وسائد من رياش قصيدة بقلم الشاعرة نهى عمر

الكاتب: 

نهى عمر

شاعرة- فلسطين
السبت, مايو 22, 2021 - 22

والمُترَفونَ  تَجمَّدَت  بِهِم  المَشاعرُ
والضَمائرُ   طَأطَأَتْ
وبلا  هَواجِسَ  حولَ  ما يجري 
تَنامُ   رؤوسُهم 
فوق  الوَسائدِ  مِن  رِياشٍ  مِن  ضَحاياهُمْ
طيورٌ  آمِنَةْ
وكأنهم  من  كوكَبٍ  مُتَفَرِّدٍ  ليسوا  بَشَرْ
فالحربُ  فوقَ  رِقابِ  خَلقٍ  قُربَهم  أو  حولَهم
وَيَرونهَا  فيلماً  يُبَثُّ  خِلالَ  شاشَةِ  كونِنا
والدمُّ  كالحِبرِ  المُسالِ  نَزيفُهم  
وشَقائقُ  النُعمانِ  تنبُتُ  لونَها  مِن  تربَةٍ 
سُقِيَتْ  بَذاخَةَ  عطرِهم  أبرارَها
وبِلا اكتِراثٍ  أو  مَشاعرَ   يُكمِلونَ  حياتَهم
صَخَباً  و عُهْراً  كم  يَخونْ
ونَذوقُ  طعمَ  الشَهدِ   مُرّاً
في  الحُلوقِ   مَرارَةً  
فيها العقولُ  مَشاهِدٌ
تلك الشِفاهُ  المُزهِراتُ  تَيَبَّسَتْ
تحت  الترابِ  طُفولةٌ  حُصِدَتْ
عيونٌ  فارَقَتْ  وهجَ  البَريقْ
بالجوِّ   رائحةُ  الدُخانِ  مُخَلَّفاتُ  القَصفِ
والطَيَرانُ  يَصطادُ  البيوتَ
و طِفلَةٌ  في  حضنِ  لُعبَتِها  و ثَوبِ  العيدِ  
إذ  كانت  تَنامْ
ومَلاعِبَ  الحاراتِ  مع  أرجوحَةٍ
أحلامَ  أطفالٍ  صَبايا  والقَرَنْفُلَ  دأبُها  تغتالُهم
حتى  الرَصيفَ  مع  الطريقِ  مع  الرمالِ
على  شواطِيءِ  بحرِنا
والطيرُ  فَرَّت  تحتَمي
حُرِقَ   الشَجَرْ
وتَصاعَدت  ريحُ  الشواءِ  لِلَحمِ  طيرٍ  حائرٍ
أو  قِطَّةٍ  بالدارِ  فاجَأَها  المخاضُ  
دَمارُ   بيتٍ  فوقها  فاستشهِدَت
والناسُ  مِن  تحتِ  الرُكامِ  
تَحَشْرَج  الصوتُ  المنادي  يَستَغيثُ 
وَلا  طريقَ  وَلا أداةً  منقِذَة
والجاهلونَ  كما  بَيادِقُ  لعبَةِ  الشَطَرنْجِ
ينقُلهم  غُلاةُ  الظُلمِ  قُنبُلَةً  مُوَقَّتَةً
يَعي  ثوارُنا
إنّ  الثَراءَ  مَكيدةٌ 
والعقلُ  والفكرُ  العميقُ  دروبُ  آفاقِ  المَدى
للبرتُقالِ  وأسكَدنيا  باحَةِ  البيتِ  العتيقِ
مدينَتي والصبّارُ  والزيتونُ  والرُمّانُ  ينتَظِرونَ 
والموجُ  المُرابِطُ  واثِقٌ  من  عودةٍ  للطيرِ
من  نصرٍ  قَريبٍ
والبَراعِمُ  أينَعَت  بالحبِّ  تجتمعُ  القلوبُ
وتستَفيقُ  الشمسُ 
تُعلِنُ  فَجرَنا .