اطلت علينا الدورة السابعة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي ، خلال الشهر الماضي ، وهو الذي يُعدّ أول مناسبة تُقام أمام الجمهور الحي منذ بداية وباء كورونا العالمي ، والتي فازر فيها الفيلم الأمريكي "نومادلاند" بالجائزة الأولى ، "الأسد الذهبي" .
وتعتبر مخرجة الفيلم كلوي تشاو هي أول امرأة تفوز بالجائزة منذ عقد ، وقد كانت المخرجة صوفيا كوبولا آخر امرأة تفوز بهذه الجائزة عام 2010 عن فيلمها "مكان ما".
ومنحت اللجنة (التي تقودها الممثلة الاسترالية كيت بلانشيت) جائزة "الأسد الفضي" لوصيفين، أحدها فيلم المخرج المكسيكي ميشال فرانكو "نيو أوردر" والآخر هو الدراما التاريخية اليابانية "وايف أوف إيه سباي"، لكيوشي كوروساوا.
ما قصة الفيلم الفائز؟
تدور أحداث "نومادلاند" حول امرأة أمريكية تنطلق لتعيش كبدوية حديثة بعد الانهيار الاقتصادي لعام 2008 ، و تلعب فرانسيس مكدورماند الفائزة بجائزتي أوسكار ، دور البطولة فيه عن أرملة تنطلق في الطريق عندما تفقد منزلها ، و تجري أحداثه وسط قبيلة جديدة من كبار السن الذين يسكنون الحافلات رغبة في التجول في الغرب.
وقال بيتر برادشو من صحيفة الغارديان إن "أداء ماكدورماند الهادئ في الفيلم قد يكون الأفضل في حياتها المهنية".
وأصرت تشاو (38 عاما) التي اختارت سكان حافلات حقيقيين ليمثلوا أمام ماكدورماند، على أن الفيلم ليس سياسيا.
ومع ذلك، اعتبره الكثيرون بمثابة قصة رمزية خفية عن تراجع الولايات المتحدة، حيث تمسك أبطالها المتواضعون بالخيوط الأخيرة من الحلم الأمريكي.
"اختبار للصناعة السينما"
مهرجان البندقية، الذي عادة ما يحضره أكثر من عشرة آلاف مدير تنفيذي وناقد وصحفي إلى جانب رواد صناعة السينما، أول مسابقة أفلام دولية كبرى تستمر بعدما تم إلغاء منافسات أخرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منافسه الرئيسي، مهرجان كان السينمائي.
ووصف مدير المهرجان ألبرتو باربيرا الحدث بأنه "نوع من الاختبار" لصناعة السينما، التي تستعيد مكانتها ببطء، مع استئناف بعض عمليات الإنتاج وإعادة فتح دور السينما، حتى مع استمرار حالات "كوفيد-19" في الارتفاع في أجزاء كثيرة من العالم.
وفي إيطاليا، يُنظر إلى المهرجان على أنه بادرة أمل وعودة إلى الحياة العادية في أول دولة في أوروبا تعاني من أزمة وباء فيروس كورونا العالمية.
ووصفت نسخة 2020 من المهرجان بأنها متواضعة، مع ما يقرب من نصف العدد المعتاد للحضور وغياب الأفلام الكبرى ذات الميزانيات الضخمة، وعدد أقل من الأفلام والمقاعد في المسارح التي احترمت فيها قواعد التباعد الاجتماعي.
و جديرا بالذكر كان هناك ثمانية أفلام أخرجتها نساء .
ويأمل البعض أن يعكس ذلك اتجاها جديدا للمهرجانات بعد انتقادات في السنوات الماضية بسبب الافتقار إلى التنوع بين الجنسين.
إضافة تعليق جديد