملة خاطئة يمكن تصحيحها سريعاً بتغيير إسمها الي صوت مصر الخالد كوكب الشرق أم كلثوم ( برج ومنزلها كان في الزمالك )
التي شكلت وجدان المصريين والعرب وجابت أوروبا والعالم العربي في حفلات كثيرة حولت إيرادتها بالكامل لدعم الدولة المصرية بين الحربين ( 1967/1973)
ويكون ماسبيرو نفسه بين ثورتين هما 1952
ثم يناير 2011 مع 30 يونيو 2013

بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير

 


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0